تواصل آلة القتل التابعة للاحتلال ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في مختلف مناطق قطاع غزة، وسط تصاعد عمليات القصف الجوي والمدفعي التي تستهدف التجمعات السكانية والخيام التي تضم نازحين باحثين عن المساعدات ولقمة العيش.

في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، استشهد 25 فلسطينيًا وأُصيب العشرات، بعد أن استهدف جيش الاحتلال آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في شارع الطينة، فيما وثّقت المصادر الطبية وصول جثامين الشهداء والمصابين إلى مستشفى ناصر في المدينة.

وفي محيط الياباني غربي خانيونس، استهدفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، كما شنت الطائرات غارات على منطقة 'أصداء' غربي المدينة، واستهدفت خيمة أخرى في منطقة المواصي جنوب المدينة، ما خلّف عددا من الإصابات.

وفي شمالي خانيونس، تحديدًا في منطقة السطر الغربي، نفّذ جيش الاحتلال عمليات نسف واسعة لمبانٍ سكنية، في الوقت الذي أطلق فيه قنابل إنارة في سماء المنطقة لتغطية جرائمه، بالتزامن مع حملة قصف واسعة طالت مناطق شرقي المدينة.

وفي وسط قطاع غزة، شنّت طائرات الاحتلال غارات جوية على منطقة المغراقة، أسفرت عن إصابة ثلاثة فلسطينيين جراء قنبلة ألقتها طائرة مسيرة. كما استهدفت مدفعيته المنطقة الشرقية من مخيم البريج، وطال القصف المدفعي كذلك شمالي مخيم النصيرات، فيما استهدف الطيران الحربي وسط القطاع بعدد من الغارات.

وفي مدينة غزة، شنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات على حي التفاح شرق المدينة، وأخرى على المناطق الشرقية، إضافة إلى استهداف محيط مفترق 'العباس' غرب المدينة، كما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف شقة سكنية قرب برج الغفري في ذات المنطقة. وفي الشيخ رضوان، غربي المدينة، أطلقت طائرات الاحتلال المسيّرة عدداً من القنابل على منازل الفلسطينيين.

أما في شمال قطاع غزة، فقد طالت عمليات القصف المدفعي جباليا البلد، بينما نفّذ جيش الاحتلال عمليات نسف لمبانٍ سكنية شرقي مخيم جباليا.

وفي ظل هذه الجرائم المتصاعدة، وجّه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة انتقادات شديدة اللهجة للاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أنه تجاوز كل الخطوط الحمراء بصمته على المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، الذين يُذبحون ويُجَوَّعون أمام أنظار العالم.

من جهتها، حذّرت وزارة الصحة في غزة من كارثة إنسانية وشيكة، حيث أكدت أن أعدادًا غير مسبوقة من المجوعين من مختلف الأعمار وصلت إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين، مشيرة إلى أن مئات الفلسطينيين الذين ضعفت أجسادهم بسبب الجوع معرضون للموت في أي لحظة، نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية وتجاوز أجسادهم قدرة التحمل.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب قوات الاحتلال، بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، وسط تجاهل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد خلّفت هذه الحرب حتى الآن أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.