مباشر: سجل الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً ليصل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، مدفوعاً بتراجع الين الياباني وميل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى التريث في خفض أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام.

وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.6%، مسجلاً أعلى مستوى منذ الأول من أغسطس، قبل أن يقلص جزءاً من مكاسبه. وجاء هذا الصعود بعد قرار الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية كما كان متوقعاً، لكن تصريحات رئيسه جيروم باول حدّت من توقعات مزيد من التخفيضات هذا العام، إذ أكد أن خفض الفائدة في ديسمبر 'غير مضمون إطلاقاً'.

وفي المقابل، قلص بنك اليابان توقعاته بشأن رفع أسعار الفائدة، ما دفع الين إلى أدنى مستوياته في ثمانية أشهر. وقال أرووب تشاتيرجي، استراتيجي في بنك 'ويلز فارغو'، إن التحركات الأخيرة تأتي امتداداً لموقف الفيدرالي المائل للتشديد، موضحاً أن بنك اليابان 'أجّل فعلياً أي رفع للفائدة حتى ديسمبر المقبل'.

ويتجه الدولار لتحقيق مكاسب للشهر الثاني على التوالي هذا العام، في ظل غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، ما يزيد من غموض المشهد الاقتصادي ومسار السياسة النقدية للفيدرالي.

وعلى الصعيد العالمي، أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي، وسط مؤشرات على استمرار نمو الاقتصاد واستقرار معدلات التضخم في منطقة اليورو، فيما تراجع اليورو بنسبة 0.2% أمام الدولار، وهبطت جميع عملات مجموعة العشر أمام العملة الأمريكية.

أما الين الياباني، فقد انخفض إلى أضعف مستوياته منذ فبراير الماضي، متداولاً عند 154.14 ين للدولار خلال التعاملات الصباحية في نيويورك، بعد أن أبقى بنك اليابان سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، من دون أن يلمّح إلى أي توجهات لتشديد السياسة النقدية قريباً.

وقال ناثان ثوفت، مدير المحافظ في 'مانولايف إنفستمنت مانجمنت'، إن 'نبرة الإدارة اليابانية الجديدة تميل إلى دعم النمو الاقتصادي، وهي مستعدة لقبول ضعف الين كجزء من هذه السياسة، بل وتفضّله فعلياً لتعزيز الصادرات'.

وفي أسواق الخيارات، بلغ الفارق في العلاوة المدفوعة للتحوّط من ارتفاع الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال العام المقبل، مقارنة بالرهان على انخفاضه، قرب أعلى مستوياته منذ أبريل الماضي، ما يعكس ثقة الأسواق في استمرار قوة العملة الأمريكية على المدى القريب.