شهرة مزيفة وطعام مجاني.. مطاعم نيويورك تعلن حرباً على 'مؤثري الطعام'

تحولت علاقة المطاعم في نيويورك مع 'مؤثري الطعام' على وسائل التواصل الاجتماعي من فرصة للترويج المجاني إلى اتهامات بالنصب والاحتيال، بعدما أغرقت طلبات 'التعاون' أبواب المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المدينة، بحثاً عن وجبات مجانية مقابل منشور سريع على إنستغرام أو تيك توك.

الشرارة اشتعلت بعد أزمة المؤثرة بي تشونغ في ويليامزبرغ الشهر الماضي، إثر تراكم فواتير تجاوزت قيمتها 4 آلاف دولار واتهامها بالتهرب من الدفع.

مطالب مروعة

ومنذ ذلك الحين، كشف أصحاب مطاعم ومقاهٍ عن مطالب 'مروعة' وطموحات متضخمة لدى 'مُدعي المكانة الرقمية'.

بحسب ما نقلته صحيفة 'نيويورك بوست' عن روبسي شريستا، مالكة مقهى 'نو نازار' في إيست فيليدغ: فإن الأمر 'أصبح مجرد وسيلة للحصول على أشياء مجانية، لكن المجاني هذا لا يناسبنا'.

تقول شريستا، إن المقهى الذي يعتمد على هامش ربح محدود يتلقى عشرات الطلبات يومياً من أشخاص يقدمون أنفسهم كمؤثرين، رغم أن معظمهم يمتلك متابعة متواضعة لا تتجاوز 50 ألف شخص، مُضيفةً: 'الأسوأ أن بعضهم لا يتردد في طلب زجاجات شامبانيا فاخرة تتجاوز قيمتها 300 دولار، أو وجبات متكاملة بقيمة مئات الدولارات، على أمل تعزيز صورتهم أمام متابعيهم'.

'تجربة مجانية' تنتهي بصدمة

جون ترونغ، مالك مطعم 'Chef Papa Vietnam Kitchen'، سرد تجربة انتهت بطعم مر، فبعد اتفاقه مع المؤثرة فهميدة سلطانة (45 ألف متابع) على وجبة مجانية مقابل فيديو ترويجي، طلبت سبعة أطباق وأربعة مشروبات بقيمة 200 دولار.

انتظر ترونغ، الإعلان والوعد بالمنشور، لكنه فوجئ بـ'صمت كامل' قبل أن ترد سلطانة لاحقاً بعد انتقاده العلني بإكرامية هزيلة قدرها 6 دولارات.

فيما يقول المالك: 'لقد وثقنا بها، وأشعر أنها احتالت علينا'.

فيما اعتبرت سلطانة لاحقاً أن 'سوء التواصل' أدى إلى تعاون غير مكتمل، لكنها لم توضح موقفها لوسائل الإعلام.

ورغم الاستغلال المتزايد، لا يمكن إنكار تأثير المنصات، فبحسب دراسة تسويقية حديثة، زار 58% من مستخدمي تيك توك مطعماً بعد رؤيته على التطبيق، الذي يشترك فيه ما يعادل 98 مليون شخص في الولايات المتحدة.

إلا أن هذا التأثير يجعل المطاعم، خاصة الصغيرة منها، تشعر بالضغط للمشاركة حتى لو كان ذلك على حساب ميزانيتها.

عن هذا يقول مستشار المطاعم جيسون كابلان: 'الكل يملك هاتفاً والجميع أصبح ناقداً للطعام، لكن هذا لا يعني أن لديهم الخبرة'.

متابعون مزيفون ومطالب سخيفة

أصحاب مطاعم أكثر خبرة تعلموا الدرس، حيث يقول ستراتيس مورفوجن، مالك مطعم 'Diner 24': 'عندما نكتشف أن 80% من متابعي المؤثرين مزيفون، لا نتعامل معهم'، مضيفاً: 'نحن نواجه عملية احتيال كاملة، يطلبون وجبات لأربعة ضيوف مقابل كذبة كبيرة'.

وحتى المطاعم الموسمية الراقية لم تسلم من هذا الجدل، حيث رفض مطعم كاليسا في هامبتونز، طلب مؤثر زجاجة 'Veuve Clicquot' بقيمة 60 دولارًا وطالب بزجاجة 'Krug' بأكثر من 300 دولار.

في مثال مؤلم، تسبب خلاف مع مؤثرة بمتابعة متواضعة (15 ألفاً) في إغلاق متجر 'كيس كافيه' في سان فرانسيسكو الصيف الماضي، بعد حملة انتقادات واسعة قادتها ضد المالك.

شعور بالذنب

رغم كل الخسائر، جاءت المفاجأة من صاحب مطعم كوينز، جون ترونغ، بعدما كشف تجربته مع سلطانة عبر فيديو، حيث ارتفع عدد متابعيه بشكل كبير، وانهالت الطلبات لإظهار مطعمه في مقاطع جديدة، لكنها هذه المرة من مؤثرين شعروا 'بالذنب' وتعهدوا بإعلانات حقيقية.

وتعيش مطاعم نيويورك حالة استنزاف حقيقي أمام موجة من 'مؤثري الطعام' الذين يطالبون بما يشبه الابتزاز الرقمي تحت شعار التسويق.