يشكل التاريخ والثقافة والطبيعة عماد السياحة في العراق، حيث تزخر البلاد بمعالم أثرية وحضارية غنية كانت الأقدم على وجه الأرض، مثل بابل وآشور القديمة، إضافة إلى مواقع دينية في النجف وكربلاء. كما توجد مناطق طبيعية خلابة تشمل مصايف إقليم كردستان العراق مثل أربيل والسليمانية ودهوك، والاهوار، وبحيرة الحبانية. ويمتلك العراق من المواقع الأثرية ما يقدر بأكثر من 12 ألف موقع. كما يحتوي العراق على جغرافيا وبيئة متنوعة تتمثل بالجبال والأهوار، وعشرات المراقد الدينية التي تتوزع في محافظاته. السياحة التاريخية والثقافية في العراق تزخر العاصمة العراقية بغداد بالعديد من المواقع الأثرية والسياحية المتميزة التي تعود إلى عهود مختلفة. وتشتهر المدينة بـ 'القصر العباسي' و'شارع المتنبي' و'المدرسة المستنصرية' و'خان مرجان'، إضافة لكونها العاصمة الإدارية للبلاد وهي عاصمة العباسيين التاريخية. وفي جنبات الموصل تغفو 'أسوار نينوى' الضخمة وبواباتها، و'قصر آشور بانيبال' الذي يحتوي على أول مكتبة منظمة في التاريخ، و'معبد عشتار'. كما يحتوي العراق موقع أور وعكركوف الذي يعد من المواقع الأثرية المهمة في العراق من الناحية السياحية والثقافية كونه يجسد حقبة حضارية ثرة من تاريخ بلاد الرافدين. اهتمام متزايد بالسياحة في العراق يزداد اهتمام العراق بالسياحة كونها من الصناعات الحديثة التي تعزز مكانة البلد في العالم وتدر أرباحا طائلة من الوفود الداخلية والخارجية. وشهد العراق في عام 2025 انتعاشا ملحوظا في القطاع السياحي مع تزايد أعداد السياح الأجانب خاصة من الدول الأوروبية والأمريكية، حيث يأتي هذا التطور في ظل استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتكثيف الجهود الحكومية لتطوير البنية التحتية السياحية. أرقام السياحة في العراق يبرز هذا القطاع أمام تلك المقومات الجاذبة للسياح، كمشروع طموح وواعد، ينتظر تعزيز البنى التحتية الضرورية للسياحة في البلاد. وفقًا للبيانات المتاحة، زار العراق حوالي 400 ألف سائح أجنبي في عام 2023، ما يعكس تحسنا ملحوظا مقارنة بالسنوات السابقة. من المتوقع أن تسهم السياحة بمبلغ يقدر بحوالي 4 مليارات دولار أمريكي في الاقتصاد العراقي سنويا، إذا تم تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية بشكل مستدام. ويرى مختصون، أن تعزيز السياحة في العراق يعتبر خطوة استراتيجية لتنويع موارد الموازنة المالية، إذ أن الاعتماد على قطاع السياحة يمكن أن يقلل من الاعتماد على الموارد النفطية ويوفر فرص عمل جديدة للشباب العاطلين. وأطلق العراق برامج وفعاليات تراثية وثقافية تبرز غنى بغداد ومكانتها وأن اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لهذا العام أبرز مكانتها السياحية في المنطقة العربية.