أبوظبي - مباشر: قال هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة أوبك، إن العالم سيحتاج إلى استثمارات تتجاوز 18.2 تريليون دولار في قطاعي النفط والغاز حتى عام 2050، مشيرًا إلى أن استهلاك النفط سيواصل الارتفاع ليصل إلى 123 مليون برميل يوميًا، ولا توجد ذروة قريبة للطلب.

جاء ذلك خلال مقابلة مع منصة Energy Connects على هامش معرض ومؤتمر اديبك 2025 في أبوظبي، الذي اختتم اعماله بعد مشاركة واسعة من قادة الطاقة والخبراء الدوليين، وعرض مبادرات عملية لدعم أمن الطاقة وخفض الانبعاثات وتعزيز الاستثمارات العالمية في القطاع، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة.

وأضاف الغيص، أن العالم مقبل على مرحلة تتطلب رسائل واضحة حول مستقبل الطاقة وضرورة تحقيق توازن بين الاستثمار في النفط والغاز وتطوير مصادر الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى استمرار التماسك داخل تحالف اوبك+ وتعزيز شراكات الطاقة بين دول الجنوب؛ بما يسهم في استقرار الاسواق العالمية قبيل انعقاد مؤتمر COP30 في البرازيل.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر، دعا وزراء الطاقة المشاركون إلى نموذج عادل لانتقال الطاقة؛ بما يضمن تلبية احتياجات التنمية دون الاضرار بالاستقرار الاقتصادي.

وقال وزير الدولة للموارد البترولية (الغاز) في نيجيريا 'اكبيريكبي اكبو' إن 80 مليون شخص في نيجيريا و600 مليون في إفريقيا لا يحصلون على الكهرباء، فيما يعتمد ملايين أخرون على الكتلة الحيوية للطهي، موضحًا أن بلاده تمتلك احتياطيات تبلغ 210 تريليونات قدم مكعب من الغاز، وأن الطاقة المتجددة وحدها لا تكفي حاليا لتحقيق التنمية والقضاء على الفقر.

وأشار وزير الطاقة في زيمبابوي جولي مايو، إلى أن بلاده فتحت قطاع الطاقة امام الاستثمارات الخاصة واصبحت مترابطة مع 12 دولة عبر شبكة الطاقة في جنوب إفريقيا، لافتًا إلى بدء تطوير مشروعات النفط والغاز بدعم من مستثمرين من الخليج.

كما أكد وزير الطاقة والتعدين في الجبل الاسود ادمير شاهـمانوفيتش أن بلاده تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 60% ولديها 65 مشروعًا في الطاقة الشمسية والرياح؛ إضافة إلى خط ربط بحري مع إيطاليا بقدرة 600 ميجاواط، مشيرًا إلى سعي الجبل الاسود لجذب نحو نصف مليار يورو من الاستثمارات خلال الشهر المقبل مع توقيع اتفاق حكومي مع الإمارات لدعم قطاع الطاقة المتجددة.

وفي السياق، قال الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط أسامة مبارز إن المنتدى أطلق في عام 2022 مبادرة لإزالة الكربون بهدف إنتاج غاز انظف وتقليل الانبعاثات وتسريع تطوير الموارد الغازية في المنطقة.

وسجل أديبك 2025 عائدات اقتصادية تقدر بنحو 400 مليون دولار (1.47 مليار درهم) دعمت قطاعات الضيافة والسياحة والنقل في أبوظبي.

كما شهد المؤتمر مشاركات قياسية تضمنت 35 جناحًا وطنيًا بقيمة إجمالية بلغت 46 مليار دولار وأكثر من 239.71 الف زائر من 172 دولة بزيادة نسبتها 7% مقارنة بالعام الماضي.

وشاركت 54 من أكبر شركات الطاقة العالمية من بينها ادنوك وارامكو واكسون موبيل وشل وبي بي وتوتال انرجيز، إضافة إلى شركات طاقة ناشئة ومستقلة، مع حضور واسع لخبراء التكنولوجيا وصناع السياسات ورواد الابتكار.

كما شهدت الفعاليات أكثر من 16 ألف مشارك متخصص و1800 متحدث يمثلون أكثر من 180 دولة و380 جلسة و12 برنامجًا متخصصًا.

وعلى مدار أربعة أيام؛ ناقش المشاركون مستقبل الطاقة العالمية ودور التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والهيدروجين في تعزيز كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات، وأهمية تعبئة رأس المال والاستثمار في البنية التحتية لتلبية الطلب العالمي المتزايد، مع التأكيد على ضرورة تحقيق توازن بين الأمن الطاقي والاستدامة والنمو الاقتصادي.