في خطوة قد تُحدث تحولًا في الطريقة التي تُعالج بها أعراض انقطاع الطمث، أوصى فريق من الخبراء الاستشاريين في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بإزالة التحذير الأسود – وهو أشد تحذير يُمكن أن يُوضع على الأدوية – من العلاجات الهرمونية الخاصة بانقطاع الطمث، والتي أثارت الجدل لسنوات طويلة.

ورغم أن اللجنة لم تُجرِ تصويتًا رسميًا ولا تملك صلاحية تعديل السياسات، فإن اجتماعها الأخير عكس توافقًا عامًا على أن التحذيرات القديمة كانت مبالغًا فيها وأثّرت سلبًا على رعاية النساء، لا سيما وأنها استندت إلى دراسات سابقة أبرزها تقرير 'مبادرة صحة المرأة' عام 2002، الذي ربط بين العلاج الهرموني وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان والخرف.

غير أن معارضي تلك التحذيرات يؤكدون أن الدراسة بالغت في تقدير المخاطر، واعتمدت على بيانات لنساء تجاوزن الستين عامًا، في حين أن متوسط عمر انقطاع الطمث هو 51 عامًا. وفي دراسة نُشرت العام الماضي في مجلة JAMA، خلص المؤلفون الأصليون للدراسة إلى أن فوائد العلاج الهرموني تفوق مخاطره في حالات عديدة.

وشددت عدة جهات طبية، بينها 'جمعية سن اليأس' و'الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد'، على أن الاستخدام الموضعي لهرمون الإستروجين (كالكريمات والجل المهبلي) لا يُشكل خطرًا لأنه لا يسري في الدورة الدموية، ووصفته بأنه 'آمن تمامًا لكل النساء'.

لكن النقاش لم يخلُ من الانتقادات، إذ أبدى معارضون قلقهم من أن اللجنة كانت منحازة لصالح شركات الأدوية، وأن بعض أعضائها لهم علاقات مالية بالصناعة، حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز. كما حذر خبراء آخرون من أن الاعتماد على دراسات ملاحظة غير كافية قد يُضلّل المرضى بشأن الفوائد والمخاطر.

ومع ذلك، فإن الاهتمام المتزايد بقضايا صحة المرأة، والنقاش الدائر حول التحيزات القديمة في الطب، قد يدفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى مراجعة موقفها، ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في استخدام هذه العلاجات مستقبلاً.