أكد الإعلامي محمد موسى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية متقدمة، بل تحول في السنوات الأخيرة إلى أداة تأثير ونفوذ تُستغل من قِبَل دول وجهات وتنظيمات لزعزعة استقرار مجتمعات بأكملها ومع الانتشار المتسارع لتقنيات الـAI، ظهرت ساحات جديدة للصراع السياسي والمعلوماتي، حتى باتت بعض الدول تخوض حروبًا كاملة تُدار من خلف الشاشات.

وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامجه 'خط أحمر' على قناة الحدث اليوم، أن الشرق الأوسط، ومصر تحديدًا، ظلّا لعقود ساحة للصراعات التقليدية، لكن التهديد اليوم أصبح مختلفًا تمامًا؛ فلم يعد العدو جنديًا أو ميليشيا، بل خوارزمية قادرة على صناعة فيديو مُفبرك، إشعال فتنة، نشر شائعة، أو توجيه الرأي العام بالكامل في دقائق معدودة.

وأشار إلى أن أحد أخطر أشكال هذا التهديد يتمثل في صناعة الفوضى الرقمية؛ حيث تعتمد جهات خارجية على الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور مزورة، وفيديوهات مفبركة، وتسريبات ملفقة تهدف إلى ضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة ويجري ذلك باحترافية شديدة جعلت الكثير من الشعوب عاجزة عن التمييز بين الحقيقة والتزييف.

وأضاف موسى أن توجيه الرأي العام أصبح يتم عبر جيوش من الحسابات الوهمية والروبوتات الإلكترونية التي تديرها خوارزميات قادرة على تضخيم أحداث هامشية، وطمس أحداث أكثر أهمية، وصناعة تريندات ذات أهداف سياسية أو اجتماعية خفية.

كما كشف عن تصاعد خطورة استهداف المؤسسات الحيوية ومحاولة اختراق الأنظمة الحساسة، سواء عبر التلاعب ببيانات مهمة أو تعطيل خدمات مركزية، وهو ما يمثل فصلاً جديدًا من حروب الجيل الخامس التي تُخاض دون رصاصة واحدة.