اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت عدة ولايات اليوم الأحد انقطاعًا كاملاً في التيار الكهربائي، إثر عطل فني مفاجئ ضرب الشبكة القومية، ما أدى إلى حالة من الإظلام التام في المناطق المتأثرة، وسط حالة من الترقب والغضب الشعبي نتيجة تكرار الأعطال في الآونة الأخيرة.
شركة الكهرباء تعتذر وتباشر الإصلاح الفوري
أفاد مجلس التنسيق الإعلامي بشركة كهرباء السودان أن الفرق الفنية والهندسية تحركت على الفور عقب العطل، وبدأت في تنفيذ عمليات إصلاح الأعطال، مشيرًا إلى أن التيار الكهربائي يتم استعادته تدريجيًا في مختلف الولايات المتضررة.
وقدمت الشركة اعتذارًا رسميًا للمواطنين عن هذا الانقطاع الخارج عن إرادتها، وأعربت عن شكرها لتفهم الجمهور، مؤكدة أنها ستصدر تحديثات لاحقة حال توفر معلومات جديدة بشأن أسباب وتداعيات العطل.
انقطاعات متكررة تثير قلق المواطنين
هذا الانقطاع ليس الأول من نوعه، فقد شهد السودان خلال الأشهر الماضية سلسلة من الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، ما أثار استياءً واسعًا وسط المواطنين، خاصة أن تلك الأعطال غالبًا ما تتزامن مع درجات حرارة مرتفعة وانهيار في خدمات المياه نتيجة توقف محطات الضخ.
وتسببت تلك الأعطال سابقًا في شلل تام في مؤسسات الدولة والمرافق الحيوية، خصوصًا المستشفيات والمراكز الصحية التي تعتمد على الكهرباء بشكل مباشر في تشغيل المعدات الطبية، ما زاد من المخاوف الشعبية من تفاقم الوضع.
سد مروي تحت المجهر مجددًا
بحسب التقارير، فإن سد مروي الذي يمثل أحد الأعمدة الأساسية في توليد الكهرباء بالبلاد، كان محورًا متكررًا للأعطال الفنية خلال الأشهر الماضية. وفي 5 يونيو الماضي، تعرضت معظم مناطق السودان لانقطاع تام في التيار الكهربائي نتيجة خلل مفاجئ في الشبكة القومية.
ويُرجّح مراقبون أن تكون هناك مشكلات مستمرة في إدارة وتشغيل السد، إضافة إلى ضغوط ناتجة عن تدهور البنية التحتية التي لم تُحدّث منذ سنوات، ما يجعل الشبكة أكثر عرضة للأعطال عند أي ضغط مفاجئ.
الدعم السريع في دائرة الاتهام
وفقًا لتقارير رسمية، فإن أسباب الانقطاعات لا تقتصر على الأعطال الفنية فحسب، بل تعود أيضًا إلى ما وصفته الحكومة بـ'الاستهداف الممنهج' من قبل قوات الدعم السريع للبنية التحتية الحيوية.
فقد تعرّضت المحولات الرئيسية والفرعية في القضارف، ومحطات التوليد في سد مروي ودنقلا، إلى أضرار جسيمة، إضافة إلى منشآت استراتيجية في بورتسودان، وكوستي، وعطبرة، نتيجة هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة الانتحارية، الأمر الذي قاد إلى شلل واسع في خدمات الكهرباء والمياه في مناطق كبيرة.
تداعيات خطيرة على حياة المواطنين
هذا الانقطاع المفاجئ في الكهرباء لم يتوقف تأثيره عند حد انقطاع الإنارة، بل أدى كذلك إلى تعطيل محطات المياه، وتوقف العديد من الأنشطة التجارية، إضافة إلى التسبب في تلف المواد الغذائية والأدوية التي تحتاج إلى تبريد دائم، وهو ما فاقم من الأزمة الإنسانية في بعض المناطق.
مطالبات شعبية بإصلاح القطاع الكهربائي
ومع تكرار الانقطاعات، تعالت الأصوات الشعبية المطالبة بإصلاح جذري في قطاع الكهرباء، داعية إلى ضرورة إعادة تأهيل الشبكة القومية، ورفع كفاءة محطات التوليد والتوزيع، مع توفير الحماية الكاملة للمرافق الحيوية، خاصة تلك الواقعة في مناطق النزاع.
ويقول مراقبون إن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية حقيقية، مطالبين الحكومة بضرورة وضع خطة طوارئ لضمان استقرار الإمداد الكهربائي.