متابعات- نبض السودان

فقدت الأسرة المالكة السعودية، اليوم السبت، أحد أفرادها البارزين، حيث أعلنت وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، الشهير بلقب 'الأمير النائم'، وذلك بعد نحو عشرين عامًا قضاها في غيبوبة تامة، نتيجة حادث مروري مأساوي تعرّض له في عام 2005، وهو في ريعان شبابه.

https://x.com/i/status/1930759983764807766

تأكيد الوفاة.. ودعاء مؤثر من الوالد

وأعلن الأمير خالد بن طلال، والد الفقيد، نبأ الوفاة رسميًا عبر منصة 'إكس'، حيث كتب الآية الكريمة:

{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي }.

ثم أردفها بنعي مؤثر قال فيه:

«بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى إبننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم».

وأكد الأمير خالد أن الصلاة على الراحل ستُقام غدًا الأحد الموافق 25/1/1447هـ، الموافق 20/7/2025م، وسط توقعات بحضور رسمي وشعبي واسع للجنازة، نظرًا لما حظي به الفقيد من تعاطف شعبي لافت طوال سنوات غيبوبته.

من هو الأمير النائم؟.. رحلة بدأت بحادث مأساوي

الأمير الوليد بن خالد هو ابن شقيق الملياردير الأمير الوليد بن طلال، وقد تعرض في عام 2005 لحادث مروري مروع أثناء دراسته في الأكاديمية العسكرية، أدى إلى دخوله في غيبوبة طويلة امتدت على مدار 21 عامًا، تحوّل خلالها إلى رمز للمعاناة والصبر، وسط متابعة جماهيرية من مختلف أنحاء الوطن العربي.

ورغم التقديرات الطبية المتشائمة في بدايات حالته، رفض والده مرارًا سحب أجهزة الإنعاش أو إنهاء العلاج، مؤكدًا إيمانه بأن الله قادر على إعادته إلى الحياة، وظل يتابع حالته الطبية لحظة بلحظة، وينشر تطوراتها بين الحين والآخر عبر وسائل التواصل.

آخر ظهور حي.. إصبع يتحرك وأمل لا يموت

في يونيو الماضي، كان للأمير النائم آخر ظهور حيّ، حينما نشر والده صورة من زيارته في عيد الأضحى مع أبنائه سعود ومحمد، للأمير الوليد، وأرفقها بدعاء قال فيه:

«الله يشفيه ويعافيه».

وقبلها بيومين فقط، نشر مقطع فيديو مؤثرًا من داخل المستشفى، حيث بدت فيه يد الأمير تتحرك استجابة لتحية الطبيبة، ما أعاد الأمل لقلوب الملايين ممن تابعوا حالته لسنوات.

وفي الفيديو الذي نُشر عام 2020 أيضًا، ظهرت الطبيبة وهي تخاطب الأمير قائلة:

'وليد مرحبًا، اجعلني أراك قل لي أهلا، فحرك إصبعيه'، في لحظة مؤثرة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ودفعت كثيرين للاعتقاد بأن تحسّنًا جزئيًا قد حدث في حالته العصبية.

تفاعل واسع.. المصريون ينعون الأمير النائم

حظيت وفاة الأمير الوليد بن خالد بتفاعل واسع من الجماهير العربية، خاصة في مصر، حيث تصدّر اسمه محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط تعاطف شديد مع قصة معاناته الطويلة.

وتحوّل 'الأمير النائم' إلى اسم بارز في الذاكرة الشعبية، حيث تابع الملايين تفاصيل رحلته الطويلة مع المرض، وانتظر كثيرون معجزة قد تعيده إلى الحياة.

رحلة الأمل التي ألهمت الملايين

خلال الأعوام الماضية، رفضت العائلة المالكة السعودية التخلي عن الأمل، وخصصت فرقًا طبية لمتابعة حالة الأمير النائم، كما استمرت بنشر صوره وتحديثات صحية عنه، وهو ما خلق حالة إنسانية فريدة بينه وبين الجمهور العربي، جعلت من قصته نموذجًا للإيمان والصبر والثبات.

وبينما وافته المنية اليوم، بقيت قصته شاهدًا على قوة الإرادة الأبوية، وعزيمة لا تلين في مواجهة احتمالات الطب.