تشهد الولايات المتحدة تغييرات جذرية على مستوى إدارة الرئيس ترامب، رغم أنه لم يمضِ عام بعد في السلطة. يتزامن ذلك مع انقسامات داخلية؛ فخطة الرئيس ترامب للسلام بأوكرانيا باتت تقلق 'الدولة العميقة'، فما الذي يجري؟

خاص – الخبر اليمني:

وفقًا لشبكة 'سي إن إن' الأمريكية، تُجرى اللمسات الأخيرة لتغيير وزير الدفاع الحالي والمعين من ترامب شخصيًا، 'بيت هيغسيت'، بآخر يتولى حاليًا المفاوضات بملف أوكرانيا ومعروف بالأوساط الأمريكية بـ'رجل المسيرات'. ويوصف في الأوساط الإعلامية الأمريكية بأنه أكثر شراسة تجاه روسيا.

ومع أن القناة تحدثت عن بدء ترامب الإعجاب به، إلا أن التوقيت يشير إلى أن تنصيب 'دانيال دريسكول' المحتمل يسير عكس توجه ترامب، إذ تحمل سيرة الوزير الجديد توجهًا نحو التصعيد في الملف الأوكراني، عكس ترامب الذي يدفع للاستسلام ويُتهم بالسعي لصفقة تجارية مع موسكو ثمنها أوكرانيا.

دفعت التحركات الأخيرة الرئيس الأمريكي للتخلي، وفق ما ألمح إليه، عن خطته للسلام في أوكرانيا. وقال ترامب قبيل ساعات على انتهاء مهلة حددها لأوكرانيا للموافقة على خطته ذات الـ28 بندًا، إنه لا موعد محدد لها، في إشارة إلى تضاءل فرص نجاحها حاليًا.

وكان ترامب ذاته كشف قبل أيام تمردًا عسكريًا بتغريدة على صفحته الرسمية بـ'السوشال ميديا' اتهم شخصيات لم يُسمّها بدفع الجيش للتمرد على توجهاته، وهو بذلك يشير إلى ملف أوكرانيا حيث اتسعت رقعة الخلافات في الأوساط الأمريكية بمن فيها الحزب الجمهوري الحاكم الذي بدأت وسائل إعلام مقربة منه مهاجمة الخطة والتركيز على أن ترامب يحاول إبرام صفقة تجارية غير آبه بالأمن القومي الأمريكي، إضافة إلى مهاجمة عائلته وتحديد صهره، 'جاريد كوشنر'، والمتهم بترتيب صفقة على غرار صفقة غزة.

ولم تقتصر خطوات ترامب للوراء على تأجيل موعد خطته، بل سمح للأوكرانيين بتعديلها بشكل جذري وفقًا لتوجهات أوروبية، ما دفع الروس للتلميح برفضها عبر اتهام أوروبا والناتو بإعداد خطة بديلة تعزز الصراع لا السلام.

وبعيدًا عما تحاول وسائل إعلام أمريكية تسويقه عن توجه ترامب لتغيير وزيره الذي رفض التخلي عنه في ذروة التسريبات العسكرية الأخطر، تؤكد الوقائع بأن ترامب يواجه ضغوطًا غير مسبوقة من 'الدولة العميقة' كانت سببًا وراء فرملة خطته لأوكرانيا بعد أن كان على وشك فرضها.