في ظاهرة آخذة في التصاعد، كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن معطيات صادمة تفيد بارتفاع حاد في حالات الانتحار بين صفوف جنود الجيش خلال عام 2025، وسط تعتيم رسمي متعمد على حجم الكارثة النفسية التي تضرب المؤسسة العسكرية.

وبحسب ما نقلته الإذاعة عن مصادر مطلعة داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد أقدم 18 جنديًا إسرائيليًا على الانتحار منذ بداية العام، بينهم 15 حالة تم تسجيلها خلال النصف الأول من العام، في حين وقعت 3 حالات جديدة في شهر يوليو الجاري وحده. 

ورغم خطورة الأرقام، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي رفض إصدار بيانات رسمية حول الظاهرة، حيث امتنع المتحدث العسكري إيفي دوفرين، أمس، عن تقديم أي توضيحات بشأن حصيلة حالات الانتحار، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة مكشوفة للتعتيم على الأزمة المتفاقمة.

وتأتي هذه المعطيات لتسلط الضوء على معاناة جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل ضغوط نفسية هائلة، خاصة في ظل الحرب الدائرة علي قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة مئات الجنود وأصابت الآلاف، فيما باتت مشاهد القتل والدمار جزءًا من واقعهم اليومي.

ويرى خبراء أن تصاعد الظاهرة يشير إلى خلل عميق في منظومة الدعم النفسي داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعجز المؤسسات العسكرية عن احتواء الانهيارات النفسية التي تدفع بجنود إلى خيار إنهاء حياتهم. فيما تشير بعض التقارير غير الرسمية إلى أن قادة جيش الاحتلال يتعمدون حجب البيانات الرسمية خشية تداعي صورة جيش الاحتلال في أعين المجتمع الإسرائيلي.

وفي ظل هذا الصمت الرسمي، يبقى جنود الاحتلال وحدهم في مواجهة أشباح الموت والانهيار النفسي، في مشهد يعكس عمق التصدع داخل صفوف المؤسسة العسكرية التي لطالما تغنت بقوتها وصلابتها.