الرياض- 'الرياض'

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.75% والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بأكثر من 1.7% اليوم الاثنين، في تعافٍ ملحوظ بعد أسبوعين من التراجع، بدعم من تحسن المعنويات وتزايد التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق في مجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ 40 يوماً، بحسب ما ذكر سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com.

وأوضح حسن أن خطوة مجلس الشيوخ الأخيرة — المتمثلة في تصويت إجرائي بنتيجة 60–40 انضم فيه ثمانية ديمقراطيين إلى الجمهوريين للموافقة على مشروع قانون مؤقت لتمويل الحكومة حتى يناير المقبل — تمثل تقدماً ملموساً نحو إنهاء الإغلاق، مضيفاً أن الاتفاق، رغم محدودية تنازلاته، سيعيد الموظفين الفدراليين إلى أعمالهم ويضمن صرف رواتبهم المتأخرة. وأشار إلى أن الزخم السياسي بدأ يتحول تدريجياً مع اتساع تداعيات الأزمة، لاسيما اضطرابات برامج المساعدات الغذائية والتأخيرات المتزايدة في المطارات.

وأضاف محلل XS.com أن تحسّن التوقعات بإعادة فتح الحكومة انعكس على شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، إذ ارتفع التفاؤل بدعم الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي بفعل ما يُعرف بـ'تأثير الثروة المالية'. وبيّن أن تقديرات جيه بي مورغان تشير إلى أن نحو 16% من نمو الإنفاق الاستهلاكي يُعزى إلى مكاسب الأسواق المالية، خصوصاً لدى أعلى 20% من أصحاب الدخل الذين يمتلكون معظم الأسهم، مما وسّع الفجوة الاقتصادية بين الأسر المالكة للأصول وتلك التي تعتمد على الدخل الثابت.

وأشار حسن إلى أن نتائج أعمال الشركات القوية لم تكن كافية لإشعال موجة صعود جديدة، رغم تجاوز أكثر من 80% من الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 لتوقعات الأرباح هذا الموسم. وأضاف أن التقييمات المرتفعة بعد أشهر من المكاسب المدفوعة بقطاع الذكاء الاصطناعي تثير تساؤلات حول مدى استدامة الزخم الحالي، لافتاً إلى أن المستثمرين يترقبون بيانات الشركات الكبرى مثل نفيديا ووول مارت لتحديد اتجاه الأسواق خلال الفترة المقبلة.

وفي السياق ذاته، أشار إلى أن بعض المحللين يحذرون من الإفراط في التفاؤل، حيث شبّه ألبيرت إدواردز في مقالٍ له في بلومبرغ طفرة الذكاء الاصطناعي الراهنة بـ'فقاعة أواخر التسعينيات'، موضحاً أن الأرباح الحالية لا تعكس بعد أثر ارتفاع تكاليف الاقتراض. ويرى إدواردز أن الأسواق بلغت مستويات تقييم تتجاوز الاستدامة، داعياً المستثمرين إلى التحوّط عبر الذهب والأسهم الدفاعية والسلع عند أول انعكاس في المعنويات.

وختم سامر حسن تحليله بالإشارة إلى أن توقعات أسعار الفائدة لا تزال عاملاً حاسماً في تحديد اتجاه الأسواق، إذ تُظهر بيانات CME FedWatch Tool تراجع احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر إلى أقل من 63%، بعدما كان يفوق 90% قبل شهر. ويرى حسن أن اقتراب انتهاء الإغلاق الحكومي قد يقلل حاجة صناع السياسة إلى مزيد من التحفيز، ما يدفع عوائد الخزانة الأمريكية للارتفاع ويضيف ضغوطاً جديدة على أسهم النمو الحساسة لتكاليف التمويل.