رم - حاتم الكسواني

لطالما كانت الفنون أدوات ناعمة للتعبير عن عمق حضارة الأوطان وتجذرها ، وفرض واقع تصنيفها الحضاري بين الأمم .

هذا ما يقدمه مهرجان جرش للثقافة والفنون من خدمة للأردن من حيث رسم صورته الحضارية وتقديمه كمساهم رئيس في الحفاظ على الإرث الحضاري والإنساني الأردني والدولي من خلال عرضه لالوان الفنون والثقافة الأردنية وإستضافته لفرق من مختلف بلاد العالم تقدم على مسارحه ومرافقه المختلفة ألوان فنونها وثقافتها الأمر الذي يصنع التقارب بين الشعوب وحضاراتها ويعزز قيم الأخوة والتفاهم ويضيق هوة الإختلاف بينها ، وهي عوامل هامة لإشاعة روح السلم والتفاهم العالمي المنشود بين الأمم.

وحيث أن للفنون والثقافة وظائف عديدة منها تأكيد الهوية الوطنية للدول من خلال عرض تنوع تراثها الفني والأدبي و الإجتماعي فإن مهرجان جرش هو نافذتنا الأردنية المفتوحة على العالم ليطل منها على اغانينا واهازيجنا ودبكاتنا واطباق طعامنا. وآدابنا وأشعارنا ،وقصصنا ، ومنتجاتنا الشعبية من ملابس واكسسوارات ولوحات فسيفسائية ومجسمات لمساجدنا وكنائسنا ومعالم مدننا التاريخية الزاخرة بعبق الاحداث والملاحم والمعارك البطولية وتفاصيلها.

جرش يستقطب الزوار سنويا للأردن ليتحد مع شقيقاته المدن والقلاع والمواقع الدينية والسياحية والتاريخية الأردنية ذات البعد الحضاري المتجذر والضارب في القدم ، وذات التنوع المناخي والجمالي الذي عز نظيره حيث يجتمعا معا ليشكلا لوحة فسيفسائية متناغمة الروعة والجمال تدعو الزائر للمكوث أيام وأيام ليطلع على قصة الحضارة الأردنية ، ويستمتع بمواقع التنوع السياحي والتاريخي المتفردة دون غيرها من المواقع والمعالم بين دول العالم الأخرى كالمغطس والبتراء والبحر الميت … وغيرها كثير