اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
الكاتب: ربحي دولة
في ظل هذه الظروف الاستثنائية والمُعقدة التي تُمر بها القضية الفلسطينية يقف شعبنا الفلسطيني أمام مُفترق طرق حاسم يشبه ما حدث ما قبل العام ١٩٨٧ والذي سبق اندلاع انتفاضة الحجارة عندما وقف هذا الشعب الأعزل، إلا من الايمان بعدالة قضيته وقدرته على مواجهة الاحتلال وأطلق شرارته التي عمت كل الأراضي الفلسطينية من خلال الانتفاضة الشعبية والتي وصل صداها إلى كل العالم وغيرت وجه التاريخ المعاصر.
اليوم وفي ظل هذا الحصار وانعدام الموارد وانسداد الافق السياسي وتمادي المُحتل في قتلنا، يقف الشعب الفلسطيني امام تحد مماثل لذلك التحدي ولايقل خطوره ولا أهمية عنه ، فالسلطة الفلسطينية والتي شكلت ثمرة نضال طويل وكفاح مُستمر ونتاج تضحيات جسام باتت اليوم مُهدده في وجودها وفي استمراريتها لا بفعل تقصير داخلي بل نتيجة مُباشرة لشن الحرب من قبل الاحتلال وحصاره الاقتصادي والذي يهدف إلى تركيع الشعب وتفريغه من مؤسساته ومكوناته ، إن هذا العدوان والحصار المالي ليس مجرد أزمه عابرة بل مُحاولة مُمنهجة لتجفيف قدرة السلطة الوطنية على البقاء ودفعها نحو الانهيار البطيء .
أرى أن عجز الحكومة عن الإيفاء بإلتزاماتها وانكفاء المشاريع التنموية وتراجع الثقة الشعبية ليست سوى أعراض لأزمة أعمق تتطلب منا جميعاً الوقوف وقفة وطنية مسؤولة، حيث لا يجوز أن نقف وقفة المتفرج - وكأننا لا نعي خطورة المرحلة - .
ومن هنا تبرز أهمية دور التنظيمات السياسية الفلسطينية وعلى رأسها تنظيم حركة فتح العمود الفقري للنظام السياسي الفلسطيني والتي لطالما قادت المشروع الوطني في أحلك الظروف وأصعبها فحان الوقت لأن تأخذ زمام المُبادرة وتضع الخلافات والمصالح الثانوية جانباً وتنطلق نحو صياغة برنامج وطني شامل للإنقاذ وبمشاركة الجميع بحكمها اللغه الجامعه بعيدا عن خطاب الفرقه حيث ان المطلوب هو خطاب عملي واعد ولا نكتفي بالشعارات هذا الخطاب وهذه الخطوات يجب أن تبدأ ؛
1- إعلان حالة طوارىء وطنية وسياسية تُشكل فيها كل التنظيمات جبهة وطنية واحدة مظلتها منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة الحصار.
2- تشكيل لجنة وطنية عليا للإنقاذ والصمود تضم كفاءات مجتمعية واقتصادية وسياسية تضع خطة عمل طويلة الأمد.
3- فتح حوار وطني وإعادة بناء الجسور بين كافة قطاعات المجتمع من جهة والقيادة من جهة أخرى، هذه الجسور التي هدم جزء منها نتيجة حالة الانقسام
نحن اليوم في لحظة تاريخية لا تقل خطورة عن اللحظات ما قبل الانتفاضة الاولى، لكنها بحاجة إلى وعي ، وانتفاضة على الانقسام الفلسطيني والشلل والتقاعس، فكما واجه أبطال انتفاضة الحجارة الدبابات بصدورهم العارية يجب على الجميع التصدي ومواجهة هذا الحصار بعقولنا الموحدة وارادتنا الجماعية.
إن هذا الوطن أمانة والسلطة الوطنية ليست مُجرد هيكل سياسي بل انجاز تاريخي تم انتزاعه بدماء الشهداء، ويجب أن نذود عنها ونحميها بكل ما أوتينا من قوة ولنغرس في عقول ووجدان أبنائنا أن الهزيمة ليست قدراً وأن النهوض والانتصار ممكنة متى اجتمعنا تحت راية واحده وقيادة واحدة وهدف واحد ، فلنخرج من دائرة الصمت ولنعيد الاعتبار للمشروع الوطني قبل أن تضيع منا آخر ما تبقى من مؤسساته .
هذا واجب علينا جميعاً الحفاظ على مُقدرات هذا الشعب والصمود في وجه المحتل لنيل الحرية والاستقلال وهذا الطريق مليء بالتحديات وكما كسبنا تحديات كُبرى سنكسب هذا التحدي وسنعبر إلى شواطىء الدولة المستقلة الخالية من الاحتلال ونعيش في كنفها بحرية واستقلال .