(CNN)-- أطلقت القوات الإسرائيلية النار على غزيين كانوا يسعون للحصول على مساعدات غذائية في القطاع، مما أسفر عن مقتل 32 شخصًا على الأقل، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية وشهود عيان.

وأفادت الوزارة بأنه تم نقل الجثث إلى مجمع ناصر الطبي، إلى جانب عشرات الجرحى، وأظهر مقطع فيديو بثته شبكة CNN من المستشفى صفوفًا من الجثث، وقال رجل يحمل ابنه القتيل: 'كان يريد فقط أن يأكل، ماذا عساي أن أفعل؟'

ولم يتضح مكان إطلاق النار بالضبط، وقال شاهد عيان، هشام درغام، إنه وقع على بُعد حوالي 4 كيلومترات (2.5 ميل) من نقطة توزيع مساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مثيرة للجدل مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.

وأضاف: 'اندلعت نيران الجنود والدبابات، كما لو كانوا في معركة معنا'.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات 'حددت هوية مشتبه بهم اقتربوا منهم أثناء نشاط عملياتي في منطقة رفح'، على بُعد حوالي كيلومتر واحد من موقع المساعدات 'في الليل عندما لا يكون الموقع نشطًا'.

وصرح جيش الدفاع الإسرائيلي أن قواته أطلقت طلقات تحذيرية، وأنه يحقق في تقارير عن وقوع إصابات، وونفت مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية (GHF) وقوع أي حوادث 'في أو بالقرب' من أي من مواقع التوزيع التابعة لها، السبت.

وأضافت: 'وقعت عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي المبلغ عنها، والتي أسفرت عن وفيات، قبل ساعات من فتح مواقعنا، وحسب علمنا، فإن معظم الإصابات وقعت على بُعد عدة كيلومترات من أقرب موقع للمؤسسة'. لافتة إلى أنها حذرت مرارًا وتكرارًا طالبي المساعدة من التوجه إلى مواقعها ليلًا أو في ساعات الصباح الباكر.

ومع ذلك، صرّح العديد من سكان غزة لشبكة CNN بأنهم مضطرون للسفر إلى نقاط التوزيع قبل ساعات من فتحها للحصول على فرصة لتلقي المساعدات، ويُعاني القطاع من شحّ الغذاء، والناس يتضورون جوعًا، وفقًا لتقييمات متعددة للأمم المتحدة.

كما يفتقر معظم سكان غزة إلى وسائل النقل للوصول إلى مراكز المؤسسة، ما يضطرهم إلى السير لمسافات طويلة للوصول إلى هذه المواقع.

قال الطبيب في مستشفى ناصر، ترافيس ميلين، إن العديد من ضحايا، السبت، أصيبوا بجروح 'خطيرة' جراء طلقات نارية في الجذع والرأس.

واضاف ميلين لشبكة  CNN: 'الطعام هنا رفاهية للأثرياء.. إذا كنت محظوظًا بما يكفي وبقي لديك بعض المال، فأنت الوحيد الذي يستطيع شراء الطعام، الجميع يذهب إلى مواقع المجازر هذه... رغم علمهم بأن ذلك ينطوي على هذا القدر الهائل من الخطر'.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قُتل مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة منذ أن بدأت منظمة GHF - وهي منظمة خاصة - عملها في القطاع في مايو/ أيار. وأضافت أن ما يقرب من 800 شخص قُتلوا بهذه الطريقة بين أواخر مايو/ أيار و7 يوليو/ تموز، منهم 615 قُتلوا بالقرب من مواقع GHF.

وقال مدير الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لشبكة CNN إن نظام توزيع المساعدات الحالي في غزة هو 'فخ موت للفلسطينيين الجائعين'، داعياً إلى السماح للمنظمة مرة أخرى بقيادة جهود الإغاثة.