27 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: فهد الجبوري

في سياق البحث عن مرشح حقيقي لمنصب رئيس الوزراء، لم يعد الأمر يقتصر على الخطاب السياسي أو الوعود العامة، بل بات الإطار المعتمد يركز على ثلاثة جوانب محورية تُعدّ معياراً لجدية أي طامح للمنصب وقدرته على تحمّل مسؤولية الدولة وتمثل هذه الجوانب اليوم مؤشراً موضوعياً يميز بين من يمتلك رؤية حقيقية ومن يكتفي بالشعارات

1. تحديد الأولويات الخمس الأساسية

أول ما يُطلب من المرشح هو تحديد أهم خمس أولويات سيتبناها فور تسلّمه المنصب. فالأولويات تكشف مضمون المرشح قبل خطابه، وتظهر ما إذا كان تركيزه موجهاً نحو القضايا الجوهرية التي تهم الدولة والمواطن، أم نحو عناوين سطحية تُطرح فقط لكسب التعاطف الإعلامي. فهناك فرق كبير بين مرشح يضع الاقتصاد والخدمات ومكافحة الفساد والأمن والإصلاح الإداري في مقدمة برنامجه، وآخر يقدّم عناوين فضفاضة بلا مضمون حقيقي.

2. تقديم خطط واضحة لتنفيذ الأولويات

بعد تحديد الأولويات، يأتي دور الخطط العملية التي سيعتمدها المرشح لتنفيذها. فالعناوين وحدها لا تكفي؛ إذ يجب أن تُرفق برؤية واضحة وخطط قابلة للتطبيق. وهنا تظهر قدرة المرشح على التفكير المستقبلي والإبداعي، وهل يقدم حلولاً علمية ومنهجية يمكن قياسها، أم يكتفي بأفكار تقليدية لا تحمل أي قيمة تنفيذية. فالخطة ليست أداةً للمظهر، بل دليل على قدرة المرشح على تحويل الوعود إلى واقع.

3. اختيار فريق عمل كفوء وفاعل

العنصر الثالث يتمثّل في الفريق الذي سيختاره المرشح لمساندته في تنفيذ أولوياته. فالفريق هو مرآة حقيقية لجدية المشروع؛ إذ يحيط المرشح القادر نفسه بخبرات قوية وأسماء بارزة في مجالات حيوية، بينما يعتمد غير الجاد على أشخاص يساهمون في الظهور الإعلامي دون قدرة حقيقية على الإنجاز. لذا يشكل اختيار الفريق اختباراً لشجاعة المرشح وثقته في اتخاذ القرارات الصعبة

About Post Author

moh moh

See author's posts