أكدت الدكتورة مارينا ديجيكيا، أخصائية طب الأعصاب، أن سرعة تناول الطعام ترتبط بشكل مباشر بالحالة النفسية ومستويات التوتر والقلق لدى الأفراد.

وأوضحت الطبيبة أن إيقاع الحياة السريع يدفع كثيرين للاعتماد على الوجبات السريعة والخفيفة، ما قد يزيد من شعورهم بالتوتر والقلق.

وقالت ديجيكيا إن العلاقة بين سرعة الأكل والحالة النفسية ترتكز على محور 'الدماغ-الأمعاء'، حيث تحتوي الأمعاء على ملايين الخلايا العصبية التي غالبًا ما يطلق عليها اسم 'الدماغ الثاني'. وعند تناول الطعام بسرعة، يختل الهضم الطبيعي وتُرسل إشارات غير منتظمة إلى الدماغ، ما يزيد من مشاعر التوتر والقلق.

وأضافت أن الهضم يبدأ في الفم، إذ أن المضغ الجيد يهيئ الجهاز الهضمي ويرسل إشارات للدماغ بأن الطعام قادم، بينما يؤدي ابتلاع الطعام على شكل قطع كبيرة بسرعة إلى شعور الجسم بثقل وانتفاخ يمكن أن يُفسر على أنه توتر.

وأشارت الطبيبة إلى أن تناول الطعام بسرعة يمكن أن يرفع سكر الدم بشكل حاد، خصوصًا مع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، ما يسبب تقلبات في الغلوكوز ترتبط بالتهيج والعصبية ونوبات الهلع.

ومن جهة أخرى، يساعد تناول الطعام ببطء ووعي على تنشيط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، وتحويل الجسم من حالة التوتر إلى حالة استرخاء، مع خفض مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر وتعزيز اليقظة الذهنية والانتباه لإشارات الجوع والشبع.

وأوضحت ديجيكيا أن تحويل تناول الطعام من مجرد ضرورة يومية إلى لحظة راحة يمكن أن يحوّل كل وجبة غداء إلى ملاذ للسكينة والاسترخاء، ويقلل القلق بشكل ملحوظ خلال 20-30 دقيقة يوميًا.

كما نصحت بتركيز الانتباه على الطعام، وإبعاد الأجهزة الإلكترونية أثناء الأكل، ومضغ كل لقمة ببطء، ووضع أدوات الأكل جانبًا بعد كل لقمة لتبطئ وتيرة الوجبة وتزيد من فعالية الشعور بالشبع والاسترخاء.