ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن مرحلة الانفتاح الاقتصادي والتجاري التي تشهدها سوريا بعد التحرير بدأت تفسح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً في قطاع النفط والغاز، حيث عقدت شركة شيفرون الأمريكية اجتماعاً تمهيدياً مع الشركة السورية للبترول مطلع الشهر الجاري لبحث فرص التعاون في استكشاف السواحل السورية الغنية بالموارد.

رفع العقوبات ينعش الآمال

أشارت الصحيفة إلى أن رفع معظم العقوبات عن سوريا، واقتراب إلغاء قانون قيصر، أنعش الآمال بفتح الباب واسعاً أمام الاستثمارات الدولية. واعتبرت أن زيارة 'شيفرون' إلى دمشق تعكس توجه سوريا لتعزيز التعاون مع شركات الطاقة العالمية، ما يمهّد لتطورات كبيرة في قطاع النفط البحري.

تحسين أمن الطاقة

وحسب التقرير الذي ترجمته 'سانا' فقد أوضح الباحث السوري في شؤون الطاقة زياد عربش أن دخول شركات كبرى مثل 'شيفرون' سيجلب تقنيات متقدمة للاستكشاف والإنتاج، ما يزيد من إنتاج الغاز ويحسن أمن الطاقة. وأضاف أن هذه الخطوة ستعزز الإيرادات الحكومية التي كانت تعتمد سابقاً بنسبة 25% على قطاع الطاقة، إلى جانب خلق فرص عمل جديدة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، والمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار.

شيفرون بين عمالقة النفط

تحتل 'شيفرون' موقعاً مركزياً بين العمالقة الخمسة في صناعة النفط عالمياً إلى جانب 'إكسون موبيل'، 'شل'، 'بي بي'، و'توتال إنرجي'. وتدير الشركة شبكة واسعة من عمليات استخراج النفط والغاز وتكريرهما، إضافة إلى تصنيع المنتجات البترولية والبتروكيماويات، كما توسعت أعمالها مؤخراً نحو مشاريع الطاقة المتجددة ضمن سياسة تنويع مصادر الطاقة.

تدفق الاستثمارات الدولية

خبراء اقتصاديون أكدوا للصحيفة أن إلغاء قانون قيصر لن يقتصر على تنفيذ الاستثمارات المعلنة، بل سيؤدي إلى تدفق موجات جديدة من الاستثمارات الدولية، مشيرين إلى أن الوقت حان لاستثمار الموقع الجغرافي والتجاري الذي تتمتع به سوريا.

ووفق 'إندبندنت'، فإن المشاريع الكبرى التي ستنفذها سوريا عبر شراكات استراتيجية ستشكل نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية. ومن أبرز هذه المشاريع مذكرات تفاهم استثمارية وُقعت في 6 آب الماضي مع عدد من الشركات الدولية، وتشمل 12 مشروعاً بقيمة 14 مليار دولار أمريكي موزعة على عدة محافظات سورية.