رم - بلال حسن التل

غدا الذكرى الرابعة ، الخمسين الاستشهاد فقيد الاردن وحبيب الاردنيين الشهيد البطل وصفي التل الذي، واجه الموت بشجاعة، فكان لحظة موته هي لحظة، ولادته الحقيقية الذي خلدته في ضمير وطنه رمزا للبطولة والإقدام والتضحية، الفداء، وهو خلود ماكان لتحقيق لو ان وصفي مات على فراشه.

في هذه الأيام التي تصادف ذكرى استشهاد وصفي التل سيزداد حنين الاردنيين اليه واستذكارهم له وهو الذي لم يغب عن ذاكرتهم يوما، رغم انهم لم يقراؤه جيدا ولم يعرفه جيدا، وفعلوا ذلك لازدادوا حبا وتعلقا به، لانهم سيكتشفون انه كان يسعى لاسترداد دور بلدهم ودورهم في بناء مسيرة الحضارة الإنسانية ومدنيتها، لانه احب الاردن وتعلق به عن معرفة، فقد طافه من اقصاه الى اقصاه، واختلط بأناسه، بدوهم وحضرهم، مدنهم وقراهم، عمل معهم بيديه حرثا وزراعة فظل واحدا منهم، وظلوا هم انه اخا لكل منهم، وانه بينهم والى جوارهم عندما يختاحون اليه.

وقبل ان يجوب وصفي التل الجغرافيا الاردنية غاص في اعماق تاريخها، فعرف تاريخ كل الممالك التي قامت فوقها والادوار الحضارية التي قامت بها والشواهد عليها وليس البترا الا واحدة منها،

فأمن ان للاردن تاريخا ضارب الجذور في اعماق الزمن، ومدنية وحضارة اقدم واعرق من حضارة من حضارات الفراعنة والكنعانيين والاشورين فتحت كل حجر من حجارته صفحة من صفحات تاريخ الاردنيين تؤشر على دور الاردن والاردنيين في صناعة المدنية والحضارة الانسانيتين. وهو الدور الذي كان وصفي التل يسعى لاستعادته، لذلك تميزت سنوات توليه للمسؤولية ببناء المؤسسات ذات البعد الحضاري كالجامعة الاردنية والتلفزيون الاردني ومحطة الأقمار الصتاعية وبنك الإنماء الصناعي ودائرة الثقافة والفنون، وقبل ذلك كله اهتم ببناء الإنسان الاردني المنتج فكانت معسكرات الحسين للشباب، حيث انخرط شباب الاردن ببناء مستقبله من خلال تشحيره احياء للارض الموات، ومن خلال شق الطرق، صيانة المباني العامة، وقبل ذلك كله بناء روح الانضباط لدى الشباب الاردني، وكله من الاهداف التي أسس من أجلها مؤسسة رعاية الشباب.ليصب ذلك كله وغيره مثل احياء الاعنية الاردنية وجمع وتوثيق الأمثال الشعبية الاردنية في بناء الهوية الوطنية الاردنية التي استشهد وصفي فداء لها، فلتكن ذكرى استشهاده منطلقا لاعادة قرأته وفهمه للعمل على تحقيق اهدافه.