قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الأحد إن (المجلس) يرى في الاتحاد الأوروبي شريكا استراتيجيا في دعم الأمن والسلم الدوليين مؤكدا أهمية تعزيز التعاون المشترك بمواجهة التحديات الإقليمية ولاستقرار أسواق الطاقة وضمان أمن الملاحة البحرية وحماية الممرات المائية الحيوية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها البديوي خلال انطلاق أعمال المنتدى الثاني رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي الذي تستضيفه دولة الكويت بمشاركة وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الجانبين ويسبق الاجتماع الوزاري المشترك الـ29 بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي المقرر عقده غدا.

ويترأس المنتدى من الجانب الخليجي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا ومن الجانب الأوروبي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس.

وأوضح البديوي أن رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي تستند إلى بناء علاقات استراتيجية وشراكات فاعلة لمعالجة بؤر التوتر في المنطقة والعالم مبينا أن النزاعات الإقليمية الجارية تلقي بظلالها الواسعة على قطاعات حيوية منها أمن الطاقة وحرية الملاحة الدولية.

وأكد أن الأزمة الجيوسياسية الراهنة تتطلب وقفة جادة ومسؤولية دولية مشتركة لوضع حد للتوترات المتصاعدة في المنطقة مشيدا بالمبادرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى حل شامل للأزمة.

وأضاف أن مبادرة الرئيس الأمريكي تمثل فرصة لوضع إطار واقعي يركز على وقف العنف واستعادة الاستقرار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني آملا أن تمهد هذه الخطوة لتحقيق سلام دائم يقوم على القانون الدولي والعدالة للشعب الفلسطيني.

وذكر أن قيادة الولايات المتحدة من خلال هذه الخطة يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون الدولي وجمع الأطراف الإقليمية والشركاء العالميين في بيئة يسودها الحوار والتفاهم مشيرا إلى أن مجلس التعاون يؤكد التزامه بالعمل مع الشركاء لضمان تنفيذ المبادرة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بما يحقق حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ودعا البديوي إلى وقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية التي تجاوزت كل الاعتبارات القانونية والإنسانية مشددا على أن الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني وما يرافقها من انتهاكات ضد المدنيين واعتداءات على بعض الدول المجاورة تشكل تهديدا خطيرا لاستقرار الشرق الأوسط وتستوجب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن استمرار الغموض في الملف النووي الإيراني يشكل تهديدا مباشرا لأمن المنطقة داعيا طهران إلى معالجة التساؤلات المتعلقة بمنشآتها النووية ووقف مستويات التخصيب العالية ومؤكدا في الوقت ذاته أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس لتجنب التصعيد العسكري.

وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا أوضح البديوي أن مجلس التعاون تبنى موقفا يستند إلى مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مؤكدا أن الحوار والتسوية السلمية هما السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.

ولفت إلى أن دول مجلس التعاون دعمت الجهود الدبلوماسية والمبادرات الإنسانية ونجحت في تنفيذ وساطات لتبادل الأسرى وإطلاق المحتجزين ولم شمل العائلات فضلا عن مساهماتها في تخفيف آثار الأزمة على منظومة الأمن الغذائي العالمي من خلال دعم تصدير الحبوب والإمدادات الغذائية.

واختتم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالتأكيد على أن المنتدى الثاني رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي يمثل قناة مهمة للتشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والعالمية معربا عن تطلع (المجلس) إلى أن تسفر أعماله عن نتائج تعزز الأمن والاستقرار وتدعم الازدهار المشترك بين الجانبين.