متابعات- نبض السودان

كشفت مصادر طبية اليوم الخميس عن واقعة مروعة جديدة في ولاية شمال كردفان، حيث تم تسجيل تعرض 11 امرأة للاغتـ صاب في مدينة بارا عقب سيطرة مليشيا الدعم السريع على المدينة أواخر أكتوبر الماضي، في مشهد يعكس حجم الانتهاكات المروعة التي طالت المدنيين في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.

تفاصيل صادمة من بارا

قالت الطبيبة أديبة إبراهيم السيد، أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان فرعية أم درمان، في تصريح ، إن 11 امرأة تعرضن للاغتــ صاب على يد عناصر من مليشيا الدعم السريع في مدينة بارا بولاية شمال كردفان. وأوضحت الطبيبة أن الضحايا تم نقلهن إلى مستشفى الأبيض لتلقي الرعاية الطبية اللازمة والعلاج النفسي عقب الحادثة المؤلمة التي هزّت الرأي العام الطبي والحقوقي في البلاد، نقلا عن سودان تربيون.

خلفية السيطرة على مدينة بارا

وكانت مليشيا الدعم السريع قد سيطرت على مدينة بارا في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وبعد أيام قليلة من دخولها المدينة بدأت حملات وصفت بالانتقامية ضد المدنيين. وشملت تلك الحملات بحسب تقارير ميدانية القتل الممنهج، والإذلال، والعنف الجنــ سي، وعمليات التهجير القسري لسكان المدينة، الأمر الذي أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من الأهالي إلى مناطق أكثر أمانًا في شمال وغرب كردفان.

انتهاكات متصاعدة ضد المدنيين

وتحمل تقارير حقوقية متطابقة مليشيا  الدعم السريع المسؤولية عن الجزء الأكبر من الانتهاكات التي ارتُكبت في سياق النزاع المسلح المستمر في السودان، خاصة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم. وتؤكد هذه التقارير أن نمط الانتهاكات يتكرر بذات الأسلوب في كل منطقة تسيطر عليها القوات، حيث تُسجل جرائم تتعلق بالعنف الجنــ سي، والقتل خارج القانون، ونهب الممتلكات الخاصة والعامة.

شهادات من الميدان

وأشارت الطبيبة أديبة إبراهيم السيد إلى أن الحالات التي تم رصدها في بارا تمثل فقط جزءًا من الجرائم الواقعة، لافتة إلى أن هناك احتمالات قوية لوجود حالات أخرى لم يتم الإبلاغ عنها بعد بسبب الخوف والوصمة الاجتماعية التي ترافق ضحايا الاغتـ صاب في المجتمعات المحلية. وأكدت أن الفرق الطبية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتأثرة نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار القتال في محيط المدينة.

وزارة الصحة تؤكد سقوط ضحايا من الكوادر الطبية

وفي سياق متصل، كانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت في 30 أكتوبر الماضي عن مقتل 12 من الكوادر الطبية في مدينة بارا برصاص قوات الدعم السريع أثناء أدائهم لواجبهم المهني داخل المستشفيات والمراكز الصحية. ووصفت الوزارة ما حدث بأنه جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية، داعية إلى فتح تحقيق عاجل لتقديم المسؤولين عنها للعدالة.

تقارير محامو الطوارئ

من جانبها، أصدرت مجموعة محامو الطوارئ بيانًا ذكرت فيه أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا تضمنت عمليات تصفية جماعية واعتقالات تعسفية ونهبًا واسعًا للمتاجر والمنازل إلى جانب أعمال تخريب ممنهجة للبنية التحتية العامة. وأكدت المجموعة أن هذه الأفعال تمثل جرائم حرب وجنايات ضد الإنسانية تستوجب الملاحقة القانونية أمام المحاكم الوطنية والدولية.

وأثارت أنباء اغتــ صاب النساء في بارا موجة غضب واسعة بين المواطنين، الذين عبّروا عن استنكارهم لما وصفوه بانتهاك صارخ للقيم الإنسانية والدينية، مطالبين بضرورة إنزال أقصى العقوبات بحق الجناة ومن يقف وراءهم. وأكد ناشطون أن الصمت على مثل هذه الجرائم يشجع على تكرارها في مناطق أخرى، داعين إلى تحرك فوري لوقف ما وصفوه بـ'جرائم الحرب المستمرة'.

أصوات تدعو للعدالة والإنصاف

وختمت الطبيبة أديبة إبراهيم السيد حديثها بالتأكيد على أن ما حدث في بارا يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتوثيق الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، مشددة على أن السكوت عن مثل هذه الأفعال يهدد النسيج الاجتماعي السوداني.