يشهد جنوب لبنان تصعيداً ميدانياً من قبل الجيش الإسرائيلي، في تطور يسبق زيارة مرتقبة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت نهاية الأسبوع المقبل. هذا التصعيد يضع الزيارة في إطار أكثر تعقيداً، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى للضغط أو التهدئة، خصوصاً في ظل الحديث عن ملفات حساسة قد تُطرح، أبرزها ترسيم الحدود، وتسليم سلاح حزب الله، والمساعدات الدولية للبنان، إلى جانب مستقبل الاستقرار في المنطقة في ظل التجاذبات الإقليمية المتزايدة.

تصعيد في الجنوب

وفي آخر التطورات الميدانية في الجنوب، شنت مسيّرة إسرائيلية فجر أمس السبت، غارة على سيارة من نوع “كيا” على الطريق المحاذية لأوتوستراد دير الزهراني – النبطية قرب جسر المشاة، ما أدى إلى سقوط ضحية يدعى محمد علي جمول، وهو شقيق قتيل آخر كان قد قضى خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في بلدة يحمر الشقيف، خلال حرب الأيام الـ66.

ولاحقًا، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة 'اكس': 'هاجم جيش الدفاع في منطقة دير الزهراني في جنوب لبنان وقضى على الإرهابي المدعو محمد علي جمول قائد الوحدة الصاروخية في قطاع الشقيف في حزب الله الارهابي'.

وأضاف: 'خلال الحرب دفع الارهابي بمخططات إطلاق قذائف صاروخية عديدة نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل وقوات جيش الدفاع وفي الآونة الأخيرة تورط في محاولات اعادة اعمار بنى تحتية ارهابية تابعة لحزب الله في المنطقة'.وتابع: 'أنشطة المدعو محمد علي جمول شكلت خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل'.

أورتاغوس إلى بيروت

وفي ظل هذا التصعيد، يستمر الحديث عن زيارة الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس المرتقبة إلى لبنان في نهاية الأسبوع المقبل وسط عدد من التساؤلات بشأن ما ستحمله في زيارتها الجديدة.

وأمس قال مصدر مطلع لـ'الديار': أن الجهات الرسمية اللبنانية لم تتبلغ حتى الآن عن موعد زيارة اورتاغوس، ولم تتحدد مواعيد لقاءاتها مع الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين».

وأضاف 'هناك معلومات غير مؤكدة عن حصول الزيارة بعد عيد الأضحى، وربما تكون قبله'.

واشار إلى 'أنّ ما ستحمله يندرج في إطار المهمة التي بدأتها لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701، وكل ما يحكى من تفاصيل هو مجرد تكهنات أو تحليلات مبنية على ما صرحت به مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة وليس على ما بحثته في زيارتها السابقة مع المسؤولين اللبنانيين'.

وحول الكلام على أنها ستطرح جدولاً زمنياً لتسليم سلاح حزب الله شمالي الليطاني، قال المصدر 'هناك اجتهادات محلية لبنانية سبق أن صدر مثلها قبل الزيارة السابقة، وما يمكن قوله في هذا الخصوص أن ليس هناك معطيات أو معلومات ملموسة في هذا الخصوص، وعلينا أن ننتظر ما ستحمله أورتاغوس'.

كما أفادت مصادر مطلعة لصحيفة 'الجريدة الكويتية' بأن أورتاغوس تقترب من استكمال مسودة طرح سياسي وأمني متكامل يتعلق بالوضع في جنوب لبنان، تمهيداً لعرضها على المسؤولين الإسرائيليين ومحاولة انتزاع موافقتهم الأولية. وفي حال نجحت في ذلك، ستتوجه إلى بيروت لمناقشة تفاصيلها.

وينص مقترح أورتاغوس على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع المناطق اللبنانية، يتبعه إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، لتلي ذلك صياغة ترتيبات أمنية جديدة بإشراف لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تترأسها واشنطن، بهدف ضمان استقرار المنطقة ومنع أي انزلاق لتصعيد عسكري جديد.