غادرت القوات السعودية، اليوم، قصر معاشيق في العاصمة عدن وجزيرة ميون، وسحبت معها الوحدات السودانية المتواجدة ضمن إطار التحالف العربي، في خطوة تعكس تحولات عميقة في المشهد السياسي والعسكري بالجنوب، بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وتأتي هذه التطورات المتسارعة عقب استدعاء السعودية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الحكومة سالم بن بريك، اللذين غادرا أمس إلى الرياض، في ظل تسريبات سياسية تفيد بقرب انتهاء الشراكة داخل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ومغادرة القوى السياسية الشمالية العاصمة عدن بشكل نهائي.

هذه المستجدات تعزز حقيقة أن المعادلة قد تغيرت بالكامل، وأن الجنوب بات اليوم ممسكاً بزمام القرار والسيطرة الكاملة على الأرض من باب المندب حتى المهرة، وهو ما يجعل الحديث عن أي مشاريع شراكة أو مناصفة خارج إطار الواقع.

القيادة الجنوبية التي فوضها الشعب، عسكرياً وسياسياً، تقترب بخطى واثقة من تحقيق الهدف الأكبر: استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وسط ترقب داخلي ودولي لما ستسفر عنه الأيام القادمة.