اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تحت عنوان 'من هالارض لكل الأرض' احتفلت شركة طيران الشرق الأوسط، بعيدها الثمانين.
ثمانون عامًا من التحليق فوق الغيم، ومن البقاء رغم كل العواصف التي هزّت لبنان.
ثمانون عاماً في بلد عرف الحروب والاغتيالات والانهيارات، بقيت الـMEA علامة صمود واستمرارية، وواحدة من المؤسسات القليلة التي حافظت على صورتها وهيبتها، ورفعت اسم لبنان حيثما حلّت.
لهذه المناسبة اقامت الشركة احتفالاً حاشداً في جمع شخصيات سياسية، اقتصادية، ديبلوماسية، عسكرية، دينية واعلامية من كل الاتجاهات والمناطق، تخلّله كلمات تقدير لمسيرة الشركة، وتأكيدٌ على دورها الوطني، وغداء جمع بين أهل الدار وأصدقاء المؤسسة، في لحظة أرادها المنظمون أن تكون أكثر من احتفال… أرادوها وعداً باستمرار التحليق رغم صعوبة المرحلة.
وتخلل الاحتفال تسلم رئيس مجلس ادارة الشركة محمد الحوت وسام الاستحقاق اللبناني المذهب الممنوح من رئيس الجمهورية تقديراً لدور الشركة فيما قدم الحوت رمز الشركة الى راعي الاحتفال الرئيس نواف سلام.
كما تخلله لفتة تكريمية للفنان زياد الرحباني بالاستماع الى مقطوعة موسيقية اطلق عليها اسم MEA وصورة كبيرة له مع عبارة قالها: 'اذا راحت الميدل إيست بيروح لبنان'.
قدم الاحتفال الاعلامي محمد قيس وتم في خلاله عرض (فيديو) يوثق مسيرة الشركة ومراحل تطورها والصعوبات التي واجهتها ونجاحاتها.
وتضمنت الكلمات لفتة شُكر لرواد الشركة الذين أسسوها وبنوا نجاحها حجراً فوق حجر مع إشارة واضحة إلى أن قدرة الشركة على الصمود ليست صدفة، بل نتيجة إدارة حكيمة ورؤية واضحة بالاضافة الى تحية لعمالها وموظفيها وطياريها الذين حافظوا على صورتها المشرقة حتى في أحلك الظروف، وتأكيد على أن الـMEA ليست مجرد شركة طيران، بل رمز وواجهة لبنان أمام العالم ويتوجب عليها الاستمرار في التطوير والتحديث، لأن المستقبل يحتاج جرأة كما احتاج الماضي تضحيات.
كلمة رئيس مجلس الادارة محمد الحوت كانت مؤثرة حيث اكد ان 'هذا المشهد هو عرس وطني كبير يجري تحت سقف هنغارات شركة 'طيران الشرق الأوسط'، ويشهد على التفاف القيادات الوطنية حول شركتهم الوطنية واحتضانها بأحسن الظروف وأصعبها، كما يشهد على استمرارية وصمود الشركة وعلى إستمرار تقدمها وإزدهارها'.
وقال: لقد اعددنا خططا لذلك تبدأ بإعادة دور بيروت كمركز صيانة لطائرات الشركات الأجنبية وهذه الهنغارات كانت تستقطب أهم الشركات العالمية ولا سيما من اميركا، واذا كنا سنستعيد هذا الدور فهو بفضل كفاءة العنصر البشري الموجود في لبنان والشركة، وهو ما يتطلب إنشاءات جديدة.
وتحدث الحوت عن المراحل التي مرت بها الشركة شاكراً من دعمها وساندها في الظروف الصعبة.
وأعلن عن إطلاق 'فلاي بيروت' قريباً لمن يفضّل السفر بتكلفة أقل، وهذه الطائرات تتضمّن السلامة نفسها كسلامة طائرات 'الميدل ايست'، كاشفاً أن العام المقبل ستتسلم الشركة 6 طائرات جديدة.
بدوره اعلن وزير الاشغال والنقل فايز رسامني ان مطار بيروت الجديد سيكون مطاراً عصرياً يستوعب نحو مليوني مسافر سنوياً، كاشفاً ان الوزارة تعمل على فتح مطار رينيه معوض في القليعات ومشدداً على ان الطيران منخفض الكلفة اصبح حاجة اساسية.
وقال: 'لا يمكن لأحدِ رأى بعينيه هبوط واقلاع طائرات الميدل ايست في ذروة الهجمات الجوية العدوانية الأخيرة على بيروت، ومنظر وهيبة طائراتها من خلال دخان ونار الانفجارات، الاّ أن يُدرك قيمة شركة طيران الشرق الأوسط وطياريها وطواقمها وأهميتهم على مستوى الوطن'
من جهته اكد راعي الاحتفال رئيس الحكومة نواف سلام على اطلاق مبادرات لتحفيز الاستثمار وتأسيس وزارة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لافتاً الى ان الميدل إيست من اوائل الشركات العربية التي تبنت مفاهيم الادارة الحديثة وادخلت التقنيات الجديدة في التدريب والصيانة والخدمات الجوية.
وتوجه سلام إلى عائلة طيران الشرق الأوسط: 'أنتم وجه لبنان الحديث، أنتم المثال الذي نريده في المبادرة، والابتكار، وبناء المؤسسات والفخر بها.
أنتم الذين جعلتم من الميدل إيست أكثر من شركة — جعلتموها رمزا للبنان الذي نحلم به: البلد الرائد، والمتجدد دائما.
فتحية أولا إلى الطيارين الذين حلقوا في أصعب الظروف، فحملوا علم لبنان في أجواء لم تكن دائما آمنة، ولكنهم أصروا أن يبقى مرفوعا.
وتحية إلى المضيفات والمضيفين الذين مثلوا لبنان في السماء بابتسامة وثقة وأناقة.
وتحية إلى الفنيين والمهندسين الذين عملوا في الظل، في الورش والمستودعات، يحفظون سلامة الأسطول ويؤمنون استمراريته بدقة وتفان.
وتحية إلى الموظفين المحليين الذين أداروا العمليات في أصعب الأيام، في المطار او المكاتب، وواصلوا العمل حين توقف كل شيء من حولهم.
تحية إلى كل العاملين في الخارج، الذين حافظوا على حضور لبنان في المطارات والمدن من حول العالم، وكانوا صوته وصورته، بل سفراءه الصامتين.
وطبعا، التحية، إلى القيادات المتعاقبة على طيران الشرق الأوسط التي عرفت كيف تدير هذه الشركة بروح الفريق الواحد، وتحافظ على مناعتها ومكانتها وسط العواصف السياسية والاقتصادية التي مرت بالبلاد'.
ختم سلام : 'كل التحية، الى Chairman محمد الحوت الذي عرف كيف يحلق بأجنحة الأرز من عال الى اعلى في اشد الأيام وأصعبها.
شكراً Chairman، كل عام والميدل إيست بخير، وكل عام ولبنان يحلق معها آمناً، واثقاً، ورائداً كما كان دائماً'.
يبقى ان الاحتفال بالثمانين ليس مجرد ذكرى، بل حمل رسالة واضحة: طالما هناك من يؤمن بلبنان، سيبقى هذا البلد قادراً على التحليق.











































































