اخبار تونس

أنباء تونس

سياسة

من سجن بلاريجيا، الأستاذة عبير موسي توجه رسالة الى الرأي العام

من سجن بلاريجيا، الأستاذة عبير موسي توجه رسالة الى الرأي العام

klyoum.com

"الحمد لله وحده*

تونس في 24 جوان 2025

من الأستاذة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحرّ

المحتجزة قسريا منذ 03 أكتوبر 2023 ودون إذن قانوني منذ 26 ماي 2025

إلى الـرأي العام

نـشـرة أخـبـار نـهـايـة الأسـبـوع

(منقول حرفيا عن هيئة الدفاع)

"تحيّة وطنيّة عطرة يا توانسة،

قـافلـة النضـال حـلّتْ هـذه المـرّة بـولايـة جـندوبـة وتحـديـدًا بمعتقـل بلاّريجيا وفيمـا يـلي نـقـل شـبه مبـاشر لما تعـرضت له منذ يوم الجمعة 20 جوان 2025 بعد مغادرة الزملاء المحامين:

"لمّا كنت بالزنزانة نادتني إحدى العونات وأبلغتني أنّ مدير المعتقل يطلب مقابلتي فخرجت إلى البهو وأعلمني"حضّر روحك توا باش تنقل لجندوبة" وغادر.

"وفي حينها إلتفَّت حولي مجموعة من العونات قائلات"تفضل إطلع في سيارة الإسعاف ما عندكش الحق ترجع للزنزانة" وبقينا في حالة تأهب لإخراجي بالقوّة إذا إمتنعتُ إلّا أنّني أصرّيتُ على حقي في الرجوع إلى الزنزانة لتجهيز نفسي قبل الرحيل، علمًا وأنّه تم منعي من الإشراف على تجميع أدباشي وقالولي "إمشي معادش علينا وقت دبشك تو يخلط عليك" "وبالفعل غادرت دون أن أحمل أي قطعة من أمتعتي ما عدى نظّاراتي ولم تُعرض عليّا، على غرار ما حصل عند نقلتي التعسفيّة من معتقل منوبة، أي وثيقة تتضمن قرار النقلة أو سنده القانوني أو مصدره كما لم يتم إبراء ذمّة القنوة ونقطة التزود من مستحقاتي والكاميرا المثبتة ببهو المعتقل تثبت صحّة ما أقول وسأطالب بتسجيلاتها،

ركبت سيّارة الإسعاف وإنطلقت نحو وجهة قالوا أنّها سجن بلّاريجيا "وسمعت العونات المرافقات لي يقلن "أهيك بلاكة الحدود الجزائريّة" وبعد مسافة غير طويلة من تلك النقطة توقفت السيّارة وتم إنزالي ولم أشاهد أي لافتة تدّل على إسم المؤسسة التي حللت بها وتم إستقبالي وتوجيهي إلى مكان قيل لي أنّه جناح النساء ويتمثل في غرفة للعونات مع دورة مياه وغرفة واحدة للمودعات وفضاء خارجي ضيّق وقديم مخصص للفسحة(اللاريا) فيه بناية بدائيّة مكتوب عليها ورشة خياطة، دخـلت إلى الـزنـزانـة وفي مـا يلي وصف سريع لما شاهدتُ:

"غرفة ضيّقة ومُظلمة، قديمة البناء، مرافقها الأساسيّة (شباك وأبواب بيـت الراحـة) مهشّمة تسكنهـا 15 امرأة، وقبل الإستقرار بها طالبتُ بتمكيني من أي وثيقة تثبت وجود قرار إداري قانوني يُمكِّن هذه المؤسسة من قبولي لديـها ويضمن حـقي في صورة ما إذا لحِقني أي مكروه خاصّة وأنّ الظروف لا تتنـاسب إطلاقـا مع حالتي الصحيّة ولا داعي للدخول في أكثر تفاصيل مؤلمة من هذه النّاحية،

كما أشعركم أنّه تم رفع كلّ الترتيبات والإحتياطـات الأمنيّة التي كـانت متخذة بمعتقل مـنـوبـة ومعتقل بـلِّـي ممّا يعني إرادة أصحاب القرار تعريضي لمخاطر حقيقية وأقولها وأتحمل مسؤوليّتي:" أنـا لـسـتُ مـطمئنّة على حياتي في هذا المكان"،

قضيّت الليلة في هذا الفضاء المجهول المفتقد للحدّ الأدنى من المعايير الوطنيّة والدوليّة لحقوق الإنسان وإستفقتُ من الغد على "البقّ" الذي يغزو الغرفة وتبيّن انّه ألحق أضرارًا جلديّة ببعض المودعات …،

أكتفي بهذا القدر من الوصف الدقيق وسأوافيكم بأكثر تفاصيل إن كان في العمر بقيّة وغادرتُ معتقلات السلطة على قيد الحياة،

المهم في كلّ هذا أنّ أصحاب القرار دخلوا من خلال هذا الوضع الذي فرضوه بالقوّة وخارج كلّ الأطر القانونيّة والإنسانيّة في منعرج جديد لا علاقة له بالمحاكمات وتنفيذ الأحكام والإيقـاف التحفظـي وكل ما تتضمنه المجلات القانونيّة الوطنيّة والمعاهدات الدوليّة …، منعرج الإنتقام الشخصي ومحاولة إستنزافي صحّيا وذهنيًا ونفسيًّا وعزلي عن العالم الخارجي وإبعادي عن عائلتي والإساءة إلى بناتي لإذلالي وإهانتي وتركيعي،

وجوابي في هذا الصدد هو الآتي:

أنا صاحبة قضيّة وصاحبة حق ونفسي طويل وإيماني بقناعاتي لا يتزعزع ولا تنال مني هذه الممارسات وسأصبر على الأذى اللّاحق بي وسأتحمل قسوة الظروف سأواجه بطش السلطة وتجبّرها وإستقواءها بالأجهزة الصلبة بكلّ حكمة وتبصّر وسأتمسك بالقانون الذي تمّ الدّوس عليه لأنّني مرأة دولة وأؤمن بالجمهورّية المدنيّة وسأواصل النضال السلمي المشروع وسأستميتُ في الدفاع عن حقوقي المسلوبة وتوثيق كلّ الجرائم والإنتهاكات المرتكبة ضدّي لكن ستبقى حالتي الصحيّة وسلامتـي الجسديّـة وتـأمين حـيـاتي خـطوط حمراء لن أسمح للسلطة بالإستهانة بها وتجاوزها وأدعو هيئة الدفاع إلى القيام بكلّ الإجراءات والتحركات الضروريّة في الغرض،

أقول لعموم التوانسة:

لا تقلقوا بشأني فأنا " بنت الشعب بالفم والملا" وأتشرف بزيارة كلّ ربوع الجمهوريّة وأعتزّ بالإلتحام بمختلف الفئات الشعبيّة وأفتخر بمقاسمتهم الظروف اللّاإنسانيّة التي يعيشون فيها وأعتبر هذه المرحلة فرصة ذهبيّة للإطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع التي تتنافى مع الشـعـارات الرّنـانـة التي نسمعها ولا نـرى لهـا أثرًا في الواقع،

وأقول لقيادات وهياكل وقواعد وأنصار الحزب الدستوري الحرّ:

أنا سعيدة جدًّا بما وصلني من إصراركم على الإستمرار في مساندتي مهما طالت المحنة وفخورة بحرصكم على رفع الحصار المفروض عليّا مهما بعدت المسافات، إيّاكم واليأس والإحباط حافظوا على حماسكم لمواصلة الكفاح السلمي من أجل قضيّتنا الوطنيّة العادلة.

*صبرًا جميلًا إنّ غدًا لناضره لقريبٌ"،

الإمـضاء

عــبـيـر مـوسـي

*المصدر: أنباء تونس | kapitalis.com
اخبار تونس على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com