موقف رصين لفاضل محفوظ: "دفاعا عن الرابطة و عن رئيسها بسام الطريفي و عن عبير موسي"
klyoum.com
في ظل ما يحدث من رمي التهم جزافا بين اعضاء من رابطة الدفاع عن حقوق الانسان و على رأسهم الاستاذ بسام الطريفي من جهة، و أنصار عبير موسي رئيسة الدستوري الحر من جهة أخرى مما أدى إلى استغلال الموقف و تكديس التصريحات السلبية من جهة ثالثة، كتب عميد المحامين الأسبق فاضل محفوظ ما يلي:
"في ردة فعل منفعلة ضد من لم يكن متفقا معه و مع خيارات هيئة الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، حسب بياناتها الرسمية، توجه رئيسها الاستاذ بسام الطريفي لأحد المحتجات بما مفاده أن ما أوتي يذكر بما يسمى اللايف الذي كانت تستعمله الأستاذة عبير موسي في برلمان ما قبل 25
و في لحظة فايسبوكية مهمة إصطف البعض لمناصرة رئيس الرابطة أو رئيسة الحزب الدستوري الحر، و اصطف البعض الآخر للتقليل من شأن الأول أو من النيل من شأن الثانية.
و قبل الخوض قي الأصل، فإن ما يسترعي الانتباه حسب رأيي ، إنما هي الملاحظات الشكلية الآتية:
-أن الأستاذين عبير و بسام، هما من الجيل المخضرم الذي عاصر ما قبل 2011 و ما بعد 2011 و ما قبل 2025 و يعيش الآن ما بعد 2025…
-أن الوسائل " النضالية" المعتمدة من هذه العائلات التي ينحدران منها، راوحت بين إنسجام أو عدم إنسجام بينها و بين السلط القائمة.
-أن الشأن العام هو عالم متحرك ليست فيه مقولات دائمة الى الأبد، بدليل أن البعض ممن كان منخرطا في ما أسميناه بالإنتقال الديمقراطي، هو الآن مناهض له تحت جميع المسميات، و البعض الآخر ممن كان مناهضا له، هو الآن لازال على ذلك الحال، تحت مسميات أخرى…
و عليه، فإن الجدل الحاصل بين الأستاذين عبير و بسام هو إفراز لهذه الحركية في المجتمع التونسي و في نخبه، و هو تعبير عن جدلية قائمة في تونس ، على الأقل منذ دولة الاستقلال….
و لهذه الأسباب فإن المسألة أكبر و أعقد من أن نطلق أحكاما جزافية على هذا أو ذاك، و لن تيسر المواقع الاجتماعية الأمر، لارتباطها بمجموعات ضغط مؤثرة في آرائنا،أحببنا ذلك أم كرهنا.
فهذا يحدثنا عن "الماضي السياسي لعبير"في شكل وصم، و الحال أنها لم تشتغل إلا بالسياسة(و ماهوش عيب)، و الآخر يحدثنا عن "توريث حقوقي" و الحال و أن بسام الطريفي كان رابطيا قاعديا و تدرج في المسؤوليات،و لم يرث شيئا و انتخب بعد دورتين من والده الأستاذ مختار الطريفي(بعد العميد بن موسى و الاستاذ جمال مسلم)و الذي أكن له كل الإحترام شخصيا، (و تكن له الاحترام كل الأطياف بمن فيها التي لا تتفق معه)
و في الأصل:
-أقدر أن النزاع في الأصل و ليس في الشكل .
-أن المعاول التي تحاول هدم الأجسام الوسيطة، ليست جديدة و ستتواصل تحت مختلف المسميات
-أن كل السلط في العالم وليس في تونس فحسب لا تنظر بعين الرضا للجمعيات و المنظمات التي لا تتفق معها، و قد تصل إلى تخوينها، تحت مسوغات في ظاهرها قانونية و في باطنها تركيعية
-أن المنظمات الوطنية التونسية بما لها و ما عليها، عاشت و لازالت ستعيش ارتددات ما أسميناه بالإنتقال الديمقراطي ، و دون تأليهها أو التنكيل بها فقد لعبت أدوارا مهمة في تاريخ تونس.
-للتذكير فحسب، لازال البعض ممن ينفخ في صورة المنظمات الوطنية الآن، متأسفا على دورها خلال الحوار الوطني، معتبرا إياها راكبة على الحدث بعد اغتيال الشهيد البراهمي،بمقولة أن السلطة القائمة آنذاك، كانت قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق، و لا حاجة للمنظمات
-و للتذكير مرة أخرى ،فان العديد من هؤلاء المناهضين للمنظمات ،كانوا أول من استقل الطائرة نحو أوسلو، احتفاء بالجائزة التي لا تسند الا "للعملاء و الخونة"
و عليه، فلا يجب الانسياق وراء هذا التجييش لا ضد الرابطة و لا ضد رئيسها بسام الطريفي(المنتخب ديمقراطيا، و لا توريث و لا هم يحزنون) و لا ضد عبير موسي(الله يفرج عليها و يوفر لها محاكمة عادلة) التي اختارت منهجا سياسيا، قد لا يعجبك، و لكنه سلمي….
الهدم أيسر بكثير من البناء……..
و ربي يقدر الخير".