خلال زيارة سعيد للقاهرة.. مصر وتونس تنظران إلى ليبيا

خلال الساعات الماضية، وصل الرئيس التونسي قيس سعيد القاهرة في زيارة تستمر لمدة 3 أيام، بدعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

وتعتبر هذه هي الزيارة الثانية لرئيس تونسي لمصر، منذ سقوط نظامي حسني مبارك وزين العابدين بن علي في عام 2011. فقد التقى سلفه الباجي قايد السبسي بالسيسي خلال القمة العربية السادسة والعشرين في القاهرة وقام برحلة رسمية في أكتوبر 2015 بمناسبة إعادة إطلاق اللجنة العليا المشتركة المصرية التونسية.

كان الرئيس التونسي تحدث هاتفيا مع نظيره المصري في 27 مارس، أكد له خلالها دعم تونس للقاهرة في قضية سد النهضة.

ويقول ناقد سينمائي تونسي: 'تحتفظ مصر، رغم سنوات وانحسار نفوذها الثقافي في العالم العربي، بهيبة كبيرة في تونس، مصر لا تزال بالنسبة لنا أم الدنيا'، وأضاف: ''نحن معجبون بالسينما المصرية، ووفرة الأدب ومستوى الموسيقى المصرية التي خلقت مغنيات مثل أم كلثوم'.

بالمقابل يشير تونسي مقيم في القاهرة إلى أن 'الكثير من الناس يكرهون إسلاميي النهضة - التي يُنظر إليها على أنها تشبه جماعة الإخوان المسلمين في مصر - لكن يمكن لتونس الاعتماد على لاعبي كرة القدم والفنانين، فهم أفضل سفراء للبلاد'.

وبخلاف الرموز، فإن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ضعيفة وغير متوازنة. استثمرت حوالي 312 شركة تونسية في قطاعات الخدمات والصناعة والسياحة والزراعة في مصر في 2018، بتكلفة تصل إلى 802 مليون دولار. وفي تونس، يبلغ حجم الاستثمارات المصرية 2.2 مليون دولار، مقسمة بين مصنع للتبغ وآخر في قطاع الأثاث والأجهزة.

سيكون الاستثمار وفتح الخطوط الملاحية بالتأكيد على أجندة المحادثات بين السيسي وسعيد، لكنهما سيكرسان اهتمامهما للوضع الليبي الذي يهم البلدين.

يقول رافا طبيب، الخبير في الشأن الليبي: 'تراجعت مخاوف كل من مصر وتونس إلى حد ما بشأن الصراع في ليبيا، بعد تشكيل حكومة جديدة في طرابلس، والتي من المقرر أن تقود ليبيا إلى الانتخابات في ديسمبر 2021'.

وبحسب الموقع، عين مصر على سوق إعادة الإعمار الضخم وتعتمد على تونس لمشاركتها. فقد أعلنت السفارة الليبية بالقاهرة في 13 مارس عن توقيع اتفاق مع مصر لتسهيل دخول العمال المصريين إلى ليبيا. بينما تونس ستكون قادرة على توفير العمالة والمواد مثل الاسمنت والطوب.