اخبار سوريا

عكس السير

سياسة

إلهام أحمد : لا نرى هيكلاً شفّافاً للجيش السوري .. و نريد أن توفق الحكومة بمهامها في إيصال البلد إلى بر الأمان

إلهام أحمد : لا نرى هيكلاً شفّافاً للجيش السوري .. و نريد أن توفق الحكومة بمهامها في إيصال البلد إلى بر الأمان

klyoum.com

نص حوار إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سوريا، مع صحيفة النهار اللبنانية، نشرته الصحيفة اليوم الجمعة.

ما رؤية الإدارة الذاتية إلى مستقبل العلاقة بين الأكراد ودمشق في ظل تمسكها باللامركزية الإدارية والسياسية في البلاد؟

تصور الإدارة الذاتية لمستقبل العلاقات مع دمشق مرتبط بموضوع الاندماج والتفاهم المتبادل والاعتراف المتبادل، بقدر ما يتم الوصول إلى فهم حقيقي لموضوع الاندماج، يكون هناك خطوات في تنفيذ 8 بنود تم الاتفاق عليها في اتفاق 10 أذار/مارس، ممكن أن يحدث التقدم. كذلك في موضوع وحدة الأراضي السورية، أي سوريا الموحدة، هذا أمر مفروغ منها. نحن كسوريين نبحث عن تشاركية حقيقية في الدولة السورية، ونبحث عن دورنا في رسم مستقبل سوريا بمشاركة كل أبناء الشعب السوري. فتصورنا لسوريا اللامركزية هو مطلبنا الأساسي، باعتبارها تعالج العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية. إن الذهاب إلى المركزية المتشددة في نظام الدولة أو في نظام الحكم سيؤدي إلى ظهور قضايا ومشاكل وأزمات جديدة سوريا بغنى عنها، ونحن نبحث عن حلول، وعن توافقات جديدة. وفي هذا الإطار، سير المباحثات مهم جداً.

تريدون الاندماج في الدولة من دون تسليم السلاح. فكيف ستكون "قوات سوريا الديموقراطية" إذاً جزءاً من الجيش السوري المستقبلي؟

في موضوع تسليم السلاح، نتحدث عن دمج "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) في هيكل الجيش، أي أن تصبح "قسد" جزءاً من الجيش السوري وتلعب دوراً في بناء الجيش الجديد. لكن حالياً، وبصراحة، لا نرى هيكلاً شفافاً للجيش السوري. بعد أحداث الساحل والسويداء، نعلم أن الحكومة السورية المؤقتة أصبحت تحت عبء كبير وتتحمل مسؤلية كبيرة جداً. ومطلوب منها أن تتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً من تلك الأحداث، وتنشئ محاكم عادلة ومستقلة بحق المدنيين العزل، وأن تحاسبهم بشكل جدي. فما هو موقع هذه المجموعات والأفراد في هيكل الجيش والأمن الداخلي؟ هذا سؤال تطرحه أغلبية السوريين، سواء كانوا في الخارج أو في الداخل. فهذا أمر يمس حياة الناس، وضروري أن يشعر السوريون بالأمان في ظل وجود هياكل أمنية يرتاح لها الناس، ويشعرون أنها قادرة على حماية أمنهم والحفاظ على السلم الأهلي. واؤكد بأننا عندما نتحدث عن هذه المواضيع فنحن نريد الخير لسوريا وللشعب السوري، ونريد أن توفق الحكومة بمهامها في إيصال البلد إلى بر الأمان. لكن هذا يحتاج لتضافر الجهود، وليس التفرد.

محادثاتكم مفتوحة مع أنقرة، فما هي أهم محاور الإلتقاء والافتراق؟

تركيا دولة جارة، ونحن سعينا دائماً إلى أن تكون علاقاتنا مفيدة وطيبة مع دول الجوار، وعلى رأسها الدولة التركية. بالتالي، ليس خطأ أن يكون هناك تنسيق في أمور متعددة تخص الجانب الأمني، كما تخص الجوانب السياسية. وبالتأكيد، نحن نسعى إلى أن تتطور هذه العلاقة بيننا، وأن نصل إلى تفاهمات جادة بما يخص مستقبل سوريا، من منطلق أن تركيا أيضاً مهتمة بالشأن السوري بشكل مباشر، وهي منخرطة فعلياً في الملف السوري بقوة. بالتالي، إن التحاور والبحث في العديد من القضايا لهما أهمية كبيرة.

ساء الوضع الأمني في جنوب سوريا بعد زيارة الموفد الأميركي توم برّاك الأخيرة ولقائه الجنرال مظلوم عبدي. فهل تغيرت علاقاتكم مع الولايات المتحدة؟

إن علاقاتنا بالولايات المتحدة الأميركية هي علاقات مع مؤسسات. بمعنى أن هذه العلاقة ليست وليدة مرحلة معينة أو وليدة أشهر، إنما هي وليدة سنوات، وتشاركنا بشكل قوي في محاربة الإرهاب. وكان هناك نتائج حقيقية وجادة على الأرض في إطار مكافحة الإرهاب. لذلك، يعدّ الدخول الأميركي على خط الحل السياسي خطوة جديدة من قبل الولايات المتحدة. ففي السابق، كانت واشنطن موجودة في الملف السوري، لكن على هامش الملف، من منطلق أن الروس والإيرانيين كانوا أصحاب المبادرة الأساسية في سوريا. حالياً، يبدو أن الولايات المتحدة هي صاحبة المبادرة الأقوى. علاقاتنا بالولايات المتحدة موجودة على مستويات مختلفة، وعلاقتنا بالمبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك هي علاقة جديدة وتواصل جديد. ونرى أن ثمة حاجة لتكرار اللقاءات وتكرار زياراته إلى المنطقة بشكل خاص، ليكون هناك فهم حقيقي للواقع الموجود في الملف السوري. إن دور الأطراف المتعددة مهم في طرح الحلول على المستوى السوري بشكل كامل. ونحن نتحدث هنا عن سوريا جديدة تمر حالياً في مرحلة انتقالية، بحكومة ذات صلاحيات محددة. ونحن أيضاً، من خلال محادثاتنا مع الجانب الأميركي، نسعى إلى أن تتّضح الأمور بشكل جيد، وبما يخدم مصلحة الشعب السوري.

كيف تقيمون ما حصل في جنوب سوريا سياسياً من منطلق الدعوة الحكومية لهوية سورية جامعة تحدث عنها الرئيس السوري في حفل إطلاق الهوية البصرية السورية؟

إن الهوية الوطنية السورية الجامعة هي، من دون شك، مطلبنا جميعاً. لا أظن أن أي طرف سوري، مهما كان انتماؤه، يرفض هذه الهوية. إننا نؤمن بأن الهوية السورية تُبنى وتزداد قوتها عندما يكون هناك اعتراف صريح بالهويات المحلية، على أن تكون هذه الهويات جزءاً من الهوية الوطنية، وتحت مظلتها، بشكل طوعي نابع من القناعة والشعور بالأمان والاستقرار. وعليه، إن الاكتفاء بذكر "الهوية السورية" كمصطلح مجرّد من دون البحث عن آليات حقيقية لترسيخها وتعزيزها، سيؤدي حتماً إلى ظهور عثرات جوهرية في طريق بناء هذه الهوية وتعميقها.

كيف تقيمون ما حصل في جنوب سوريا ميدانياً؟

ما حدث في جنوب سوريا كارثة إنسانية حقيقية. حيث تحول الصراع على السلطة إلى صراع طائفي. ويمكنني وصفه بهذا الشكل نتيجة تحريض مباشر بخطاب الكراهية، والدور الخطير الذي يؤديه بعض وسائل الإعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي، وحتى بعض القنوات الفضائية التي ساهمت في تغذية الكراهية وتوجيه العداء نحو مكوّن أصيل من مكونات الشعب السوري، وتقديمه على أنه "العدو الأوحد" الواجب القضاء عليه. إن الجرائم التي وقعت في الجنوب تتحمل الدولة السورية – أو الحكومة السورية – المسؤولية الأولى عن كشف تفاصيلها، وتحديد مرتكبيها ومحاسبتهم وتقديمهم للعدالة. سوريا تعيش فوضى عارمة، وفي أجواء هذه الفوضى يفقد الناس وعيهم، فكيف يعقل أن يتم تعبئة الناس والتوجه إلى ساحات القتال لمحاربة طائفة يوسمونها بالكفر لأنها مختلفة.

لقد مررتم سابقاً بتجارب مريرة مع العشائر العربية. فهل يمكن أن تتكرر؟

أود التوقف عند ما يُسمى "فزعة العشائر". هناك من يستغل مشاعر العشائر وشبابه ليدفعها نحو الاعتداء على إخوتها السوريين، وتحريضها على ارتكاب الجرائم بحق الأبرياء، وهذا الأمر جريمة فادحة. من هنا، أقول إن العشائر بحاجة إلى وعي وحذر، خاصة في مناطق شمال وشرق سوريا، التي تم تحريضها وتأجيجها سنوات طويلة. آن الأوان لاندماج حقيقي لهذه المناطق ضمن مؤسسات الدولة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتفاهمات واقعية، ودراسة عميقة للظروف والمخاوف القائمة. هناك من يسعى إلى التحريض، ويدّعي أن المرحلة المقبلة ستكون هي شمال وشرق سوريا. لذلك، أوجّه رسالتي إلى من يتحدث باسم الوطن والوطنية – بأن يتوقفوا عن بث الفتنة. كما أناشد شيوخ العشائر ووجهاء المناطق، وجميع السوريين الغيورين على كرامة هذا البلد في المحافظات كافة، أن يوقفوا مسلسل القتل، وألا ينجرفوا وراء الشائعات والدعايات الكاذبة، وأن يحذروا من إثارة الشعور الوطني الزائف المبني على معلومات مضللة، يتم تصويرها بشكل مشوَّه وبعيد عن الواقع. فحفاظًا على استقرار سوريا وسلامتها، يجب تحريم دم السوري على السوري.

*المصدر: عكس السير | aksalser.com
اخبار سوريا على مدار الساعة