وزارة الاقتصاد تعقد مؤتمراً صحفياً خاصاً بإطلاق فعاليات معرض سوريا الدولي للنسيج “ناس تكس”
klyoum.com
عقدت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية في فندق الداما روز بدمشق اليوم، مؤتمراً صحفيا خاصاً بإطلاق فعاليات معرض سوريا الدولي للنسيج “ناس تكس 2026” الذي سيرعاه الرئيس أحمد الشرع، وذلك بحضور عدد من الوزراء وشخصيات وفعاليات اقتصادية وصناعية، وممثلي البعثات الدبلوماسية بدمشق.
ويولي المعرض المقرر من الأول إلى الرابع من نيسان المقبل، اهتماماً خاصاً بالتجهيزات المتخصصة، التي تشمل الأثاث والتجهيزات الفندقية والأقمشة الطبية والتقنية ومستلزمات التعبئة والتغليف والتجهيز النهائي، فضلاً عن تخصيص قسم لدعم ريادة الأعمال، وتمكين الشباب من عرض ابتكاراتهم، ومشروعاتهم الصغيرة في هذا القطاع الحيوي.
النسيج يشكل جزءاً من الهوية الوطنية
وأكد وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي، أن النسيج قطاع تاريخي يشكل جزءاً من الهوية الوطنية والذاكرة الاقتصادية للبلاد، والمعرض يعيد تموضع البلاد كمركز إقليمي للتجارة والصناعة، يربط الشرق بالغرب عبر شراكات اقتصادية واسعة التي ستحول البلاد من دولة تبحث عن موقع إلى دولة تصنع موقعها في خريطة الصناعة الإقليمية والدولية.
ولفت الوزير الشعار، إلى أن الصناعة النسيجية ستكون بوابة للتعاون الدولي ومحركاً للتوظيف ومصدراً للفخر الوطني، لافتاً إلى أن هذه الصناعة ليست مجرد خطوط إنتاج، بل هي قصة وطن، وشخصية حضارة، وجسر يربط السوريين في الداخل والخارج.
وأشاد الوزير الشعار بالدور الكبير للصناعيين السوريين في المهجر، ولا سيما في تركيا، الذين حافظوا على حرفتهم ونقلوا خبراتهم خارج الحدود، مؤكداً أن الوزارة تعمل على توفير بيئة استثمارية جاذبة لعودتهم، عبر شراكات شريفة تكمل قوة الداخل بخبرة الخارج.
ليست مجرد قطاع اقتصادي
بدوره، أوضح وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، في كلمة له أن صناعة النسيج ليست مجرد قطاع اقتصادي بل هي مرآة عميقة للهوية السورية، وجزء من الذاكرة الجماعية الممتدة من الغزل اليدوي في حوران إلى البروكار الدمشقي، الذي زين القصور وصولاً إلى الأقمشة الحلبية التي شكلت نقطة ارتكاز على طرق التجارة العالمية، وأن استعادة صناعة النسيج اليوم، تعني استعادة ذاكرة وطن وتقاليده وجمالياته وروحه التي حاولت ظروف كثيرة طمسها عبر السنوات.
وأشار الصالح إلى أن إحياء هذا القطاع هو إحياء للحرفية والرموز والألوان التي تحفظ حكايات المدن السورية وتمنح ملامحها البصرية وأن حماية النسيج هي حماية للتراث غير المادي الذي يشكل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وصورة سوريا كبلد للإبداع والحرفة رغم التحديات المتمثلة في ارتفاع التكاليف وضعف البنية التحتية وتحديات الطاقة وهجرة الكفاءات.
وأضاف الصالح: إن التحديات ليست قدراً وإنها فرصة للعمل ضمن رؤية وطنية للإنعاش الاقتصادي والثقافي، مؤكداً أن وزارة الثقافة ليست جهة إنتاج صناعي، لكنها حاضنة للهوية وتعمل بالشراكة مع الوزارات المعنية على توثيق النسيج السوري التقليدي، وإطلاق بيوت الحرف في دمشق وحلب ودير الزور، وغيرها لتدريب الحرفيين والمصممين ودعم الصناعات الإبداعية، وربطها بالحداثة وإنتاج علامات وطنية قوية تنافس عالمياً، وتنظيم مهرجان سنوي للنسيج السوري، يبرز منتجات المدن ويشجع المصممين الشباب.
إعادة تمكين قطاع النسيج
بدوره، أكد المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة، أن تنظيم المعرض يشكل خطوة أساسية، لإعادة تمكين قطاع النسيج وتعزيز موقعه كأحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني ، مشيراً إلى أن المعرض يجمع تحت سقف واحد الصناعيين والمستثمرين والتجار والفعاليات الاقتصادية، بهدف خلق بيئة تواصل مباشرة تؤدي إلى شراكات حقيقية، وفرص إنتاج وتسويق جديدة تسهم في توسيع دائرة العمل الصناعي وتنشيط حركة الاستثمار.
وأوضح حمزة أن المؤسسة السورية للمعارض تعمل على توفير كل مقومات النجاح للفعاليات الاقتصادية المتخصصة ومنها معرض “ناس تكس”، الذي يمثل منصة عملية لعرض أحدث المنتجات والتقنيات ودعم الابتكار في مجال النسيج، مؤكداً أن الخطط المستقبلية تشمل زيادة حجم المشاركات المحلية والخارجية، وفتح قنوات للتعاون مع أسواق إقليمية وعالمية، بما يتيح للصناعة السورية استعادة مكانتها والتوسع في فرص التصدير والتحول، نحو منافسة أوسع على مستوى المنطقة والعالم.
جلستان: اقتصادية وثقافية
وعلى هامش المؤتمر الصحفي نظمت جلستان حواريتان، الأولى كانت اقتصادية وتناولت الأهمية الاقتصادية لصناعة النسيج التي تعد جزءاً هاماً من هوية سوريا الاقتصادية ودورها في تنمية الصناعة المحلية، ودوره في تشغيل الشباب ودعم بيئة الاستثمار، إضافة إلى محاور تطوير صناعة النسيج وتعزيز قدراتها الإنتاجية والتسويقية.
وركزت الجلسة الثانية وهي ثقافية على كون صناعة النسيج ليست مجرد نشاط صناعي، بل جزء من الموروث الثقافي والذاكرة الجمالية السورية، وأن حماية هذه الصناعة هي حماية للهوية الوطنية وروح المدن السورية، وعلى أهمية توثيق النسيج التقليدي وإطلاق مبادرات لدعم الحرفيين والمصممين الشباب وربط الصناعات الإبداعية بالحداثة؛ بهدف تحويل النسيج السوري إلى علامة حضارية تعكس صورة سوريا كبلد للابتكار والمهارة وتؤسس لنهضة ثقافية وصناعية متكاملة.
ويمتد المعرض على مساحة تبلغ 150 ألف متر مربع، ويتضمن العديد من الأجنحة والقطاعات الحيوية التي تجسد تنوع الصناعة السورية وغناها، حيث يقدم المشاركون أحدث الاتجاهات في مجالات التصميم الداخلي والديكور إلى جانب مجموعة واسعة من الأقمشة والملابس الجاهزة، التي تعكس مهارة الصناعيين السوريين وجودة منتجاتهم.