اخبار سورية

قناة العالم

سياسة

ما سر الاستهداف الاسرائيلي للساحل السوري وما علاقة ديمونة؟!

ما سر الاستهداف الاسرائيلي للساحل السوري وما علاقة ديمونة؟!

klyoum.com

ليل اللاذقية على شاطئ البحر المتوسط انقلب نهاراً، مع الضياء الذي شكله انفجارات الأسلحة المستخدمة في معركة قوى الدفاع الجوي مع عدوان الكيان الاسرائيلي، حيث تصدّت الوسائط السورية على مرأى المواطنين السوريين، للاستهداف حرمت انفجاراته المدوّية اهالي اللاذقية وبعض المدن المجاورة لها النوم.

العالم - كشكول

هذا العدوان جاء ليضيف خطأ اضافيا في مسار الاشتباك الدولي الاقليمي المعقد في الساحة السورية، وتحاول تل ابيب بهذا الخطأ ان تحافظ على خطوط حمراء ترسمها في وجه الصفعة التي تلقتها بوصول الصاروخ السوري الى مفاعل ديمونة.

الملفت في الامر، هو تغلب وحدات الدفاع الجوي السوري على التشويش، الذي تمارسه طائرات كيان الاحتلال، التي تبث اشارة رادارية قوية، قبل العدوان، تحاول من خلالها ان تُعمي وتحجب نفسها وصورايخها، عن الرادار السوري، بالاضافة الى تقنية تقوم باغراق الرادار بنبضات كثيفة، لتمنعه من تتبع الطائرات، الا ان الرادارات السورية استطاعت تجاوز تلك التقنيات بمعداتها البسيطة المطورة محليا، وعبر خبرة ضباطها وجنودها، والذين يوجهون بطاريات صواريخهم ليسقطوا صواريخ العدوان، عبر تقنية تسمى بالصندوق الجوي، واستعمال الوسائل البصرية، ما جعل المعركة الجوية ضمن معركة العقول والخبرات، التي يتفوق فيها الجندي السوري في كل عدوان يحاول فيه الكيان المحافظة على الحد الادنى من استمرار معركة ضمن الحرب.

تحمل الصواريخ التي اطلقت على المدن الساحلية السورية، رسائل عديدة، في الاتجاهين السياسي والعسكري، فمن الجانب العسكري اصيب المستوى العسكري الاسرائيلي بصدمة وذهول نتيجة عجز الطبقات المتتالية من المنظومات المضادة للصواريخ باتريوت وآرو ومقلاع داوود والقبة الحديدية، جميعها عن اسقاط صاروخ ذو تكنولوجيا تعود الى ستينيات القرن الماضي، ولذلك اراد القادة في الكيان الاسرائيلي ارسال رسالة عسكرية تفيد بأنه، "لم يتم ردعهم نتيجة وصول الصاروخ الى تخوم ديمونة"، وانهم باقين بعد الحادثة على قواعد الاشتباك ذاتها، وذلك على الرغم من أن اختيار اتجاه الساحل وبالمنظور العسكري المحض، ربما يحمل معالم قلق اسرائيلي من صاروخ "منزلق" جديد الى الاراضي المحتلة بما يكرر مشهد الصاروخ الاول، لذلك كان الهدف بعيدا جغرافيا عن فلسطين المحتلة.

وفي اطار الرسائل السياسية، فهي كثيرة، ويقرأ ما بين الاسطر فيها، عدة اهداف، فمن جهة يحاول الكيان الاسرائيلي فتح اشتباك محدود مع قوى محور المقاومة، لاعاقة محادثات ڤيينا والتطور الحاصل فيها، ولكنهم يدركون ان تدحرج الامور نحو مواجهة كاملة نتيجة عدوانهم في مثل هذه الظروف سيحرمهم من الانخراط الامريكي، ولكنهم يأملون انه ربما يعطل او يسمم اجواء محادثات ڤيينا. وكذلك الرسائل تجاه ادارة بايدن حاضرة، وهي بمثابة التذكير للأمريكي بأن الاسرائيلي يمسك بورقة التصعيد العسكري، وبالتالي لا بد ان تؤخذ هواجسه ومحاذيره بعين الاعتبار خلال محادثات ڤيينا.

من جانب ثالث يشعر الكيان الاسرائيلي بقلق عميق من تتالي الانباء عن امكانية فض الاشتباك السعودي - الايراني، وازاء احتمالات عودة العرب الى سورية وانهاء الحرب في اليمن، وتالياً احتمالات التفاهم حول لبنان والعراق، وهذه الامور مقلقة جداً للكيان الذي يرى استمراريته في ديمومة الصراعات والحروب داخل دول الاقليم، وبين بعضها بعضاً، وبالتالي يأتي رفع وتيرة العدوان هذه المرة بمثابة رسالة مفادها ان الاسرائيلي يستطيع بالورقة العسكرية تعويض ما يفقده اليوم من فائض الأمن الاستراتيجي الذي استحصل عليه عبر مقاطعة سورية والحرب عليها وحصار ايران، وما حققه على هامش العقد الاخير من خطوات تطبيع وهيمنة استغلت ظروف حروب ربيع الدم العربي وظروف الدعم المطلق من ادارة ترامب

اما الرسالة تجاه الروسي فهي قد لا تكون غائبة ايضاً، لأن اختيار الاسرائيلي موقع هجومه قريباً جداً من القواعد الروسية في الساحل السوري، لذلك تحمل هذه الصواريخ معنى التحذير للروسي من التفكير بتفعيل منظومات دفاعه الجوي ضد اي خرق اسرائيلي للاجواء السورية، وهو ما المحت اليه بعض الاوساط والتصريحات الروسية، وهو ما قد يكون الاسرائيلي ربما لمسه عسكرياً في تفعيل اجراءات حرب الكترونية او تفعيل وضع "الإطباق دون اطلاق" من قبل رادارات الدفاع الجوي الروسية، وهو ما يعتبر في الوسط العسكري بمثابة رسالة تحذير تسبق الاشتباك.

*المصدر: قناة العالم | alalamtv.net
اخبار سورية على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com