اخبار سوريا

سناك سوري

سياسة

من صديقتي "الفتانة" إلى جريمة زيدل.. لماذا نكرّر السقوط في الفخ نفسه؟

من صديقتي "الفتانة" إلى جريمة زيدل.. لماذا نكرّر السقوط في الفخ نفسه؟

klyoum.com

في مجموعة الصديقات الخاصة بي، هناك واحدة لا تستطيع أن تمضي حياتها بدون رمي فتنة هنا، وأخرى هناك، لكن هذه ليست المشكلة، المعضلة هي أننا نعرف طبعها هذا وخبِرناه بعد مشاكل عديدة أقحمتنا بها، في نهاية المطاف اتفقنا أننا بتنا نعرفها جيداً، لذا فإن أي مشكلة قادمة لن تكون تلك الصديقة سبباً بها، بل سيقع اللوم على من صدقتها بيننا!

أتذكر تلك الصديقة التي رافقتنا أيام دراستنا الجامعية قبل سنوات عديدة، وفرضت وجودها بيننا قسراً، ونحن نعيش قضايا عامة لكن مشابهة تكررت عدة مرات، ومازلنا ننساق خلفها رغم علمنا بخباياها!

آخر تلك الأمثلة، جريمة القتل المؤلمة التي راح ضحيتها رجل وزوجته في زيدل بحمص، والتي تضمنت كتابات طائفية على الجدران، كادت أن تشعل مواجهة دموية لولا أن القدر قرر هذه المرة أن ينقذ المدينة من بحر دماء سوري جديد.

معظم السوريين اليوم يتحدثون عن "مؤامرة" و"محاولة خلق فتنة"، نراهم بيننا بخطاب ينبذ الفتنة والمؤامرة وهذا جيد، السيء هو حين لا يقترن الكلام بالفعل، مثلاً بدأ العديد منهم بإطلاق خطاب كراهية انطلاقاً من العبارات التي تواجدت في مسرح جريمة قتل الزوجين، غافلين عن أنها ربما تكون مجرد "فخ" أو حتى "فتنة".

وزارة الداخلية السورية أكدت أنها لم تعثر بعد على دليل مادي يثبت أن جريمة زيدل بريف حمص تحمل طابعاً طائفياً، وأضافت أن «التحقيقات الأولية أظهرت أن العبارات المكتوبة في مسرح الجريمة، هدفها التضليل وإثارة الفتنة الطائفية والتعمية عن المتورطين الحقيقيين».

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في تصريحات لقناة "الإخبارية" السورية اليوم الإثنين، إن «المعطيات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن الجريمة جنائية، مع وجود محاولات لاستغلالها في إثارة الفتنة».

أي أن هناك فرضية قائمة بأن العبارات بقصد التعمية عن المتورط الحقيقي، ومع ذلك كادت أن تؤدي إلى حمام دم جديد في البلاد التي ما تلبث أن تلتقط أنفاسها حتى يأتي حدث يطبق عليها مجدداً.

المثال ذاته ينسحب إلى ما حدث في جرمانا وصحنايا قبل عدة أشهر، حين أشعل تسجيل صوتي (ما معروف عنو شي) فتيل فتنة أدت لضحايا واشتباكات.

النكتة الحقيقية في كل ما يجري، أننا نلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لتبرير جرائمنا، فلماذا لا نستخدمه كشماعة لوقف التحريض؟ أم أن شهية الموت في هذه البلاد لا تضاهيها لذة!

*المصدر: سناك سوري | snacksyrian.com
اخبار سوريا على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com