تأخر الرواتب يهدد الموسم الدراسي: معلمو ريف حلب بلا أجر منذ 3 أشهر
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
التعاون الخليجي: مستمرون بدعم سوريا على مختلف الأصعدةتراكمت الديون على "محمد"، معلم المدرسة في قرية "صوران" بمدينة "أعزاز"، نتيجة تأخر راتبه الذي لم يحصل عليه منذ 3 أشهر، ومثله آلاف المعلمين في الشمال السوري، ما يعرضهم لأزمات معيشية من جهة، ويهدد العملية التعليمية بحال استمر تأخر الرواتب من جهة أخرى.
يقول "محمد" لـ"سناك سوري"، مفضلاً عدم ذكر اسمه الكامل، إنه نازح من ريف معرة النعمان بريف إدلب، ومنزله "مسوى على الأرض"، وإلا لكان عاد مباشرة إليه بعد سقوط النظام، وحتى اليوم 1 أيلول يكون قد مضى عليه 3 أشهر بدون أي راتب.
يضيف "محمد": «مافي واحد بعرفه إلا مالو دين علينا»، ويحكي أن الراتب كان بالأساس قليل بالكاد يكفي احتياجات عائلته ولا سبيل للإدخار منه، فهو لا يتجاوز 4800 ليرة تركية أي نحو 117 دولار أميركي، ومع ذلك «كنا مدبرين أمورنا فيه».
تعود المشكلة وفق ما ذكر المدرس إلى نحو 4 أشهر، حين أخبرهم رئيس المجلس المحلي في المنطقة التي كانت تحت الإشراف التركي قبل سقوط النظام، بأن تركيا سلمت جميع الملفات للحكومة السورية الانتقالية، ومن بينها ملف المعلمين الذين كانوا يحصلون على رواتبهم من الجانب التركي.
ومنذ ذلك الوقت والتسويف قائم كما يقول "محمد"، ويضيف أن مديرية التربية طلبت منهم إرسال أوراق ومعلومات رسمية: «صرنا باعتين أوراق ومعلوماتنا شي 10 مرات، وكل يوم سالفة جديد».
ويطالب بإرسال الرواتب الثلاثة دفعة واحدة كي يتثنى له ولكل زملائه دفع ديونهم المترتبة عليهم، كذلك بتثبيت العقود والوكلاء والإسراع في عملية الدمج ضمن وزارة التربية والاعتراف بحقوق معلمي ريف حلب الشمالي، ويقول ختاماً: «لا نريد وعود، تلقينا العشرات منها لكن لم يتحقق شيء منها، نريد حلاً سريعاً».
تأخر تسليم الرواتب سيؤخر إطلاق العملية التعليمية التي من المفترض أن تبدأ في أيلول الجاري، فالمعلمون غير قادرين حتى على شراء احتياجاتهم فكيف سيدفعون تكاليف مواصلات للذهاب لمدارسهم قبل قبض رواتبهم. ومن المفترض أن تبدأ الاعمال الإدارية قريباً وكلما تأخرت تأخر انطلاق العام الدراسي.
"فاطمة" التي تدرّس في إحدى مدارس مدينة "أعزاز" بريف حلب قالت إنهم عندما راجعوا مديرية التربية جاء الرد بأن التأخير بسبب خطأ في حسابات شام كاش.
تأخر الرواتب لمدة 3 أشهر رتّب أعباءً كبيرة على "فاطمة"، وتقول: «ببلد مثل بلدنا لو بتحصّلي 5 رواتب، يا دوب تعيشي حياة عادية جداً، فما بالك لو كان الاعتماد على راتب واحد كمصدر دخل وهالمصدر غاب؟».
كما كل المعلمين والمعلمات في المنطقة، تطالب "فاطمة" بالتثبيت وصرف الرواتب، وتقول، إنهم حين كانوا يتعرضون للظلم سابقاً كانوا يلجؤون للإضراب، واليوم «ما اختلف شي لو حس المعلم بالغبن ممكن يكون في اضرابات»، ما سيؤثر على العملية التعليمية مع بداية الموسم الدراسي القادم.
وشهدت عدة مناطق في ريف حلب وقفات احتجاجية لمعلمين ومعلمات، طالبوا فيها بالتثبيت ومنحهم رواتبهم المتأخرة، شهر آب الفائت، دون أي استجابة.
المعلمون والمعلمات في ريف حلب الشمالي أصدروا بياناً حصل سناك سوري على نسخة منه وقد بدأ بعبارة "مصيرنا مجهول وعنا عوائل وأوضاعنا المعيشية كارثية".
وأضاف البيان أن نحو 18 ألف معلم ومعلمة في مناطق الشمال السوري مثل "أعزاز، صوران، عفرين، الباب، جرابلس، الغندورة، قباسين، بزاعة، اخترين، مارع" وغيرها، كانوا يحصلون على رواتبهم من الجانب التركي قبل سقوط النظام، ومنذ 3 أشهر توقفت الرواتب، ووعود التثبيت أو حتى إخبار المعلمين والمعلمات عن مصيرهم.
وأضاف أن 90% من المعلمين يعتمدون على الراتب كدخل وحيد، وطالبوا بصرف الرواتب مرة واحدة، وبيان وضع للمعلمين وإخبارهم إن كانوا سيثبَّتون في عملهم، وسط مخاوف من فصلهم.
وفي شهر حزيران الفائت، أعلنت محافظة حلب في بيان رسمي تسلمها إدارة الوحدات الإدارية في ريفي حلب الشمالي والشرقي، بعد تسلم الحكومة السورية إدارة شمال المحافظة بموجب اتفاق مع تركيا أنهى مهام المستشارين الأتراك في مناطق مثل أعزاز والراعي والباب وجرابلس.
ونقلت الجزيرة نت حينها عن مسؤول في مدينة حلب دون أن تكشف عن اسمه قوله، إن تعدد أنماط الإدارة المحلية تسبب بإرهاق المواطنين سواء في تنقلاتهم أو الحصول على الوثائق الرسمية.