اخبار سوريا

بي بي سي عربي

سياسة

المرصد السوري: عمليات "إعدام ميدانية" في السويداء، ودمشق توجِّه باتخاذ إجراءات بحق من "تثبت إساءته"

المرصد السوري: عمليات "إعدام ميدانية" في السويداء، ودمشق توجِّه باتخاذ إجراءات بحق من "تثبت إساءته"

klyoum.com

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 19 مدنياً درزياً على الأقل في ما أسماه "عمليات إعدام ميدانية" اتُهمت بتنفيذتها قوات الأمن السورية في السويداء جنوبي سوريا، التي دخلتها في وقت سابق الثلاثاء، بينهم 12 في مضافة لإحدى العائلات.

وقال المرصد في بيان، "أقدم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية طالت 12 مواطناً، عقب اقتحام مضافة آل رضوان في مدينة السويداء".

وأظهر مقطع مصوّر انتشر على منصات التواصل الاجتماعي 10 أشخاص على الأقل يرتدون ملابس مدنية مضرجين بالدماء داخل المضافة، طرح بعضهم أرضاً وآخرون على أرائك، وبجانبهم صور لمشايخ دروز ملقاة على الأرض وأثاث مخرّب ومبعثر، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.

وتحدث المرصد عن إعدام مجموعة مسلحة قال إنها تابعة للقوات الحكومية لـ"4 مدنيين دروز بينهم امرأة في مضافة آل مظلومة بقرية الثعلة" في ريف السويداء.

وقال إن "مجموعة مسلّحة تابعة لدوريات الأمن العام، أطلقت النار بشكل مباشر على ثلاثة أشقاء بالقرب من دوّار الباشا شمال مدينة السويداء، أثناء وجودهم برفقة والدتهم، التي شاهدت لحظة إعدامهم ميدانياً".

الأكثر قراءة نهاية

ولم تعلق السلطات السورية بعد على هذه الاتهامات.

لكن الرئاسة السورية أكدت في بيان، "ضرورة التزام كافة الجهات العامة والخاصة المدنية والعسكرية بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر كان"، وذلك "انطلاقاً من حرص الدولة على صون الحقوق، وحقن الدماء، وسيادة القانون وضمان انتظام مؤسساتها".

وقالت الرئاسة في بيان، إنها "كلفت الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يُثبت تجاوزه أو إساءته مهما كانت رتبته أو موقعه".

ويأتي ذلك، بعدما أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في وقت سابق الثلاثاء، وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء عقب الاتفاق مع وجهاء المدينة، وذلك بعد ساعات من بدء دخول قواته إليها، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة وقصف إسرائيلي.

وأشارت القوات الحكومية السورية إلى فرض حظر تجول في أنحاء السويداء.

"حركة نزوح كبيرة"

تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

وبالفعل، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن قوات الجيش السوري بدأت، الثلاثاء، دخول مدينة السويداء، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو في المحافظة الأحد، ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص.

وقالت وزارة الداخلية السورية إن دخول القوات الحكومية إلى السويداء "يهدف حصراً إلى ضبط الأوضاع وحماية الأهالي"، محذرةً من "ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات، إذ ستتخذ إجراءات قانونية صارمة بحق أي عنصر يثبت تورّطه في مثل هذه الأفعال".

وتواصل قوات الأمن الداخلي انتشارها ضمن أحياء مدينة السويداء لـ "حماية الأهالي والممتلكات ومنع وقوع أي تجاوزات، مع استمرار ردها على مصادر إطلاق النار من قبل مجموعات خارجة عن القانون"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر أمني في المدينة.

واتهم المرصد السوري "عناصر من جهاز الأمن العام باختطاف رجال ونساء من قرية جرين في الريف الغربي للسويداء".

وأفاد المرصد بـ "قيام عناصر تابعة لوزارة الدفاع بعمليات تخريب ممنهجة طالت منازل وممتلكات المدنيين في عدد من قرى وبلدات ريف السويداء". واتهم هذه العناصر بـ "سرقة محتويات منازل وتكسير أبواب ونوافذ، قبل أن يعمدوا إلى إضرام النيران في بعضها، ما أسفر عن دمار واسع وخسائر مادية جسيمة".

وشوهد رجال يرتدون زياً عسكرياً يحرقون وينهبون منازل ومتاجر ويضرمون النار في متجر خمور، وفق وكالة رويترز.

ولاحقاً، أفادت "سانا" بأن الجيش السوري بدأ بسحب الآليات الثقيلة من السويداء، تمهيداً لتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي.

وفسر المرصد السوري انسحاب الآليات الثقيلة بأنها "تهدف لاحتواء الغضب الشعبي وتخفيف التوتر، بعد أن وُجهت انتقادات واسعة لاستخدام السلاح الثقيل في أحياء مأهولة بالسكان وتسجيل انتهاكات بحق السكان".

وكان الشيخ الدرزي البارز، حكمت الهجري، رحّب بدخول القوات الحكومية، لكنه سرعان ما دعا إلى "التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة". وقال في بيان مصور لاحق "رغم قبولنا بهذا البيان المذل من أجل سلامة أهلنا وأولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العُزّل".

في غضون ذلك، أعلن السياسي الدرزي اللبناني، وئام وهاب، المقرب من حزب الله، "انطلاق جيش التوحيد"، داعيا في تغريدة عبر منصة "إكس"، "الجميع إلى الانضمام والبدء بتنظيم مقاومة مستقلة".

نهاية X مشاركة, 1

المحتوى غير متاح

وعقب دخول قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع السورية وانتشارها في شوارع السويداء، شهدت المدينة "موجة نزوح كبيرة" للمدنيين، وفق منصة السويداء 24 المحلية.

وأكد المرصد السوري وجود "حركة نزوح جماعي لعدد كبير من العائلات من المدينة نحو القرى والبلدات الريفية المجاورة" مستنداً في ذلك إلى "تسجيلات مصورة ومقاطع نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأعادت الاشتباكات بين مسلحين من الدروز من جهة والبدو من جهة أخرى، إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول.

"قتلى وجرحى" في غارات إسرائيلية

والثلاثاء، شنّت إسرائيل غارات على القوّات الحكومية السورية، بعيد دخولها مدينة السويداء التي تقطنها غالبية من الأقلية الدرزية التي تعهدت إسرائيل بحمايتها.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "هاجم آليات عسكرية تابعة للنظام السوري" في منطقة السويداء، بعد رصد "قوافل من ناقلات الجند المدرعة والدبابات تتحرك نحو المنطقة"، وذلك "بتوجيهات من المستوى السياسي".

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن القوات هاجمت منذ الاثنين، "آليات مدرعة منها دبابات وناقلات جند مدرعة وقاذفات صاروخية إلى جانب طرقات لعرقلة وصولها إلى المنطقة".

نهاية X مشاركة, 2

وأتى ذلك، بعدما وجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك، "بتوجيه ضربة فورية لقوات النظام والأسلحة التي أُدخلت إلى منطقة السويداء في جبل الدروز في سوريا بهدف تنفيذ عمليات ضد الدروز".

وتحدثت وكالة الأنباء السورية عن غارات طالت مدينة السويداء وأطراف مدينة إزرع في ريف درعا في جنوب سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الإسرائيلي نفذ "سلسلة غارات جوية استهدفت آليات وأرتالاً عسكرية تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في مدينة السويداء ومحيطها" ما أسفر عن سقوط "قتلى وجرحى".

وأدانت وزارة الخارجية السورية ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي الغادر" الذي استهدف مناطق داخل الأراضي السورية وأسفر عن مقتل عدد من القوات المسلحة السورية ومدنيين.

واعتبرت الوزارة في بيان، الهجوم "انتهاكاً صارخاً لسيادة" سوريا و"خرقاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وفيما أكدت دمشق "تمسكها الراسخ بحقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وشعبها بكل الوسائل التي يكلفها القانون الدولي"، شددت على "حرصها على حماية جميع أبنائها دون استثناء وفي مقدمتهم أهلنا من أبناء الطائفة الدرزية"، وفق البيان.

وأحصى المرصد السوري، منذ مطلع العام الحالي، 64 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، منها 55 جوية و10 برية، أدت تلك الضربات إلى إصابة وتدمير نحو 95 هدفاً بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

وتأتي أعمال العنف هذه، بعد نحو شهرين من مواجهات قرب دمشق بين مسلحين دروز وقوات الأمن أسفرت عن مقتل 119 شخصاً. وعلى إثرها، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد، تولى بموجبها مسلحون دروز إدارة الأمن في المنطقة.

وتُقدّر أعداد الدروز في منطقة الشرق الأوسط بأكثر من مليون، تتركّز غالبيتهم في مناطق جبلية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.

ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، في شمال غرب البلاد.

*المصدر: بي بي سي عربي | bbc.com
اخبار سوريا على مدار الساعة