السويداء: شركات الحوالات مغلقة ولا إمدادات غذائية منذ 15 يوماً

يضطر معظم أهالي مدينة السويداء إلى الانتظار على طابور الفرن عدة ساعات ليحصلوا على ربطة خبز واحدة، فالأفران بدأت التقنين ولا تمنح أكثر من ربطة واحدة، وسط تراجع كبير في مخزون الدقيق وعدم وصول أي إمدادات من خارج المحافظة منذ 15 يوماً.

ارتفع عدد الأفران العاملة في المدينة إلى 4 صباح اليوم الأحد، ومع ذلك لم يخف الزحام، فإضافة إلى أهالي المدينة هناك عشرات العائلات النازحة بفعل الاشتباكات وخوفاً من المجازر التي وقعت في قرى الريف الغربي.

مصدر من أحد الأفران في المدينة قال لـ"سناك سوري"، أن المعاناة الأكبر في تأمين المحروقات، وبحسب المعلومات لم يرد إلى المحافظة سوى صهريجَي محروقات منذ 15 يوماً، وسط ذلك يتم التعميم على الأهالي والقطاعات المحلية والمزارعين ودعوتهم لتقديم ما لديهم من مازوت لضمان تشغيل الأفران لساعات أطول، لكن بحال استمر توقف إمداد المحافظة بالمحروقات فإن الأهالي أمام مشكلة كبيرة خصوصاً أن بعض الأفران في الريف توقفت وأعلنت نفاذ مخازينها من المحروقات.

لا معلومات عما إن كانت كميات الطحين كافية، حيث تتزود الأفران من مطحنة أم الزيتون، ولم يتمكن سناك سوري من التواصل مع القائمين عليها لمعرفة مستوى المخازين ومدى كفايتها مع استمرار عزل المحافظة.

في السياق ذاته، وصلت كميات من الخضار المحلية إلى المدينة، لكنها أقل بكثير من المطلوب، بينما لم يستقبل سوق الهال أو سوق الخضار أي منتجات وهو متوقف بالكامل وخارج الخدمة.

وعلى الرغم من أن القرى التي لم تتعرض للهجوم مفتوحة، لكن مشكلة نقص المحروقات تعيق حركة المرور، فلا مواصلات عامة أو خاصة، الأمر الذي يجبر الأهالي على السير مسافات طويلة للبحث والحصول على احتياجاتهم الغذائية وسط ندرة وجود الخضار والألبان والأجبان وغياب كامل للحوم.

المدينة التي كان كثير من أهلها يعتمدون على حوالات أقاربهم وأبنائهم في الخارج، تشهد إغلاقاً تاماً لكل شركات الصرافة الداخلية والخارجية، وبالتالي توقف الحوالات، والتي حتى لو وصلت لن تفيد بشيء تقريباً طالما هناك تراجع كبير في كميات الخضار والفواكه ومعظم أنواع الغذاء.

ومنذ 15 يوماً لم يدخل المحافظة سوى صهريجي محروقات يوم الثلاثاء الفائت، وبحسب مصادر محلية فإن وزارة النفط أرسلتهما، لكنهما لا يكفيان الحاجة أبداً، وتم توزيع المحروقات على القطاعات الخدمية من مشافي وأفران بكميات بسيطة لضمان استمرارها.

أما المحروقات التي تدخل مع بعثة الهلال الأحمر، فهي مخصصة لآلياتهم، علماً أن الهلال الأحمر أدخل شحنة غذاء ودواء واحدة، في الـ17 من تموز الجاري.

وكانت شبكة "السويداء 24" أحصت 36 قرية مكنوبة ومتضررة، معظمها خالية من السكان حالياً، في وقت يطالب ناشطون الإسراع في فتح ممرات إنسانية وخطوط إمداد غذائية لأهالي المحافظة الذين يعيشون اليوم ظروفاً إنسانية تزداد قساوة يوماً بعد يوم.

اخبار سوريا على مدار الساعة