جهودٌ عابرة للمناطق والطوائف.. قوافل المساعدات الإنسانية تتجه إلى الساحل السوري
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
سوريا ترد في رسالة على شروط تخفيف العقوبات الأمريكيةجهودٌ عابرة للمناطق والطوائف.. قوافل المساعدات الإنسانية تتجه إلى الساحل السوري
هاشتاغ – حسن عيسى
تستمر الجهود المجتمعية في مناطق سورية مختلفة لجمع وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في ريفي جبلة وبانياس، حيث تضرَّرت مئات العائلات جرَّاءَ المجازر الأخيرة التي أدَّت إلى سقوط ضحايا ودمار واسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
ففي ظل غياب استجابة رسمية سريعة، أخذت مجموعات من الشبان في دمشق، اللاذقية، حمص، وطرطوس زمام المبادرة، مطلقين حملات تبرعات مادية وعينية، من أجل توفير الغذاء، الدواء، والمستلزمات المعيشية الأساسية.
شبكة محلية موثوقة
في العاصمة دمشق، حيث يصعب إرسال المساعدات العينية بسهولة إلى المناطق المنكوبة بسبب الظروف اللوجستية، برزت مبادرات قائمة على جمع التبرعات المالية وإرسالها إلى أشخاص موثوقين داخل القرى المتضرَّرة، لشراء الحاجيات الضرورية محليًّا وتنسيق توزيعها.
يقول "علاء"، أحد المنظِّمين لمبادرة في دمشق، لـ "هاشتاغ": "اعتمدنا على التبرعات النقدية لأن إرسال المساعدات العينية من دمشق إلى ريف بانياس أو جبلة قد يستغرق وقتاً طويلاً، وربما لا تصل في الوقت المناسب، لذلك قرَّرنا تحويل الأموال إلى أشخاص نثق بهم داخل القرى المتضرَّرة أو في محيطها، حيث يقومون بشراء المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية من الأسواق المحلية وتوزيعها على العائلات المحتاجة".
وأضاف أن المبادرة لا تقتصر على جمع التبرعات فقط، بل تشمل أيضاً إحصاء أعداد العائلات المتضرَّرة ونسبة الضرر الذي لحق بها، وذلك لضمان وصول المساعدات إلى المستحقِّين أولًا، دون تكرار أو نقص.
حملات إغاثة مباشرة
في اللاذقية، التي تُعَدُّ الأقرب جغرافيّاً للمناطق المنكوبة، تعمل فرق تطوعية على إيصال مساعدات عينية مباشرة إلى الأسر المتضرَّرة.
"رائد"، أحد منظِّمي هذه الحملات، قال لـ "هاشتاغ": "الأولوية الآن هي للمساعدات العينية، لأن العائلات المنكوبة لا تستطيع شراء ما تحتاجه حتى لو توفَّرت الأموال، بسبب النقص الكبير في المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية. نحن نوفر الطعام، المياه، الأغطية، وبعض الأدوية الأساسية، ونقوم بإيصالها بسيارات خاصة إلى المناطق التي تحتاجها".
وأشار إلى أن المبادرة تحاول تغطية أكبر عدد ممكن من العائلات، لكن الأعداد المتضرِّرة تفوق بكثير الإمكانيات المتاحة، مما يجعل الحاجة إلى المزيد من الدعم ضروريّاً.
دور كبير للمغتربين
لم تتوقَّف المساعدات عند الداخل السوري، بل امتدَّت إلى المغتربين السوريين في دول مختلفة، حيث ساهموا بشكل كبير في دعم هذه المبادرات عبر تحويل الأموال والمشاركة في تنظيم عمليات الإغاثة.
"زبن"، أحد القائمين على حملة إغاثية في ريف حمص، تحدَّث لـ "هاشتاغ" عن دور المغتربين في دعم الجهود المحلية: "الكثير من السوريين في الخارج تواصلوا معنا وساهموا بتحويل مبالغ مالية مهمَّة، ما ساعدنا في شراء مواد غذائية وأدوية وإرسالها إلى المناطق المنكوبة. بعضهم كان يتابع تفاصيل توزيع المساعدات يوميّاً معنا عبر الإنترنت، وهذا التضامن كان له أثر كبير في توسيع نطاق الدعم".
وأكَّدت أن المغتربين لم يكتفوا بالدعم المالي، بل ساعدوا أيضاً في نشر الوعي حول الكارثة وحشد مزيدٍ من التبرعات عبر شبكاتهم في الخارج.
تنسيق الجهود لضمان عدالة التوزيع
أما في طرطوس، فقد ركَّزت المبادرات الشبابية على تنظيم عمليات التوزيع بشكل منظَّم لتفادي الفوضى وضمان وصول المساعدات لمستحقِّيها.
"ماهر"، أحد المشاركين في تنسيق المساعدات، قال لـ "هاشتاغ": "نعمل على وضع لوائح بأسماء العائلات المتضرَّرة ومستوى حاجتها، حتى لا تذهب المساعدات إلى جهة دون أخرى. هناك عائلات فقدت منازلها بالكامل، وهذه تحتاج إلى دعم أكبر، سواء في تأمين مأوًى مؤقَّت أو مساعدات مستمرَّة على مدار الأسابيع المقبلة".
وأضاف أن بعض المتطوعين ينقلون المساعدات إلى القرى بأنفسهم، فيما يتم التعاون مع جهات محلية لتوزيعها بشكل عادل.
مبادرة كردية
في سياق متَّصل، أعلن الهلال الأحمر الكردي عن تجهيز قافلة مساعدات إنسانية بالتنسيق مع المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا، بهدف إرسالها إلى المناطق المتضرِّرة في الساحل.
وتشمل المساعدات المقدَّمة من الهلال الأحمر مواد غذائية، مستلزمات طبية، واحتياجات معيشيَّة ضرورية، في محاولة لتخفيف معاناة المتضرِّرين.
سوريا.. على هامش مؤتمر بروكسل
حوالي 27.5 مليار يورو.. حجم المساعدات المقدمة لسوريا خلال مؤتمر بروكسل
ما هو مصدر الغاز القطري إلى سوريا؟