رئيس غرفة صناعة حلب: مشروع طموح لوضع حجر أساس لـ"مدينة معارض دولية" في حلب
klyoum.com
الجماهير || أسماء خيرو…
في ظل مؤشرات التعافي الاقتصادي والانفتاح التدريجي على العالم، تشهد سوريا فعالية اقتصادية كبرى تتمثل بانطلاق الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي، والتي تُعتبر الأكبر منذ سنوات. يُنظر إلى هذا المعرض ليس كفعالية تجارية تقليدية فحسب، بل كمنصة استراتيجية تعكس عودة الاقتصاد السوري إلى الواجهة العالمية وإطلاق رسائل ثقة للمستثمرين العرب والأجانب، خاصة بعد رفع العقوبات الاقتصادية وتحرير حلب.
وفي هذا الإطار، استعرضت "الجماهير" أهمية هذه الفعالية وآفاقها مع رئيس غرفة صناعة حلب، عماد طه القاسم.
•• منصة لانطلاق الاقتصاد السوري:
أكد القاسم أن الدورة 62 لمعرض دمشق الدولي تمثل "منصة لعودة سوريا للواجهة الاقتصادية العالمية"، واصفاً إياها بـ"الحدث الأبرز" بعد تحرير سوريا ورفع العقوبات. وأعرب عن أمله في أن يسهم المعرض في فتح قنوات تواصل واسعة مع العالم.
•• مشاركة دولية واسعة وحدث استثنائي:
أشار القاسم إلى ضخامة الحدث الذي يضم مشاركة 45 دولة، وتبلغ نسبة المشاركات الدولية والعربية فيها أكثر من 50%. ووصف المعرض بـ"العُرس الاقتصادي"، حيث دُعي أكثر من 1400 شخصية اقتصادية سورية لحضور الافتتاح، بالإضافة إلى مشاركة رسمية رفيعة المستوى من تركيا ودول عربية وأجنبية أخرى، مما يعكس اهتماماً دولياً ملحوظاً.
ولفت إلى أن غرفة صناعة حلب تدعو كل الراغبين في المشاركة في نهضة سوريا الاقتصادية، مشيراً إلى أن إجمالي المشاركين بلغ 720 شركة، منها 250 شركة عربية و500 شركة سورية (70% منها من حلب)، بالإضافة إلى 220-230 شركة أجنبية. وأكد أن المعرض يرتكز على الصناعات المحلية المتطورة التي تدخل في مصاف العشرة الأوائل عالمياً في مجالات كيميائية، نسجية، هندسية، غذائية وإلكترونية.
•• صمود في وجه التحديات:
أوضح القاسم أن الصناعة السورية مُعدة أساساً للتصدير، حيث أن بعض المنشآت "ليس لها تواجد في السوق المحلية نهائياً وتعتمد كلياً على الأسواق الخارجية بنسبة 100%". ورغم التحديات الجسيمة التي واجهت القطاع، أبرزها الإغلاق القسري، أبدت الصناعة صموداً حافظت خلاله على الأسواق الخارجية والكفاءات البشرية والخبرات المتراكمة. وأكد أن الثروة الوطنية الحقيقية تكمن في الإنسان السوري، حيث حظي الصناعيون ورواد الأعمال باعتراف عالمي بمهاراتهم.
واعتبر أن الصناعيين السوريين وقفوا "روحاً ومادة" مع الثورة السورية، مما جعلهم عرضة لمضايقات من النظام السابق. ورغم ذلك، صمدوا وحافظوا على استمرارية أعمالهم عبر التركيز على التصدير، مما يثبت جدارتهم في الابتكار والمنافسة العالمية.
•• دور صناعة حلب كجهة فاعلة:
أبرز القاسم الدور الحيوي للمعرض في تسويق المنتج السوري، مؤكداً أن غرفة صناعة حلب تواصل جهودها لدعم القطاع، والتي لا تقتصر على المعارض بل تشمل استقبال وفود الأعمال، مثل وفد "موصياد" التركية التي اختارت حلب مقراً لفرعها الجديد. كما تستعد الغرفة للمشاركة الفعالة في معرض "خان الحرير موتكس" المزمع عقده الشهر القادم، والذي خصص 70% من مشاركته لمدينة حلب.
•• رؤية مستقبلية: من حلب إلى العالم:
كشف القاسم عن مشروع طموح لوضع حجر أساس لـ"مدينة معارض دولية" في حلب (منطقة الزربة) بالتعاون مع غرفتي الصناعة والتجارة ومحافظة حلب ومديرية المعارض. تبلغ المساحة المخطط لها 650 ألف متر مربع، على أن تكون "مدينة نموذجية حضارية" لاستضافة الفعاليات العالمية. وأضاف أن الغرفة أحدثت "مكتب علاقات خارجي" خاص للترويج لهذا المشروع العملاق.
واختتم بالتأكيد على أن "معرض دمشق الدولي فعالية ثابتة معترف بها عالمياً"، معرباً عن ثقته بأن "معرض حلب الدولي سيكون كذلك"، في إطار خطة متكاملة لإحياء المكانة الصناعية والاقتصادية لسوريا.
•• خاتمة:
يبدو معرض دمشق الدولي لهذا العام أكثر من مجرد حدث تجاري موسمي؛ فهو يمثل إستراتيجية شاملة للخروج من العزلة، والترويج للقدرات الصناعية السورية الأصيلة، ووضع لبنات أولى في مشروع إعادة الإعمار والاندماج في الاقتصاد العالمي، انطلاقاً من حلب التي لا تزال تُعتبر عاصمة الاقتصاد السوري الصناعي.
تصوير: صهيب عمرايا