الرئيس الشرع يتوجه إلى السوريين بكلمة تاريخية.
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
أسعار الذهب ترتفع 85 ألف ليرة في السوق المحليةتوجّه السيد الرئيس أحمد الشرع بكلمة تاريخية للشعب السوري، وذلك عقب عودته من زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية ولقائه “التاريخي” بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، كأول لقاء بين زعيمين أمريكي وسوري منذ 25 عاماً، وذلك على هامش القمة الخليجية-الأميركية المنعقدة بالعاصمة السعودية “الرياض”.
وقال السيد الشرع في كلمته التي ألقاها في قصر الشعب بدمشق، مساء الأربعاء 14 أيار، إنه “خلال الأشهر الستة الماضية، جرى وضع أولويات علاج الواقع المريض الذي كانت تعيشه سوريا”.
لافتاً إلى عمل الحكومة ليل نهار للحفاظ على الوحدة الداخلية، والسلم الأهلي، وفرض الأمن، وجمع السلاح، ودمج الفصائل ضمن وزارة الدفاع. إضافة إلى تشكيل الحكومة وهيئة العدالة الانتقالية واللجنة الانتخابية لإعداد البرلمان، مع إصدار الإعلان الدستوري، وعقد المؤتمر الوطني، وإلغاء القوانين الجائرة.
وتطرّق السيد الشرع إلى الواقع الاقتصادي السوري عبر خطواتِ تحرير السوق، وتقييم الواقع المؤسسي والخدمي، ورصد مواطن الخلل وطرق علاجها، المتزامن مع الجولات الدبلوماسية السورية بمشاركة الدول، للتعريف بواقع سوريا الجديد، والمشاركة أيضاً بأهم المنتديات والمؤتمرات الدولية، لرفع علم سوريا الحبيبة في الأمم المتحدة.
متعهداً أيضاً بالالتزام بتعزيز المناخ الاستثماري، وتطوير التشريعات الاقتصادية، وتقديم التسهيلات التي تمكّن رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام في عملية التنمية الشاملة.
وشدّد الشرع على نجاح سوريا في فتح أبوابٍ مغلقة، وتمهيد الطريق لعلاقات استراتيجية مع الدول العربية والغربية، وهو أظهر أن لسوريا مكانة عظيمة في نفوس الكثيرين.
وتناول الشرع زيارته العاصمة الرياض قبل أشهر، والتقاءه بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي وعد بالعمل على إزالة العقوبات عن سوريا، واصفاً الحدث، “رأيت في عينيه حبًا كبيرًا لسوريا، ونظرة ثاقبة لمستقبلها الاقتصادي”.
كما أعرب عن امتنانه زعماءَ ورؤساء كان لهم دور في انتصار الثورة السورية، من ضمنهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حيث قال، “الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي وقف مع الشعب السوري ودولته على مدى 14 عامًا، فقد كان ولا يزال سندًا، رغم الأعباء التي حملتها بلاده في استضافة ملايين السوريين”.
وزاد: “زرت أيضًا سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي سجّل موقفًا مشرفًا في دعمه للشعب السوري، منذ لحظة التحرير وهو يقف بجانبنا، وكذلك الشيخ محمد بن زايد، الذي فتح أبواب الإمارات العربية المتحدة للسوريين، وكان أول من بارك لنا. كما لا أنسى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، والمواقف النبيلة من الكويت وسلطنة عمان.
ورحّب الشرع بموقف الأردن المشرّف تجاه القضايا الساخنة، إضافة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أظهر حرصه على نهضة سوريا واستقرارها وإعمارها، وكذلك الإخوة في ليبيا والجزائر والمغرب والسودان واليمن السعيد.
وأكد الرئيس الشرع، أن دولة الرئيس محمد شياع السوداني عبّر عن رغبته الصادقة في إعادة العلاقات السورية العراقية، وتفعيل التبادل التجاري، مشيراً في كلمته إلى الرئيس مون أيضاً، الذي استعد مبكرًا لرفع العقوبات، بدعم من دول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا، إيطاليا، وإسبانيا، إلى جانب بريطانيا “المشكورة” التي رفعت العقوبات عن سوريا.
بالمقابل، توجه الشرع إلى الشعب السوري وتضحياته، إذ اعتبر أن الشعب السوري كان الكلمة الفصل، بجهوده وصموده، مشدداً، على أن فرحته بسوريا الجديدة كان لها الأثر الكبير في تغيير الرأي العالمي، يضاف إلى دور الجاليات السورية في الخارج بالبناء والمطالبة برفع العقوبات.
ودعا السيد الرئيس إلى التلاحم بين السوريين في الداخل والخارج والذي أصبح واقعًا يُعاش، قائلاً، “ما أجمل الإخوة الصادقة، والمحبة العفوية بين الشعوب والدول”.
واسترسل الشرع، “إنني اليوم لا أحتفل فقط برفع العقوبات، بل بعودة مشاعر الأخوة بين شعوب المنطقة. لقد صدق الأمير محمد بن سلمان في وعده، وأظهر الأمير تميم وفاءه، وكان للشيخ محمد بن زايد لفتة كريمة، ووقفت جميع الدول معنا بمشاعر صادقة”.
وشكر الشرع الرئيس دونالد ترامب، على استجابته برفع العقوبات عن سوريا، معتبراً ذلك “بدايةً لتخفيف المعاناة، وتعزيز الاستقرار في المنطقة”.
ونوه الرئيس الشرع، إلى أن سوريا تعاهد شعبها أن تكون أرضًا للسلام والعمل المشترك، ووفية لكل يدٍ امتدت إليها بخير.
رافضاً أن تكون بعد اليوم ساحة لصراعات النفوذ، ولا منصةً للطعن من الخارج، أو تقسيمها أو إحياء أدوات النظام السابق التي فرّقت السوريين.
وفي ختام كلمته، قال الشرع، إن “سوريا لكل السوريين، بكل طوائفهم وأعراقهم، ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة”.
مضيفاً “لقد علّمنا التاريخ أن التعايش كان دائمًا حليفنا، والانقسام لم يكن إلا بفعل التدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعًا.. لقد علمتنا المحن أن قوتنا في وحدتنا. طريقنا ليس سهلًا، لكنه طريقنا جميعًا”.
وتُعدّ كلمة الرئيس إيذانًا ببدء حقبة جديد في العلاقات سوريا دولياً، والتي توّجها اليوم لقاءه مع الرئيس ترامب، إذ وصف مراقبون اللقاء بأنه “لحظة محورية” في العلاقات الأمريكية-السورية، ونقطة تحول كبيرة للسياسة الخارجية السورية لما لها من تأثير بالغ الأثر في الانفتاح الدولي بشكل أوسع على الحكومة السورية.
إضافة لما يشكله اللقاء من نهج سياسي متقدم استطاع وضع حجر أساس في مسار تحصيل شرعية دولية، وتعبيد الطريق أمام القيادة السورية للبدء بإصلاح الاقتصاد السوري واستعادة عافيته إلى جانب مشاريع إعادة الإعمار.