اخبار سورية

سناك سوري

سياسة

حقائب المغتربين السوريين.. حين يُحمل الوطن في حقيبة

حقائب المغتربين السوريين.. حين يُحمل الوطن في حقيبة

klyoum.com

تتضمن حقائب المغتربين السوريين الكثير من التفاصيل المرتبطة بذكرياتهم وحتى طعامهم هنا. وغالباً فإنها تمتلئ بالملوخية والمكدوس والقهوة والزعتر، وكأنما يريدون حمل الوطن معهم أينما حلّوا، رغم كل المرار وصعوبات العيش هنا.

تحن  "مريم" السيدة الأربعينية التي تعيش منذ ثماني سنوات في إيران مع عائلتها لكثير من التفاصيل المتوافرة في سوريا عن باقي البلدان. والتي تحرص على أن تضمن حقيبتها ما أمكن من تلك التفاصيل. على الرغم من وجود معظم المنتجات السورية في أوروبا لكن ليس في كل المدن وليس في جودة الصناعة البلدية. فالمكدوس المعلب والملوخية المعبأة وووإلخ لا طعمة لهم مقارنة مع "المنتج البلدي" أو "صناعة الأمهات".

تحكي "مريم" لسناك سوري عن حقيبة سفرها التي لم تجمع فيها أكثر من الملابس والأوراق في رحلتها الأولى. «كنت مندفعة للتجربة ولم يخطر ببالي أن أحمل معي أكثر من الأشياء الضرورية اللازمة وطبختين "ملوخية يابسة" ومرطبان "رب الفليفلة" وضعتها والدتي بين أشيائي باعتبار أنني عروس ويجب أن آخذ معي "مونة على قدنا"».

وتضيف: «كنت مصممة أنني لن أحتاج شيئاً وأن كل شيء متوفر في البلاد الجديدة. مع الوقت اكتشفت بأنني أفتقد للقهوة الشامية. وكنت أنتظر قدوم الطلبة السوريين لأوصيهم على كيلو "بن مع هال شامي محمص" وأشعر بسعادة عارمة حين تصل المنتجات السورية مع السوريين الذين يزورون البلاد».

مع الوقت "خلصوا طبختين الملوخية وكمان قطرميز الفليفلة"، تقول "مريم"، وتضيف أن أهلها حين سألوها ماذا تريد من سوريا. لم يخطر في بالها غير الملوخية، فوزنها خفيف ولن تشكل عبئاً على المسافرين القادمين.

«بأول إجازة عالبلد صار بدي أترك الحاجيات وأحمل معي ريحة الهال وطعم الورق عنب وكم قطرميز مكدوس. وشوية برغل ‘البرغل بسوريا ما بيشبه أي برغل بالكون" طعمته مميزة وحنونة متل ريحة تراب البلد». تقول "مريم".

يفتقد المغترب السوري حسام (29) عاماً "المكدوس السوري" خلال تواجده في ألمانيا. فلم يجمع الشاب في حقيبة سفره سوى أوراقه الرسمية وحاجيات أساسية أثناء  رحلة لجوئه التي بدأها بروسيا وانتهت به في ألمانيا مغادراً سوريا.

يقول الشاب لسناك سوري : «لم أحمل معي شيئاً من روح سوريا. افتقدت أشياء كثيرة أثناء وجودي في روسيا أهمها "المكدوس السوري" هالأكلة عظيمة ومعتبرة وما في شي ممكن يعوض عنها».

وفي ألمانيا اختلف الوضع قليلاً بسبب وجود أعداد كبيرة من السوريين. الذين يعدّون ما تحلم به من الأطباق السورية. يقول الشاب، ويضيف: «أنا بحالة ترقب لأي حدا جاي من سوريا لحتى وصيه على شغلتين "المكدوس السوري". من إيدين إمي و"الكريب ستوب" لأن الدواء السوري أهم من كل أدوية العالم برأيي».

 يتذكر أمجد (30) عاماً وهو مقيم في كندا رحلة السفر الأولى قبل عام ونصف. يقول لسناك سوري: «أول مرة سافرت ما أخدت معي أكل. ما كنت متوقع أصلاً إني رح أشتاق لأي أكلة بالبلد».

ويضيف: «الحقيقة أن الشنتة كانت مخصصة بجزء منها لطبخات الملوخية اليابسة اللي طلبوها مني رفقاتي هنيك». ولكن «مع الوقت اكتشفت لو هالشنتة بتوسع لشجرة البرتقال بحديقة البيت. ولشوارع المدينة وطقسها وللصبح مع إمي. كنت رح أحملهن كلهن بالشنتة وخبيهن».

لم يتوقع الشاب المفاجأة التي كانت تنتظره عندما فتح حقيبته في تلك الرحلة ليجد "الخبز والجبنة والشنكليش" بانتظاره. يقول: «ما بنسى البسمة اللي انرسمت على وجهي ولا الغصة لما شفت إمي مخبية ربطة خبز وعلبتين جبنة. وكم قرص شنكليش بلدي».

«يمكن مع الوقت والانشغالات تخف هالأشواق. بس الشي الوحيد اللي ما لقيتو هون وما قدرت أعمله هو الزعتر الحلبي لذلك بزيارتي الجاية للبلد رح تكون زاوية بالشنتة مخصصة للزعتر» يقول أمجد.

تختصر حقائب المغتربين السوريين ذكرياتهم عن البلاد. وتخبّئ في داخلها صوراً ومشاهد عن تفاصيل يصرّون على حملها معهم في رحلة اغترابهم التي تتجدد مع أي حدث أو مناسبة في غربتهم.

*المصدر: سناك سوري | snacksyrian.com
اخبار سورية على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com