بعد 24 عاماً على قمعه.. "منتدى الحوار الديمقراطي" يستأنف نشاطه في دمشق
klyoum.com
استأنف منتدى الحوار الديمقراطي، الأربعاء، نشاطه في العاصمة السورية دمشق، بعد توقف دام نحو ربع قرن نتيجة للقمع الذي تعرّض له في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، متعهداً بمواصلة النضال من أجل بناء سوريا جديدة، مدنية وديمقراطية.
وقالت جمانة سيف، رئيسة المنتدى وابنة المعارض السوري البارز رياض سيف مؤسس المنتدى عام 2001، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن إعادة افتتاح المنتدى اليوم تأتي بعد "24 سنة من الإغلاق"، معتبرة أن العودة إلى المنزل الذي احتضن أولى جلساته في بدايات ما عُرف بـ"ربيع دمشق" تحمل رمزية كبيرة، وتعيد التذكير بلحظة نادرة اتحدت فيها المعارضة السورية قبل أن يتم قمعها واعتقال قادتها.
تجربة قصيرة انتهت باعتقال المشاركين
وشهدت سوريا مع بداية حكم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد عام 2000 فترة انفتاح سياسي قصيرة، سُمح فيها بإنشاء منتديات حوارية تطالب بالإصلاحات، لكن تلك التجربة لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما أغلقت المنتديات وتعرض المعارضون، وبينهم رياض سيف، للاعتقال. قضى سيف حينها ست سنوات في السجن، بعد أن كان نائباً في مجلس الشعب.
وأقيمت الجلسة الافتتاحية الجديدة للمنتدى في منزل سيف في دمشق، بحضور عشرات المثقفين والشخصيات المعروفة بمعارضتها الشديدة للنظام السابق، وتناولت النقاشات قضية "السلم الأهلي والعدالة الانتقالية"، ضمن المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد حالياً، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، الذي تولى السلطة بعد إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وقال الكاتب والباحث في المركز العربي في واشنطن، رضوان زيادة، خلال مشاركته في الجلسة، إن إطلاق عملية العدالة الانتقالية في سوريا "في غاية الأهمية"، مؤكداً أن "زمن الإفلات من العقاب والمحاسبة قد انتهى".
من جهته، دعا منيف ملحم (75 عاماً)، القيادي السابق في حزب العمل الشيوعي الذي قضى 17 عاماً في سجون عائلة الأسد، إلى استمرار النضال من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية، وقال: "رغم الانفتاح النسبي، لا تبدو المؤشرات حتى الآن كافية لبناء دولة حديثة"، لكنه أكد أهمية المنتدى كخطوة نحو توحيد السوريين حول "مشروع المواطنة وكرامة الإنسان والحريات".
وشددت جمانة سيف في ختام الجلسة على أن المنتدى "مساحة لممارسة الحقوق والواجبات في بناء الدولة التي نحلم بها"، مؤكدة أن "العمل الجماعي والمستمر هو الطريق نحو تحقيق العدالة والحرية في سوريا".