اخبار سوريا

بي بي سي عربي

سياسة

الاشتباكات بين مقاتلين دروز والقوات السورية تلقي بظلالها على مقالات صحف عربية

الاشتباكات بين مقاتلين دروز والقوات السورية تلقي بظلالها على مقالات صحف عربية

klyoum.com

ألقت الاشتباكات التي وقعت في مناطق تقطنها الطائفة الدرزية في سوريا، بظلالها على مقالات في عدد من الصحف العربية التي حذرت من "الانقسام" و"الفتنة" داخل البلاد.

ووقعت هذه الاشتباكات بين مقاتلين دروز والقوات السورية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وسط شنّ إسرائيل غارات جوية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق وذلك للضغط على الحكومة السورية لحماية الطائفة الدرزية، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

نبدأ جولة الصحافة بمقال للكاتب السعودي، مشاري الذايدي، عبر صحيفة الشرق الأوسط، يقول فيه إن "سوريا حافلة بالتنوع الديني والطائفي، ولا يُمكن حكمها بصفة مركزية ذات لونٍ واحد".

ورأى الكاتب في مقاله بعنوان "سوريا وحِفظ الإخوان"، إن "حصافةُ الرُشد السياسي تكمن في بناء جامعة وطنية تستوعب الجميع بصدق، ولن تُفلح- حتى لو أرادت ذلك الآن أو لاحقاً- في إلغاء التمايزات الثقافية والدينية".

وأشار إلى أنه "رغم فداحة وخطورة ما جرى" ويقصد الاشتباكات التي حدثت، إلا أن "الخطير كان في استنفار الحالة الدرزية في بلاد الشام، من لبنان للأردن... لفلسطين، أو إسرائيل" على حد تعبيره.

الأكثر قراءة نهاية

وتحدث عن "وصايا جوهرية في عقيدة الطائفة الدرزية منها صدق اللسان وحِفظ الإخوان"، مشيراً إلى أن تحت هذه الأخيرة تكون "حالة التراصّ والتعاضد الدرزي- الدرزي، بصرف النظر عن جنسية كل درزي"، وأن هذا المفهوم "ربما ساعد، عبر التاريخ، في حفظ الطائفة قليلة العدد، غير التبشيرية، من الذوبان والفناء، رغم أهوال التاريخ في بلاد الشام".

الكاتب استشهد بتصريح الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، الذي قال "حفظ الإخوان يكون برفض التدخّل الإسرائيلي"، محذراً من "مشروع فتنة كبيرة تحرق الجميع".

تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي على واتساب.

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

ورفض التدخل الإسرائيلي من قبل جنبلاط "يؤكد نهائية الانتماء السوري العربي للدروز، في وطن سوري واحد"، وفق الكاتب، الذي قال إن "الفتن الدينية والطائفية ليست جديدة في بلاد الشام".

ولفت إلى أن "الواجب الأخلاقي والقانوني والتاريخي في حفظ الإخوان يقع على كاهل الدولة التي هي مسؤولة عن الجميع، من دون تفرقة، وبكل وضوح وحزم، وردع ومعاقبة كل الغُلاة المحرّضين"، محذراً من أن إسرائيل تريد تقسيم سوريا، وفق تعبيره.

واتفق الكاتب السوري رياض معسعس، مع ما جاء في المقال السابق، وقال "كل من يعتقد أن صب الزيت على نار الفتنة سيخدم مصالح هذا الطرف أو ذاك يكون مخطئاً" في مقاله الذي يحمل عنوان: "أيها السوريون احذروا الفتنة والتفكيك الطائفي" عبر موقع السوري اليوم.

وقال معسعس وهو رئيس تحرير هذا الموقع، إن "أول المتضررين (من الفتنة) سيكون هؤلاء الذين يدعون لتشكيل كيانات منفصلة تحت أي مسمى، ولن تكون بمصلحة سوريا كدولة مستقلة ذات سيادة يتمتع كل فرد فيها مهما كانت انتماءاته العرقية والطائفية".

وقال إن "الانقسام لا يخدم سوى دولة الاحتلال التي تلعب بذيلها بإثارة الفتنة والتحريض على الدولة السورية الجديدة".

وأشار إلى أن "التعميم في قضايا الاتهامات للمكونات السورية ليس صحيحاً فهناك شرائح عريضة في صلب هذه المكونات ترفض رفضاً قاطعاً إثارة الفتنة وتفكيك سوريا، بل هي تنادي أيضاً بسوريا واحدة موحدة".

"اجتثاث العنف الطائفي"

ودعت صحيفة ذا ناشونال في افتتاحيتها إلى "القضاء على العنف الطائفي في سوريا، لا إدارته"، وقالت الصحيفة إن "الاشتباكات تهدد بدفع البلاد نحو أزمة شاملة أخرى".

وتحدثت الصحيفة عن "آمال في أن تتمكن قوات الأمن من إعادة فرض النظام سريعاً، إلا أن هذه الآمال تصطدم بحقيقة أن سوريا لم تتعافَ بعد من موجة عنف مماثلة وقعت قبل أقل من شهرين".

وأشارت إلى الهجمات التي أودت بحياة 1400 شخص على الساحل السوري، معظهم من الأقلية العلوية، في مارس/ آذار الماضي، وقالت كان يجب أن تكون "فرصة سانحة للحكومة لضمان محاسبة من تثبت إدانتهم بارتكاب جرائم" لكن "رغم اتخاذ بعض الخطوات لم تكن العملية سريعة بما يكفي"، وفق تعبيرها.

وقالت إن "العمل الشاق الذي قامت به الإدارة السورية الجديدة لاستعادة العلاقات مع جيرانها مثل لبنان والعالم العربي الأوسع وأوروبا والولايات المتحدة معرض للخطر بسبب رؤية مسلحين يتبادلون إطلاق النار في ضواحي البلدات والمدن السورية".

ورأت الصحيفة أنه "يجب اجتثاث العنف الطائفي وليس وقفه، لضمان استمرار الدعم الدولي لمشروع سوريا لتحقيق الاستقرار في البلاد".

ودعت الصحيفة "الإدارة السورية الجديدة إلى تفكيك الميليشيات الخارجة عن القانون والبناء على الاتفاق الذي دُمجت بموجبه قوات سوريا الديمقراطية بهياكل الدولة، مشيرة إلى أن على دمشق تجديد وتوسيع حوارها الوطني لجميع الطوائف السورية لرسم مستقبل متفق عليه".

"على السوريين أن يقبلوا تنوعهم"

وقال الكاتب ماجد كيالي في مقال بعنوان "السوريون شعبٌ وليسوا مجرد مكونات" في صحيفة النهار اللبنانية، إن على السوريين والإدارة الجديدة الإدراك بأن بلدهم "يمر بمرحلة انتقالية صعبة ومعقدة، لا تتعلق فقط ببناء الدولة" بل بـ "بناء المجتمع، أو بصياغة إدراكات السوريين لذاتهم كشعب، أي كمواطنين".

وأضاف أن السوريين معنيون بـ "تعزيز صيرورتهم كشعب، وبتعزيز هويتهم، أو ولاءاتهم الوطنية، على حساب هوياتهم الأولية، الإثنية والطائفية والعشائرية والمناطقية، أي النظر إلى ذاتهم كمواطنين، أفراداً وأحراراً متساوين، ومستقلين عن كل تلك الانتماءات والهويات الأولية".

ورأى أن ذلك "شرط تحولهم إلى شعب بكل معنى الكلمة، وضمن ذلك اعترافهم وقبولهم بتنوعهم واختلافاتهم... باعتبار أن هذا التنوع يضفي عليهم حيوية، وكميزة إيجابية لهم".

وقال إن "مقاومة الاعتقاد بوجود محاولات داخلية أو خارجية لتقسيم سوريا لا تكون فقط بالشعارات أو بالحديث عن سيادة أراضي سوريا ووحدتها، ولا بالتسهيل له بالانجرار لمنطقه الهوياتي"، مشيراً إلى أن "التقسيم الجغرافي لا يمكن أن يحصل بدون تقسيم الشعب، بإبقائه عند حيّز الهويات الطائفية والإثنية والمناطقية والعشائرية، أو بمعنى آخر بالحؤول دون قيام دولة المواطنين، التي تجعل السوريين شعباً"، وفق تعبير الكاتب.

ويرفض الكاتب الحل الأمني في سوريا، قائلاً إن "الحل بالقوة العسكرية، وبالغلبة، هو الوصفة المثلى لتصدع الدولة والمجتمع، ولفتح الباب أمام التدخلات الخارجية، وضمنها الاستدراج للوقوع في الفخّ الإسرائيلي، عن قصد أو من دونه".

ودعا الكاتب المسؤولين في سوريا إلى الابتعاد عن استخدام مصطلح "مكونات" واصفاً إياه بـ "الخاطئ"، والذي "يفتح على مشكلات الهوية والعصبية والغلبة، ما يضر بالدولة وبوحدة المجتمع، فالشعب لا يتألف من مكوّنات، وإنما من مواطنين، أفراد، وأحرار، متساوين ومستقلين عن هوياتهم الأولية"، على حد وصف الكاتب.

سوريا تحتاج إلى "حوار شامل"

وفي صحيفة اليوم السابع المصرية، كتب أحمد جمعة، مقالاً بعنوان "ذكرى النكبة.. لعبة الطائفية الإسرائيلية داخل سوريا"، قال فيه إن "الظروف الجيوسياسية التي عصفت بالإقليم خلال العقود الماضية خدمت بشكل غير مباشر الأجندات الإسرائيلية التوسعية التي تسعى لتفتيت المنطقة باستخدام الطائفية والنعرات الحزبية، لتقسيم الشعوب وتفتيت الدول والأوطان وإضعاف الجيوش الوطنية العربية لصالح إسرائيل".

وأشار إلى أن "إسرائيل تحاول التدخل في الشؤون السورية عسكرياً أو سياسياً أو جغرافياً بمحاولة فرض واقع جديد في الجولان المحتل منذ سقوط حكم الأسد"، وفق تعبيره.

وتحدث عن محاولات إسرائيلية "حثيثة" لدعم خطط الأكراد بالسعي نحو إقامة نظام فيدرالي بعيداً عن مركزية دمشق، إلى جانب استخدام للدروز المتواجدين في إسرائيل لفتح خطوط اتصال مباشرة مع دروز سوريا، وسط تهديد من الحكومة الإسرائيلية للإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع باستهدافها حال استهدفت الفصائل المسلحة السورية للمكون الدرزي الأمر الذي يرفضه جزء كبير من الطائفة الدرزية، على حد تعبير الكاتب.

غير أن الكاتب قال إن "دروز سوريا يجب أن يشعروا بتحركات جادة تقوم بها حكومة دمشق لتعزيز السلم والأمن الأهلي والعمل بشكل حقيقي وجاد عبر حوار وطني شامل لمعالجة القضايا الشائكة بعيداً عن الخطابات البروتوكولية الشكلية".

وأضاف أن سوريا التي "تحتاج إلى حوار جامع وشامل يؤسس لدولة مواطنة تستوعب الجميع"، لن يتحقق لها ذلك إلا بـ "استراتيجية أمنية وعسكرية واضحة تجمع كافة الفصائل المسلحة تحت راية علم سوريا بعيداً عن المقاتلين الأجانب الذين يسيئون للنظام الجديد في سوريا".

وأشار إلى حاجة سوريا الجديدة إلى "دعم حقيقي ومساند من الدول العربية في معالجة الملفات الشائكة وتجاوز المنحنيات الصعبة التي تهدد وحدتها واستقلاليتها وسيادتها".

*المصدر: بي بي سي عربي | bbc.com
اخبار سوريا على مدار الساعة