اخبار سوريا

الجماهير

سياسة

مركز الأمل لعلاج الإدمان في عفرين: 125 حالة تعافٍ ضمن برامج مجانية وسرية تامة

مركز الأمل لعلاج الإدمان في عفرين: 125 حالة تعافٍ ضمن برامج مجانية وسرية تامة

klyoum.com

الجماهير|| محمد الشيخ..

الإدمان، تعريفه، أنواعه، مظاهر وأعراض الإدمان على المخدرات، كيفية ملاحظته من قبل الأشخاص والأهل، دور مركز الأمل في تقديم العلاج، الخِدمات المُقدَّمة مأجورة أم مجانية؟، مدى مراعاة المحافظة على السرية والخصوصية للمستفيدين، عدد المدمنين الذين تماثلوا للشفاء، أمثلة عن حالات النجاة، هل هناك منشآت طبية كافية لعلاجهم نسبة الى أعدادهم الكبيرة على أرض الواقع؟ مقترحات ونصائح للمعالجة أو الوقاية من هذه الآفة الخطيرة المتفشِّية، والتي تُلحِق أفدح الأضرار الصحية والنفسية والاقتصادية بالأفراد، وتهدد تماسك الأسر والمجتمعات والأوطان.

للإضاءة على هذه النقاط التقت صحيفة الجماهير عدداً من المدمنين، والمعنيين، ولتكن البداية مع الدكتور فراس السويدان مدير مشروع مركز الأمل المتخصص في علاج حالات الإدمان على المخدرات:

تعريف وأنواع الإدمان

الإدمان هو اضطراب متعدد العوامل (بيولوجية، نفسية، اجتماعية، بيئية) يُفضي إلى استمرار استخدام مادة رغم الضرر، مع فقدان السيطرة وتغيّرات في الدماغ.

وللإدمان عدة أنواع هي:

– على المشروبات الروحية

– على التدخين "النيكوتين"

– على المخدرات: وهو قسمان:

أـ المخدرات غير المرخّصة: استخدام مواد مُخدّرة محظورة قانونياً (مثل الهيروين، الكوكايين، الأمفيتامينات، الحشيش…الخ ).

ب ـ استعمال غير مشروع للدواء

أو سوء استخدام أدوية طبية (مثل المهدّئات، الحبوب المنوّمة، المسكِّنات الأفيونية).

ويُعدّ الإدمان على المخدرات أخطر الأنواع من حيث الأذى الصحي، النفسي، الاجتماعي، والقانوني.

مظاهر وسلوكيات متعددة

المدمن على المخدرات يظهر عليه ما يلي:

تغيّرات في السلوك اليومي: مثل الاختلاف المفاجئ في الأصدقاء، العودة متأخّراً إلى المنزل، تغيّر في الهوايات، فقدان الرغبة في أنشطة سابقة.

تغيّرات نفسية أو مزاجية: نوبات غضب، تغيّرات مفاجئة في المزاج، الانطواء أو العزلة.

تغيّرات جسدية: تعب غير مبرّر، تهيّج، فقدان الوزن أو شحوب، تغيّرات في مظهر الملابس أو النظافة.

تغيّرات في الأداء الأكاديمي أو المهني: تدنٍّ مفاجئ في الأداء، غيابات متكررة، تراجع في الحافز.

علامات الإنفاق: إنفاق مفاجئ أو غياب للمال، فقدان الممتلكات، أو سرقة صغيرة لتأمين المال أو المادة.

وجود مواقف إنذارية: استخدام المادة المخدرة حتى في أوضاع خطرة (قبل قيادة سيّارة)، استمرار الاستخدام بالرغم من معرفة الأذى.

تغيّر العلاقة مع الأهل: مثلاً يكذب بشأن الاستخدام، أو يتجنّب الحديث عن الموضوع، أو يعود إلى الصحبة التي تشجّعه على ذلك.

أكثر المواد المخدرة انتشاراً

توجد دراسة متخصصة أظهرت أن أكثر المواد استخداماً في سورية هي الحشيش (القِنّب) تليها الهيروين، كذلك هناك انتشار حديث لمواد جديدة مصنّعة (مثل الأميفيتامينات، الحبوب المُركّبة مثل (كبنتاغون).

إن المواد المخدّرة المصنّعة تميل إلى الانتشار بسبب سعرها النسبي الأقل، وتوفّرها مقارنةً بالمواد الأفيونية التقليدية.

إنّ الحبوب الدوائية (مثل المسكنات الأفيونية، المهدّئات، المنوّمة) تشكّل أيضاً خطراً كبيراً في سوء الاستخدام، وغالباً ما يبدأ من وصفة طبية أو تداول غير قانوني للدواء.

الأمل للتعافي

إن علاج الإدمان على المخدرات بحاجة الى توفر مراكز متخصصة لديها كوادر مؤهلة ومدربة ، ومن الأمثلة عليها مركز الأمل لإعادة التأهيل الذي تم افتتاحه في 20/12/2024 ، حيث يقع في مدينة عفرين ،حي الأشرفية، شرق شارع السرفيس ، قرب جامع الجيلاني ، وهو يستقبل الأشخاص المدمنين ، أو الذين يُظهرون علامات استخدام مفرط أو خارج السيطرة للمواد أو الحبوب، وتقديم خدمات شاملة تتضمن : التقييم الطبي والنفسي، إزالة السموم ، التوعية والتأهيل النفسي، الدعم الاجتماعي وإعادة الدمج ،العمل على الوقاية، التوعية المجتمعية، دعم الأهل، تقوية الشبكة الاجتماعية، ومنع الانتكاس.

كادر متكامل

يضمُّ المركز ـ المدعوم من منظمتي مارس وشفق ـ فريقاً طبيًّا وإداريًّا ولوجستيًّا متكاملاً (أكثر من 100) موظف وموظفة، إضافة إلى سيارات خاصة بالمركز.

خِدمات متنوعة مجاناً

– حاليًّا يوجد 8 مستفيدين مقيمين، ويستوعب المركز 20 مستفيداً مقيماً بنفس الوقت (14 ذكراً و6 إناث).

-المراجعون يوميًّا للعيادات الخارجية بين 20-45 مراجعاً ومراجعة.

-العيادة النقالة والتي تقدم خدماتها يوميًّا لأكثر من 40-50 مستفيداً.

– يوجد أرقام واتس لتقديم الخدمات:

دعم نفسي 352681555583+

تواصل وحجز 352681555582+

– مدة العلاج

إن مدة علاج المدمنين هي 21 يوماً، بينما مدة المتابعة تكون حوالي 3 أشهر بعد تخريجهم من المركز.

كافة خدمات المركز مجّاناً بالكامل (إقامة، أدوية، تدفئة، طعام).

تعافي 125 شخصاً

بلغ عدد المستفيدين الكلي الذين استقبلهم المركز (208) مستفيدين منهم 203 ذكور و5 إناث، وكانت تتراوح أعمارهم بين 18 – 59 سنة.

تم تخريج 125 في طور التعافي، واستمرار الامتناع عن سوء استخدام المواد.

السرّية من أولويات العمل

السرية التامة هي من أولويات العمل كونها من مبادئ وأخلاقيات العمل الإنساني؛ حيث يتم التأكيد عليها بشكل واضح للمستفيد والأهل في بداية التسجيل وخلال رحلة التعافي؛ لأنها تعزز الثقة مع المستفيد بالإضافة الى حمايته من تبعات عدم السرية مثل خسارة العمل، والوصمة والخوف إذ يتم التأكيد على السرية.

ناجون من الكارثة

من الأشخاص الذين تمت معالجتهم، ونجحوا في حياتهم:

– ن. ص 35 سنة ، المهنة خياط ، وقع في فخ الإدمان بسبب ساعات عمله الطويلة.

– ك. س 44 سنة ، المهنة صيدلاني

، الفضول أوقعه في شرك الإدمان.

– خ. د 28 سنة ،المهنة حلواني، رفاق السوء كانوا سبب وقوعه في الإدمان.

رحلة من الإدمان إلى التعافي

– (م. ج) 31 سنة ، متزوج ، كان يتعاطى المواد المخدرة (إتش بوز ـ كبتاغون ـ حشيش) ، بدأ الإدمان عن طريق أصدقاء بدافع الفضول ، ساءت أحواله، وحدثت خلافات مع زوجته دفعتها إلى ترك المنزل ، غير أنها اشترطت عليه مع أهلها ألا تعود قبل أن يتعالج ، بالإضافة إلى ما أصابه من تعب جسدي وضيق نفسي ، حيث أصبح في عزلة عن أصدقائه ، وكذلك تقاعسه عن العمل أدى الى حالة فقر.

كل ما سبق كان الحافز إلى المجيء إلى المركز، وجرت إعادة الأمور إلى مجراها الصحيح مع زوجته.

رسالته الى المدمنين أن يأتوا إلى المركز لتلقي العلاج، والابتعاد عن المواد المخدرة لأنها مضرة بحياتهم على كافة الأصعدة الجسدية والنفسية والاجتماعية والمالية وقد تؤدي باللاوعي إلى ارتكاب جرائم كما حدث مع العديد من المدمنين.

الشباب في عين العاصفة

لا توجد إحصائية دقيقة للمدمنين على المخدرات على مستوى سورية، غير أن المؤشرات على أرض الواقع تنبئ بأنها وصلت إلى عتبة مقلقة للغاية، وإن الفئة العمرية الأكثر انتشاراً فيها هي الشباب بين (18-30) سنة.

إنّ أهم أسباب الإدمان: الفقر، البطالة، المشاكل العائلية، رفاق السوء، غياب مراقبه الأهل، توفر المادة وسهولة الوصول وحالة الحرب.

ندرة مراكز العلاج

وفي مقابل الأعداد الكبيرة للمدمنين

لا توجد بيانات موثوقة حديثة تشير إلى عدد المراكز بدقة في سورية، أو السعة التي تستوعبها.

إحدى الدراسات قالت إن المركز الذي شمله البحث هو (في دمشق)، وقد كان قادراً على استيعاب العشرات من المدمنين فقط، بينما المشكلة كانت تشمل آلافاً عديدة، الأمر الذي يتطلب افتتاح مراكز عديدة لمعالجة الإدمان على المخدرات بمختلف أنحاء القطر.

مقترحات ونصائح

هناك مجموعة من النصائح والمقترحات من أجل التعاون لمعالجة الإدمان، والوقاية منه، وهي:

للأهل:

مراقبة تغيّرات سلوك الأبناء، وإجراء حوار مفتوح، تقوية البيئة العائلية، تعزيز الانتماء والمشاركة، التعرف على العلامات المبكرة للإدمان، الاستعداد للتدخّل المبكر، والتشجيع على العلاج قبل تفاقم الحالة.

للمدمنين:

إن الاعتراف بوجود المشكلة هو الخطوة الأولى في التعافي، البحث عن دعم مختص، الالتزام بخطة العلاج والمراجعة لتجنّب الانتكاس، تغيير الأصدقاء إذا كانوا يشجّعون استخدام المواد المخدرة، وإيجاد نشاطات بديلة.

للشباب عموماً

معرفة مخاطر المواد، الحبوب، المخدّرات ليس فقط من الجانب القانوني، بل الصحة النفسية والجسدية، بناء مهارات الحياة كإدارة الضغوط، ورفض الصحبة السيّئة، وتطوير طموح ومشاريع، المشاركة في الأنشطة الإيجابية كالرياضة والفن والتطوع لتعزيز الانتماء وإشباع الحاجات النفسية بمصادر صحية.

الجهات الحكومية

التربية: أن تتضمن المناهج المدرسية معلومات عن التوعية بمخاطر الإدمان والحبوب الدوائية، تدريب المعلمين والمرشدين على العلامات المبكرة والتعامل مع الطلاب.

الإعلام: إطلاق حملات إعلامية مستمرة تُقدّم معلومات دقيقة، قصص نجاة، وتُزيل الوصم المرتبط بالإدمان.

الصحة: تطوير البُنى التحتية لعلاج الإدمان، تسجيل بيانات وإحصائيات موثقة، تعزيز وحدات معالجة الإدمان في المستشفيات، وتأهيل الأطباء النفسيين والمتخصّصين.

الأوقاف والمجتمع المدني: الاستفادة من المساجد والبيئات الدينية لتقديم برامج وقائية، دعم التأهيل الروحي والاجتماعي، التعاون مع الجمعيات الخيرية لتوفير بيئات بديلة للشباب.

الداخلية: الملاحقة الصارمة للتجّار والمُصنِّعين والمروِّجين والمتعاطين للمخدرات، داخل القطر، وتشديد الرقابة على المنافذ الحدودية.

متفرقات: وضع تشريعات للحدّ من الترويج للمواد المخدّرة، وتنظيم عملية صرف الحبوب الدوائية لمنع التوزيع غير المشروع لها، ومراقبة عمل الصيدليات والدوائر المعنية، الحرص على القيام بمشاريع تؤمن فرص عمل كثيرة وخاصة للشباب

*المصدر: الجماهير | jamahir.alwehda.gov.sy
اخبار سوريا على مدار الساعة