اخبار سورية

الوسط

ثقافة وفن

د.نجاة مكي … الريادة في الفن تعني زيادة في حجم المسؤوليات

د.نجاة مكي … الريادة في الفن تعني زيادة في حجم المسؤوليات

klyoum.com

د.نجاة مكي ليست فقط إحدى أهم فنانات التشكيلي في الإمارات، بل هي أول فنانة تشكيلية في بلدها، وأول فتاة ابتعثت من دبي لدراسة الفنون في كلية الفنون الجميلة في القاهرة. فحصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في التشكيل والنحت الزخرفي والمعادن.. كما نالت منها درجة الدكتوراه في فلسفة الفن عام 2001، وهي لا تزال أول تشكيلية أكاديمية تحمل شهادة الدكتوراه في الإمارات.

وإلى جانب كونها رائدة الفن المعاصر الإماراتي. هي عضو مجلس دبي الثقافي. وعضو لجان تحكيم مسابقات دولية.. ولديها عشرات المعارض داخل وخارج الإمارات، وعشرات الجوائز وشهادات التكريم، من ضمنها معارض وجوائز من سوريا.

نتوقف مع تجربة د.نجاة مكي خلال ثلاثة عقود، وكيف تطورت تجربتها وانتقلت من مرحلة إلى أخرى، وبالطبع سنتطرق إلى أهم المعارض التي أقامتها، والجوائز التي حصدتها. وأي الأفكار والنصوص اللونية كانت هاجسها، ورأيها في الحركة التشكيلية في الإمارات.

"علامات فارقة"

عن بداياتها الفنية تقول د.نجاة مكي:

"اكتشفت موهبة الرسم وصناعة الألعاب الشعبية منذ طفولتي، حيث كانت البداية مع تصنيع الدمى من القماش والأدوات التي توفرها البيئة حينها، من سعف نخل وأحبال وماشابه ذلك. لكن موهبتي تحولت إلى التشكيل ونمت مع الوقت. فعشت حلم الفن وشغفه بدءاً من مقاعد المدرسة في السبعينيات وصولاً إلى دعم وتشجيع شيوخ الإمارات وقادتها، سواء من خلال ابتعاثي لدراسة لفن أو من خلال حضورهم الشخصي الكريم لمعارضي، وأحدثها معرض "علامات فارقة" ما يعني لي تقديراً كبيراً يشعرني المسؤولية".

تضيف: "يشكّل هذا الدعم بحد ذاته علامات فارقة في حياتي الفنية. فالريادة في الفن أو أي مجال تعني المزيد من المسؤولية، لأنك في أحيان كثيرة تصبح قدوة أو مثلاً للآخرين".

.

"إرادة وتصميم"

في أواخر السعينيات، ومع نشوء دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت الاهتمامات الأكاديمية لدى الفتيات تتجه للدراسة في كليات (التربية والتعليم، الآداب، اللغات والترجمة، التاريخ والجغرافية، الدراسات الإسلامية)… ولم تكن دراسة الفنون مطروحة آنذاك، أو من ضمن الرغبات والخيارات المتاحة لهن. تقول د.نجاة مكي في ذلك:

"على الرغم من أن عشقي لدراسة الفن كان يحظى بتشجيع من أسرتي وثانويتي وأولياء الأمر في إمارة دبي، لكن التوجه لدراسته أكاديمياً كان أشبه بمفاجأة أو صدمة (!) لكن في عام 1977 سافرت للدراسة الجامعية في القاهرة- ونجحت وتفوقت وتخرجت، وعشت مشواري الفني، من أول درجات السلم حتى أعلاهن وأنتجت الكثير من اللوحات التعبيرية والواقعية والتجريدية المليئة بالانفعالات الوجدانية والعاطفية.. وحفرت لنفسي بالإرادة والتصميم والتحدي، مكاناً بين صفوف الفنانين الإماراتيين والعرب، كفنانة وباحثة في التقنيات الفنية. هذا فضلاً عن أنني حظيت بدعم (معظم) الفنانين العرب الذين تأثرت بهم مثل: محمود مختار، ومحمد سعيد، وحامد ندا، والإخوة وانلي، وسعيد الصدر، ولؤي كيالي، وفاتح المدرس وغيرهم".

"عالم البحر"

إلى جانب تلك المجموعة من التشكيليين المبدعين، تأثرت د. نجاة مكي بطبيعة البيئات الإماراتية البرية والبحرية والتراثية في فنونها، خاصة عالم البحر الذي نال قسطاً كبيراً من أعمالها الفنية. تبعاً لكون البيئة البحرية تمتد أمواجها لتصل إلى وجدان كل إماراتي، إذ كان البحر يُشكل لأبناء المنطقة: الخير والرزق من صيد وتجارة وتواصل مع الآخر، فكيف بالفنانة المفعمة بالإحساس؟

تقول د.نجاة مكي في ذلك:

"كان البحر مصدراً لإلهامي وإنتاجي الفني.. عندما أنظر إليه أشعر بنفسي وقد تحررت تماماً، هناك أحيا الجمال الخالص والمتعة الخالصة، من خلال مشهد الشواطئ والصيادين وشباك الصيد والنوارس وهي تحلق فوق البحر، وروعة الأمواج وعظمة البحر وهيبته وعوالمه التي عاشها أجدادي وآبائي.. لذلك رسمت البحر ضمن كل المدارس الفنية".

"المرأة والمجتمع"

صحيح أن د.نجاة مكي تطرح في نصوصها اللونية قضايا المرأة، وتصورها على هيئة طوباوية، وقدمت عدة معارض معنونة باسم المرأة. وتعمل جاهدة لدعمها وتنويرها وتثقيفها. لكن هذا لا يعني غياب الرجل عن لوحاتها، تقول: "تركيزي في الفن لا يقتصر على المرأة دون الرجلن فهذا تحيز ضد الإنسان والفن معاً. من جهتي ليس في الأمر تعصباً ولكن المرأة الفنانة قادرة على تحسس مشاكل المرأة. وعبر ريشتي أعبر عن همومها وأحزانها وأفراحها وكذلك أفراحها وأمالها وإنجازاتها. أتناول كل جوانب حياتها، لأن التوازن يختل إذا تناولت جانباً وتركت جانبا آخر".

تشير د.نجاة مكي إلى نقطة مهمة تخص دور الفنان حيال مجتمعه: "أدرك جيداً دوري كفنانة في المجتمع وأؤمن بأن للفن دوراً اجتماعياً مهماً، لهذا أسهمت في الحقل التعليمي لتشجيع الشباب من الفنانين وتعليمهم أساسيات علم الرسم والنحت. إذ أقوم بندريس الفنون وتنظيم الندوات ورعاية الأطفال في مجال الفنون، وكذلك إطلاق بعض الدورات في مجال النحت والرسم التي ترعاها الجمعيات الرسمية والأهلية.. لأن الفن مهم جداً للأطفال والشبان، بوصفه ينمي إدراكهم تجاه الحياة والإنسانية ويجعلهم أقدر على تلمس مهاراتهم وصقل مواهبهم.

"أعمال مضيئة"

لعل أجمل تعليق قرأته حول معرض د.نجاة مكي الأخير "أنا أكتب بالألوان" في دبي. "أن المعرض يشير إلى مدى تطور تجربة مكي التشكيلية، وإلى ازدهار الحركة التشكيلية في الإمارات".

تقول حول ذلك: "ضم معرض "أنا أكتب بالألوان"  35 عملاً فنياً مسطحاً ومجسماً، منفذة بألوان الأكريليك وبالزجاج، بعضها بالصيغة التقليديّة، وبعضها الآخر يمكن إدراجه ضمن مفهوم تدوير الأشياء المستعملة في الفن، وفي المعالجتين حاولت الحفاظ على شخصيتي الفنية. والأعمال تنتمي لفصيلة الألوان الفسفورية القوية والمتضادة والمضيئة".

تضيف: "من جهة أخرى أعتقد أن التشكيل -إلى جانب الشعر الشعبي- أهم الإبداعات المزدهرة لدينا، فالحركة التشكيلية ناجحة ومتطورة، تتيح لنا تقديم تجارب متنوعة ومختلفة. وآمل أن أعرض أعمالي في سوريا، فقد سبق أن قدمت أكثر من معرض في اللاذقية ودمشق، ونلت جائزة تكريمية إبان مشاركتي في مهرجان المحبة".

*روعة يونس

لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

الوسوم

*المصدر: الوسط | midline-news.net
اخبار سورية على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com