ما تأثير رفع العقوبات الأمريكية على الاقتصاد السوري..؟
klyoum.com
بعدما ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين، إلى احتمال رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، رأى الكثير من المحللين أن ذلك سوف يكون له الكثير من المنعكاسات الايجابية على الاقتصاد السوري فيما لو قررت أمريكا رفع العقوبات بالفعل.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء اليوم الثلاثاء، رفع العقوبات، بالفعل. لكن الآراء الآتية تم تسجيلها قبيل الإعلان الرسمي لرفع العقوبات.
ورأت الأكاديمية والمحللة الاقتصادية لانا بادفان أن "رفع العقوبات الأمريكية يمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في الاقتصاد السوري، حيث سيسمح بفتح الأسواق أمام البضائع والسلع الأساسية، مما يسهل الحصول على المواد الغذائية والدوائية"، كما "سيفتح المجال أمام مشاريع إعادة الإعمار التي تحتاجها البنية التحتية المتضررة من النزاع، بما يشمل بناء المدارس والمستشفيات والطرق".
وقالت بادفان في تصريح لموقع "العربية نت": "رغم التخفيف المحتمل للعقوبات الأمريكية، تبقى هناك تحديات كبيرة تواجه هذا المسار، بما في ذلك استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والتهديدات الأمنية، فالأوضاع الحالية تتطلب استعادة الثقة بين مختلف فئات المجتمع السوري، وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية"، وفق تعبيرها.
كما أضافت أن "رفع العقوبات ينبغي أن يشمل إجراءات تضمن الشفافية ومكافحة الفساد، بحيث تستخدم الموارد بشكل فعّال في إعادة الإعمار والتنمية المستدامة. لذا، فإن الحلول الفعالة تتطلب تنسيقاً بين الجهود الدولية والمحلية، لضمان أن يكون رفع العقوبات خطوة نحو تحقيق سلام دائم واستقرار شامل، وليس مجرد إجراء اقتصادي بحت".
بدوره المحلل الاقتصادي عابد فضلية في تصريح لذات الموقع، قال إنه "ربما من المبكر الحديث عن حجم التأثير الإيجابي لرفع العقوبات الأمريكية الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، خاصة أنه لم يُعرف بعد حدود وطبيعة هذا التخفيض وتوقيت ذلك".
وقال فضيلة: "باعتبار أن التخفيض الأمريكي للعقوبات سيليه قرار أوروبي مماثل ومن جهات أخرى، فهذا لا يعني تحقيق رخاء اقتصادي واجتماعي فوري، لكنه سيخلق مبدئياً مناخاً استثمارياً إيجابياً وقوياً للمستثمرين السوريين وغير السوريين".
وتابع أن "هذه القرارات ستنعكس أيضاً على التعاون الاقتصاد الدولي السوري - الأجنبي، لذا فإن مسألة رفع العقوبات ليست هي بذاتها الحل السحري لأزمات الاقتصاد السوري بل الأهم هو الانفتاح وحجم الاستثمارات التي ستليها، والمتوقع أنها ستكون هائلة على المديين المتوسط والطويل".
إلى ذلك، أشار الأكاديمي والخبير الاقتصادي السوري عمار يوسف إلى أن "إلغاء العقوبات الأمريكية يعني فتح الباب أمام المستثمرين، خاصة أن البلاد تعرّضت لدمار كبير وتعد اليوم أرضاً خصبة لمشاريع كثيرة كإعادة الإعمار والاستثمار في قطاعي النفط والطاقة والسياحة والزراعة".
وأضاف أن هناك معوقات كبيرة أمام الاقتصاد السوري، لكن رفع العقوبات مسألة ضرورية وفي غاية الأهمية، وستساهم في استعادة ما خسرته البلاد جراء الحرب من خلال إعادة الإعمار وعودة الإنتاج المحلي في قطاعات متعددة".