صحيفة إسرائيلية : " تطور غير متوقع .. من هم المسؤولون الإسرائيليون الذين التقوا الجولاني ؟ "
klyoum.com
في ظل اجتماع نادر وسري، كشف الدكتور جاك نيريا، المستشار السياسي السابق لإسحاق رابين والباحث البارز في “المركز المقدسي”، أن زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني يخشى من تعزز العلاقات الإسرائيلية مع الدروز والأكراد، وهو ما قد يُضعف سلطته ويُهدد بقاء نظامه.
وبحسب تقرير صحيفة “معاريف”، جرى اللقاء في أبو ظبي بتاريخ 13 أبريل/نيسان، بحضور الجولاني وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، في خطوة قد تشكل تحولًا في العلاقات المتوترة بين إسرائيل وسوريا. لكن السؤال المطروح: هل هي بداية انفراجة حقيقية أم مجرد مناورة تكتيكية؟
يرى نيريا أن ثمة “تقاطع مصالح أمني نادر بين سوريا وإسرائيل”، موضحًا أن الجولاني “قلق من التعاون الإسرائيلي مع الأقليات مثل الدروز والأكراد، ما قد يهدد استقرار سلطته”. في المقابل، فإن إسرائيل “لا ترغب بوصول الجهاديين والميليشيات إلى حدودها”.
ويضيف نيريا أن التفاهم قد يتم عبر “اتفاق غير معلن”، ينص على منح إسرائيل حق التدخل لمنع أي تسلل من قبل ميليشيات معادية إلى الجولان، مقابل تعهّد النظام السوري بعدم استهداف الدروز أو الأكراد، قائلاً: “بهذه الطريقة، يمكن للطرفين التعايش”.
كان أحد محاور النقاش الرئيسية في الاجتماع هو الترتيبات الأمنية في منطقة جبل الشيخ. وعلّق نيريا على ذلك بقوله: “لطالما كان هذا الجبل بمثابة العين والأذن لإسرائيل… إنه نقطة استراتيجية تمنح رؤية شاملة نحو الجنوب والشمال وحتى دمشق”.
وأشار إلى أنه “في حال اقتنعت إسرائيل بصدق نوايا النظام السوري، يمكن حينها إعادة فتح النقاش حول ترتيبات أمنية جديدة على طول الحدود، بما في ذلك مناطق العزل، ووضع أسس جديدة للأعوام الخمسين المقبلة”.
في أعقاب هذه المحادثات، وردت تقارير عن اعتقال عناصر من “الجهاد الإسلامي” في سوريا، لكن نيريا يرفض اعتبار ذلك بادرة تجاه إسرائيل، موضحًا: “الجولاني لديه خصوم داخليون، من بينهم حزب الله، حماس، الإيرانيون، والجهاد الإسلامي، وهو يحاربهم كجزء من سعيه لفرض النظام”.
وأضاف أن “سوريا اليوم تفتقر إلى الاستقرار، فهناك قرابة 20 مجموعة جهادية تحت قيادة الجولاني، والعديد منها لا يخضع لسلطته الكاملة. لذلك، فإن أولويته الآن هي البقاء، وترسيخ حكمه على المدى القصير”.
يرى نيريا أن المخاطرة بفتح الحوار مبررة، قائلاً بحزم: “لا أعتقد أن هناك مخاطرة. أتذكر ما قاله لي رابين: إذا كان الطريق إلى السلام يمر بلقاء مع الشيطان، فسنذهب ونلتقيه. علينا تجربة كل شيء”.
وبنظرة استراتيجية أشمل، يؤكد نيريا أهمية سوريا في خارطة التوازن الإقليمي، موضحًا: “سوريا عنصر محوري في المعادلة الاستراتيجية المحيطة بإسرائيل. يمكن من خلالها إنشاء محور بديل يواجه النفوذ الإيراني الممتد من لبنان، عبر سوريا، إلى العراق، فجنوبًا نحو السعودية ودول الخليج”.
ورغم ذلك، تبقى إسرائيل حذرة، شأنها شأن الولايات المتحدة. ويختم نيريا: “الأميركيون يريدون رؤية خطوات عملية قبل التفكير في تخفيف العقوبات، والتي تُعد ضرورية لبقاء النظام السوري. وفي النهاية، الاختبار الحقيقي سيكون في الأفعال لا في الأقوال”.
* العنوان والنص لصحيفة معاريف الإسرائيلية