تقرير: لا يمكنك بدء حرب جديدة كل بضعة أيام.. الخلاف بين تل أبيب وواشنطن يتعمق بشأن دروز سوريا والشرع
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
بيان رئاسي حول الأحداث الدامية في الجنوب السوريكشف تقرير نشره موقع "المونيتور" أن الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة يتعمق بشأن دروز سوريا والرئيس السوري أحمد الشرع.
وجاء في التقرير المعنون: "لا يمكنك أن تبدأ حرباً جديدة كل بضعة أيام": الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة يتعمق بشأن دروز سوريا والشرع" لبن كاسبيت، وهو كاتب عمود في قسم "نبض إسرائيل" (Israel Pulse) في موقع "المونيتور" وكاتب عمود ومحلل سياسي بارز في صحيفتي "معاريف" و"واللا" الإسرائيليتين:
أدت الاشتباكات الطائفية الدامية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وما تبعها من ضربات عسكرية إسرائيلية دفاعا عن الدروز المقيمين هناك، إلى وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق. فقد وجد نفسه بين ضغوط داخلية من الأقلية الدرزية الصغيرة في إسرائيل لحماية إخوانهم في سوريا، وبين تردده في إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى كسب ودّ الحكومة السورية بقيادة أحمد الشرع، ويدفع نحو التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا.
وقال نتنياهو يوم الخميس إن إسرائيل اعتمدت سياسة واضحة تقضي بـ"نزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق، من مرتفعات الجولان وحتى منطقة جبل الدروز (جبل العرب)، هذه هي القاعدة الأولى. القاعدة الثانية هي حماية إخوتنا، الدروز في جبل الدروز".
لكن بعد ظهر الجمعة، قال مسؤول سياسي إسرائيلي لم تُكشف هويته لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل ستسمح لقوات الأمن الداخلي السورية بدخول السويداء لمدة 48 ساعة. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن هذه الخطوة تأتي ضمن "جهد محسوب لمنع المزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية الشرقية لإسرائيل". كما صرح مسؤول دبلوماسي لموقع "المونيتور" أن هذا القرار جاء بعد ضغوط أمريكية لتخفيف التوتر والسماح للحكومة السورية بدخول المنطقة.
التحالف الإسرائيلي-الدرزي
ترتبط إسرائيل بتحالف مع مواطنيها من الطائفة الدرزية، الذين يشكلون أقل من 2% من السكان، وهم مندمجون في المجتمع الإسرائيلي ويشغلون مناصب رفيعة في الجيش والشرطة. وردا على ضغوط من قادة المجتمع الدرزي في إسرائيل، وسعيا أيضا لإبعاد الجماعات المتطرفة عن الحدود الجنوبية والغربية لسوريا، شنّت إسرائيل هذا الأسبوع ضربات استهدفت مواقع حكومية في قلب دمشق، وكذلك دبابات سورية قرب السويداء.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه: "كانت تلك رسالة للرئيس أحمد الشرع. عليه أن يعلم أنه إذا استمرت الانتهاكات بحق الدروز، فسيدفع ثمنا شخصيا وثقيلا للغاية".
وفي مكالمة هاتفية جرت يوم الخميس، أبدى ترامب لنتنياهو بوضوح استياءه من القصف الإسرائيلي في سوريا، وفق ما أكده مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع لـ"المونيتور". وكان ترامب قد التقى بالشرع في مايو الماضي في السعودية ورفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن سوريا دعما لإعادة الإعمار بعد الحرب.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء بين المكونات الدرزية والبدوية المتنازعة في السويداء، وانسحاب القوات الحكومية التي أُرسلت لتهدئة العنف، إلا أن الاشتباكات استؤنفت يوم الخميس، وعادت القوات الحكومية إلى المدينة.
وبحسب المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي سعى لتجديد الهجمات في السويداء، لكنه واجه اعتراضا أمريكيا. وفي هذه الأثناء، عبر مئات الدروز الإسرائيليين الحدود إلى سوريا، مخترقين السياج، لمساعدة أفراد عائلاتهم هناك.
وقال ضابط درزي رفيع في الجيش الإسرائيلي لزملائه اليهود: "لا يمكنك أن تقف مكتوف اليدين".
ونقل ضابط إسرائيلي آخر حضر الحديث، وتحدث إلى "المونيتور" بشرط عدم الكشف عن اسمه، عن زميله الدرزي قوله: "تخيلوا أن بلدة يهودية محاصرة الآن وتتعرض لهجوم من متطرفين. أنتم ترون الصور والمشاهد والفيديوهات. لقد قتلوا عائلات بأكملها. قُتل المئات من إخوتنا الدروز، وأهينوا. وتم اغتصاب بناتهم. لا يمكن لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي".
وفي صباح الجمعة، أمر وزير الخارجية جدعون ساعر بإرسال حزم مساعدات إنسانية للدروز في السويداء، شملت مواد غذائية وإمدادات طبية.
تحدٍ لواشنطن؟
تجد إسرائيل نفسها في ورطة.
قال المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي إن "واشنطن لا تفهم هذه التطورات"، موضحا أن الأمريكيين ينظرون إلى القتال على أنه حرب عشائرية محلية. ونقل عن مسؤول أمريكي كبير قوله لنظيره الإسرائيلي: "لا يمكنكم أن تبدأوا حربا جديدة كل بضعة أيام. نحن نحاول تهدئة الأوضاع وتقليل عدد الحروب والجبهات، وأنتم تفعلون العكس".
ويشير الأمريكيون إلى دعوات الشرع هذا الأسبوع للتهدئة، وتعهده حماية الأقلية الدرزية. كما اتهم الزعيم السوري إسرائيل بمحاولة زرع الفتنة وجر الدروز لإضعاف محاولات حكومته فرض السيطرة على الدولة المتصدعة.
وأثناء محاولة قادة إسرائيل فهم ما إذا كانت الحكومة في دمشق متورطة في الاشتباكات، أو إن كانت تحاول احتواءها، باتت التطورات تهدد أشهرا من التقارب بين البلدين بوساطة أذربيجانية وتركية وأمريكية. الحديث عن اجتماع محتمل بين نتنياهو والشرع، وعن حلم قديم لدى الإسرائيليين بزيارة أسواق دمشق، تبدد هذا الأسبوع لتحلّ محله الشكوك العميقة.
بالنسبة للبعض، كان ذلك تأكيدا لتحذيراتهم المستمرة من أن الشرع لا يزال متطرفًا في جوهره، وأن انفتاحه ذا الطابع الغربي ليس سوى قناع يخفي جذوره المرتبطة بالقاعدة. وزير شؤون الشتات أمنون شيكلي، المعروف بتشدده، عبّر عن هذه الشكوك بمنشور باللغة الإنجليزية على منصة "إكس"، داعيا حتى إلى اغتيال الشرع.
خلال زيارة الشرع.. على ماذا تفاهم السوريون والإسرائيليون في باكو؟
وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع ل"المونيتور"، طالبا عدم الكشف عن اسمه: "في البداية، اعتقدنا أنها حادثة محلية خرجت عن السيطرة. لكن مع مرور الأيام، أدركنا أنها حادثة مخططة، وأن الحكومة السورية كانت جزءا منها أو على الأقل على علم بها. الشرع يرتدي بدلة وينفذ حملات ابتسامات حول العالم، بينما رجاله يرتدون الزي العسكري، ويعتلون الشاحنات، ويشنّون حربًا على كل من ليس منهم".
ويُظهر قادة الدروز في سوريا انقساما تجاه الحكومة الجديدة، حيث يدعو البعض إلى وقف إطلاق النار والمصالحة، في حين يرفض آخرون، بمن فيهم حكمت سلمان الهجري، الانضمام إلى هذه الدعوات.
وصرح مصدر درزي إسرائيلي رفيع لـ"المونيتور": "لقد حاولوا اغتيال زعيمنا الروحي، الهجري"، في إشارة إلى قوات النظام السوري والبدو.
وأضاف: "كان معزولا في إحدى القرى، برفقة أحد أبنائه، وكان محاصرا فعلا من قبل قوات النظام والسكان المحليين. ولم يُحبط هذا المخطط إلا في اللحظة الأخيرة".
وتابع المصدر الدرزي أن التدخل الإسرائيلي جاء متأخرا وضعيفا: "يجب مهاجمة وتدمير القوات البدوية قبل دخولهم قرانا، لا بعد ذلك، لأنه بعد ذلك لا يمكنك التمييز بين السنة والدروز، خاصة عند تنفيذ الهجمات من الجو".
وخلال أعمال العنف بين الدروز والبدو، سعت آليات التنسيق العسكري التي تم إنشاؤها خلال الأشهر الماضية، برعاية السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث إلى سوريا توم باراك وآخرين، إلى منع حدوث اشتباكات إسرائيلية-سورية.
في هذه الأثناء، لا تزال إسرائيل تحاول تقييم مسؤولية الشرع عن الاشتباكات.
وأوضح المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي قائلا: "قد يكون أنه رأى النمر وقفز على ظهره، حتى لا يفقد قوة ردع النظام، أو ربما ليس لديه ببساطة أي سيطرة على ما يحدث على الأرض، على ما يحدث بين العصابات".
وأردف: "شيء واحد مؤكد. لقد ذكّرتنا الأحداث بمن نتعامل معه. أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية لم تختفِ. وسيتعين علينا التعامل مع هذا قبل فوات الأوان".
المصدر: "المونيتور"