"كشفنا بالكامل".. تحقيق إسرائيلي يكشف تفوق محمد الضيف استخباريا على إسرائيل
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
آبار جديدة لرفد شبكات المياه في ريف درعاكشفت تحقيقات عسكرية إسرائيلية أن القائد العسكري الراحل لـ "كتائب القسام"، محمد الضيف، تفوق استخبارياً على الجيش وأجهزة الاستخبارات العسكرية والداخلية في إسرائيل خلال عملية "طوفان الأقصى".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير خاص نشرته اليوم الجمعة في ملحقها الأسبوعي، إن القيادي محمد الضيف اخترق عمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والتف عليها واستطاع إطلاق هجوم السابع من أكتوبر 2023 من دون أن تكشفه وسائل المراقبة.
وأضافت الصحيفة، كان محمد الضيف على دراية تامة بقدرات الاستخبارات الإسرائيلية، واخترق عمليات التجسس الإسرائيلية وأجهزة المراقبة.
مساء الأربعاء، سمحت الرقابة العسكرية في إسرائيل بنشر نتائج تحقيقات عسكرية سرية أجريت منذ شهرين ونصف، استندت إلى "معلومات أدلى بها أسرى من عناصر النخبة التابعين لحماس، الذين أكدوا أن الضيف كان على اتصال مباشر معهم خلال التخطيط للهجوم، وأن العملية لم تكن لتُنفذ في ذلك التاريخ دون موافقته المباشرة".
وقال أحد كبار المسؤولين الاستخباراتيين، الذي أدلى بهذه الشهادة أيضاً لفرق التحقيق التابعة للجيش الإسرائيلي: "لقد كشفنا محمد ضيف بشكل كامل".
كشف إسرائيل وباغتها
وجاء في التحقيقات، أن محمد الضيف كشف وسيلة دفاع حساسة (الأداة السرية) لدى سلاح المدرعات وحاول الالتفاف عليها.
و"الأداة السرية"، هي الوسيلة التكنولوجية التي تستخدمها الاستخبارات للوصول إلى أسرار حماس، لم تعمل بشكل سليم، ولم تقدم أي تحذير بشأن الهجوم.
وأوضحت التحقيقات الإسرائيلية، أن الضيف وعناصر القسام بعد عملية القوة السرية الإسرائيلية في خان يونس في نوفمبر 2018، وبمساعدة المخابرات الإيرانية، تمكنوا من اختراق جميع المعدات التي خلفتها القوة المنسحبة في المنطقة، وأجروا تحقيقا استخلصوا منه تفاصيل مهمة وحاسمة حول ما كانت تحاول إسرائيل القيام به في تلك الليلة.
ووفقاً للتحقيقات الإسرائيلية، خطط الضيف بعد أن تزود بكل هذه المعلومات، بسرية كاملة لهجوم السابع من أكتوبر من أجل الحفاظ على عنصر المفاجأة، ولم يكن يعلم بالتوقيت سوى ثلة قليلة جداً.
قام هو ويحيى السنوار بتأسيس "مجلس الحرب المصغر"، حيث تم التخطيط لتفاصيل "المشروع الكبير"، الاسم الرمزي للهجوم الهادف إلى حسم المعركة ضد فرقة غزة.
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن "الضيف فكر بعد الساعة الخامسة من فجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في تجميد الهجوم المخطط له".
ووفقاً للتحقيقات، فإن الضيف اضطر في لتأجيل موعد عملية طوفان الأقصى نصف ساعة بعدما لاحظ غيابا واضحا للقوات الإسرائيلية في المنطقة، مثل الطائرات المسيرة والدبابات، مما أثار شكوكه في أن يكون الأمر مجرد خدعة عسكرية إسرائيلية"، بحسب "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة.
وأضافت القناة في تقرير نشر الخميس: "وبعد مرور نصف ساعة، وبعد أن تأكد من خلو المنطقة من القوات الإسرائيلية، أصدر محمد الضيف الأمر المباشر لعناصر النخبة (لدى حماس) بتنفيذ الهجوم".
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن هذه اللحظة من أكثر اللحظات دراماتيكية التي تم الكشف عنها في إطار التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في الأسباب التي أدت إلى الفشل الذريع في التصدي لهجوم 7 أكتوبر.
ووصفت الصحيفة الضيف بـ "المهووس بأمن المعلومات" وكان يسأل عمّا يدور ويحدث على الجانب الإسرائيلي" للتأكد من عدم جاهزيته للهجوم.
من هو محمد الضيف؟
في نهاية الشهر الماضي، أعلنت "كتائب القسام" مقتل قائدها العام محمد الضيف في قصف إسرائيلي على قطاع غزة.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم، "كشف سلاح الجو في أحدث إصدارات مجلته أن محمد الضيف قُتل في غارة جوية باستخدام ثماني قنابل أُطلقت من طائرات من طراز F-35".
وأضافت: "أن هذه كانت المحاولة التاسعة لاغتياله، إلا أنها كانت الناجحة".
آخر محاولة لاغتياله أعلنتها إسرائيل كانت في 13 تموز/يوليو 2024، حين شنت طائرات حربية غارة استهدفت خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 300 آخرين.
وبدأ الضيف نشاطه العسكري أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث انضم إلى حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل في ذلك العام ليقضي في سجونها سنة ونصفا دون محاكمة بتهمة "العمل في الجهاز العسكري لحماس".
وأوائل تسعينيات القرن الماضي، انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها مدة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لـ"كتائب القسام" هناك.
في عام 2002، تولى قيادة "كتائب القسام" بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.
يُذكر أنه في 7 أكتوبر 2023، هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
ووصف مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون هجوم "حماس" (طوفان الأقصى) بأنه مثّل "إخفاقا" سياسيا وأمنيا وعسكريا واستخباريا.
وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.