اخبار سوريا

سناك سوري

سياسة

النيران تشتعل بعدة دول أوروبية بسبب المناخ.. لكن في سوريا لا بدّ من متهم!

النيران تشتعل بعدة دول أوروبية بسبب المناخ.. لكن في سوريا لا بدّ من متهم!

klyoum.com

تواجه فرنسا سلسلة من الحرائق، وفي تركيا تم تسجيل أكثر من 700 حريق خلال 10 أيام، وفي اليونان أدت الحرائق لإجلاء قريتين كاملتين، وكل هذا بالتزامن مع الحرائق التي تضرب ريف اللاذقية الشمالي.

سبب الحرائق في الدول الأوروبية بحسب المعلومات موجة الحر الخانقة، والغابات العطشى، هناك لم يتم تراشق الاتهامات، أما في سوريا لا بدّ أن يكون الوضع مختلفا، فبينما تهدد النيران المنازل والغابات ورئة البلاد، اشتعلت نيران على الفيسبوك لا تقل ضراوة، هذا يتّهم "الفلول"، وذاك يحمّل "تنظيمات تكفيرية" المسؤولية، وآخر لا يرى في النار سوى امتداداً لصراع سياسيّ لا يهدأ.

ما يجري ليس مجرد تراشق آراء، بل توسيع فجوات في نسيج اجتماعيّ هش، كل منشور يُخوّن، وكل تعليق يُقسّم، بينما النيران لا تسأل عن هوية الشجرة التي تلتهمها.

المريح في الموضوع إلى حد ما، أن هذه النيران افتراضية لا تشبه الواقع، ففي الميدان، المشهد مختلف تماماً، رجال إطفاء ومتطوعون من مختلف المحافظات، وفزعات من إدلب ودوما وصوران وسلمية،متطوعون يحملون الماء، يمدون الخراطيم، ويخوضون النار كتفاً إلى كتف مع عناصر الدفاع المدني.

لا أحد يسأل الآخر من أين أنت، هناك فقط سؤال واحد كيف ننقذ ما تبقى، السوريون ما زالوا يعرفون بعضهم على الأرض فقط على "فيسبوك" يبدو أن بعضهم نسي.

ما نحتاجه اليوم ليس بياناً جديداً، ولا تحليلاً مؤامراتياً، بل وقفة صادقة مع الذات، هل نحن بحاجة إلى تفسير كل مصيبة بمنظار عدائي، أليست موجة حر كفيلة بإشعال ما نشاهده، خصوصاً أن الأمطار لم تهطل هذا العام والأرض عطشى وجافة.

ما نحتاجه اليوم ليس نظرية جديدة عن "من أشعل النار"، بل شجاعة بسيطة للاعتراف بما نراه، أن الأرض عطشى، والجو خانق، والأشجار يابسة، وما من حاجة لاختراع عدو وهمي يضيف للنار وقوداً، نحتاج أن نطفئ الغضب أولاً، أن نثق ببعضنا، وندرك أن بعض الحرائق لا تُخمد بالماء بل بالوعي.

*المصدر: سناك سوري | snacksyrian.com
اخبار سوريا على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com