دور الإعلام في العدالة الانتقالية في ندوة لرابطة الصحفيين السوريين بدمشق
klyoum.com
دمشق-سانا
ركزت الندوة التي نظمتها رابطة الصحفيين السوريين تحت عنوان (دور الإعلام في دعم العدالة الانتقالية) على ضرورة تحمل الإعلام مسؤوليته الاجتماعية في تسليط الضوء على سير هذه العملية وتضمين أصوات وآلام الضحايا، والالتزام بالأخلاقيات المهنية ليكون منصفاً لهم.
نحو عدالة انتقالية حقيقية وليست تجميلية
وأكد المحامي المختص بالقانون الجنائي الدولي المعتصم بالله الكيلاني خلال الندوة التي أقيمت في قاعة المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني بكفرسوسة بدمشق أهمية التفريق بين السلم الأهلي والعدالة الانتقالية، لتأخذ صفة شاملة وحقيقية بهدف بناء سلام مستدام مع عقد اجتماعي جديد، منوهاً إلى وجود أكثر من 190 تجربة ناجحة بهذا الخصوص في أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا والبوسنة والهرسك.
واعتبر الكيلاني أنه في حال كانت العدالة الانتقالية تجميلية، ولم تتم محاسبة جميع المجرمين علناً، فستشكل مخاضاً دامياً بالمستقبل، مستشهداً في هذا الخصوص بما جرى في عدد من الدول، ولفت إلى أن العدالة الانتقالية تتطلب جبر الضرر للمتضررين من خلال إعادة الكرامة الإنسانية وتعويضهم مادياً، وإعداد سرديات توثق الانتهاكات والجرائم التي حدثت في المدارس وبكل مكان في سوريا.
تقييم دور الإعلام بتغطية مسارات العدالة الانتقالية
وحول الواقع السوري لفت الكيلاني إلى ارتكاب النظام البائد جميع أنواع الانتهاكات المصنفة بصفة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبناءً عليه يجب قيام عدالة انتقالية حقيقية، ويتجلى دور الإعلام المهم للغاية فيها بتغطية مساراتها، وذلك استناداً لتجارب عدة دول مرت بظروفٍ مشابهة.
وقال الكيلاني:" إن على الإعلام واجب التوعية باعتباره حاملاً شعبياً ضاغطاً بموضوع العدالة الانتقالية، وخاصةً أمام التحديات الجمّة التي تواجهها الحكومة السورية بالوقت الراهن، فمسؤوليتنا جميعاً صحفيين ونشطاء ووسائل إعلام نشر مفاهيم العدالة الانتقالية وأهدافها، وإيصالها للمجتمع عبر رسائل تثقيفية واضحة، ومتابعة صيرورة العدالة الانتقالية وآليات كشف الحقائق وتحديد المشتبه بهم ومواكبة المحاكمات التي يجب أن تكون علنية بمرافقة تغطية إعلامية شاملة".
الإعلاميون: أهمية الإعلام الرديف إلى جانب الرسمي
وتمحورت مداخلات الصحفيين خلال الندوة التي أدارتها الصحفية لمى راجح، حول أهمية الإعلام الوطني الرسمي والرديف في مواكبة عملية العدالة الانتقالية بمهنية وشفافية، وبناء أرضية منهجية صلبة للحوارات، ومشاركة جميع أطياف المجتمع في عدم إنكار الجرائم، وإجراء الأبحاث المستفيضة، مع التركيز على أهمية الإعلام المدني، ودور الصحفيات السوريات، وتدريب الصحفيين على كيفية التعامل مع الضحايا.