اخبار سوريا

الجماهير

سياسة

حينما يخيم الليل.. يُغلق سوق المدينة القديمة أبوابه مبكرًا حاملاً معه قصصًا عن خسائر مادية وتراجع سياحي

حينما يخيم الليل.. يُغلق سوق المدينة القديمة أبوابه مبكرًا حاملاً معه قصصًا عن خسائر مادية وتراجع سياحي

klyoum.com

الجماهير || أسماء خيرو

في سوق شهد قرونا من التجارة والحيوية، ممتد من الجامع الأموي العريق إلى قلعة حلب الشامخة، حوله الظلام إلى مسرح لمعاناة يومية تهدد الحياة الاقتصادية، ليعلو صوت عدد من التجار: " متى نبصر النور.؟! "

فمع انقطاع التيار الكهربائي الساعة الخامسة مساءً، يُغلق سوق المدينة أبوابه مبكرًا، حاملاً معه قصصًا عن خسائر مادية وتراجع سياحي، ومخاوف أمنية وبيئية، وفقًا لشكاوى قدمها تجار المنطقة إلى صحيفة الجماهير.

إغلاق المحال مبكر وخسائر يومية

يقول التاجر أبو عبدو رزوق: "الظلام يفقد السوق حيويته المسائية، ويجبرنا على إغلاق المحال مبكرًا أو تحمل تكاليف باهظة لتشغيل المولدات التي تصل تكلفتها إلى 20 ألف ليرة يوميًا، وهو مبلغ يهدد استمرارية أعمالنا التجارية ويثقل كاهلنا المعيشي"، مطالبًا بتمديد ساعات التغذية الكهربائية حتى التاسعة مساءً على الأقل لعودة الحركة التجارية.

على غراره، يضيف التاجر أبو محمد أنَّ اضطراره للإغلاق المبكر أدى إلى انخفاض الإيرادات لديه بنسبة تصل إلى 50 بالمئة.

سرقات متكررة ومطالبة بتكثيف الدوريات

ومع انقطاع الكهرباء المبكر، تشهد المنطقة تزايدًا ملحوظًا في حوادث السرقات، بحسب ما قاله تجار السوق، الذين أكدوا أن حالات السرقة ارتفعت بشكل لافت في الفترة الأخيرة، مطالبين باتخاذ خطوات لمعالجة الموضوع، أبرزها:

– تشجيع التجار على العودة إلى السوق لاستئناف نشاطهم، إذ يساهم وجودهم في إحياء الحركة وخلق نوع من الرقابة الذاتية التي تحد من السرقات.

– تكثيف الدوريات الأمنية المنتظمة.

– تخصيص حارس للمنطقة، أو على الأقل تطبيق حلول سريعة، مثل تحسين إضاءة السوق لردع اللصوص مؤقتًا، حتى تنفيذ الحلول الدائمة.

مواقف عشوائية واستفزاز التجار

لا تقتصر معاناة التجار على عدم كفاية ساعات التغذية الكهربائية، بل تمتد إلى سلوكيات بعض السائقين الذين يحولون الشوارع إلى مواقف عشوائية. يصف التاجر أبو مهدي اسطانبولي، صاحب محل "الشرقيات"، كيف يتجاهل السائقون طلبات التجار بعدم الوقوف أمام المحال، ويردون بتعليقات استفزازية .!

ويضيف أن الاصطفاف العشوائي يعرقل حركة الزبائن ويحجب الرؤية عن المحال، مقترحًا تخصيص شرطي مرور لتنظيم هذا الأمر.

النفايات والأتربة: بيئة ملوثة تهدد الصحة والاقتصاد

تحولت في وسط السوق حارة الجزماتي إلى بؤرة للتلوث، بسبب تراكم النفايات والأتربة وأنقاض الحرب من حديد وحجارة، وفقًا لشهادات التجار. يوضح اسطانبولي أن صورة المنطقة باتت مشوهة بسبب الأنقاض، مشيرًا إلى أن عامل واحد للتنظيف لا يكفي، بينما يشير التاجر أحمد إلى أن غياب عمال النظافة الملتزمين هو أحد أسباب تفاقم المشكلة، داعيًا إلى تعيين المزيد من عمال النظافة المتحمسين للعمل وترحيل الأنقاض والأتربة.

نداء أخير: خطة شاملة لإنقاذ السوق

في ختام شكواهم، وجه التجار نداءً عاجلاً للجهات المعنية للتدخل الفوري وزيارة المنطقة، مؤكدين أن إنعاش هذا السوق الحيوي يتطلب خطة متكاملة تشمل:

– إزالة المخلفات والأنقاض.

– توفير التيار الكهربائي بشكل مستمر.

– تنظيم الحركة المرورية.

– إعادة الأمن والأمان.

معربين عن أملهم في أن تتحرك الأطراف المعنية بسرعة، قبل أن يُطوى فصل آخر من قصة سوق نجا من حرب ودمار النظام البائد، ليموت تحت وطأة الظلام.

*المصدر: الجماهير | jamahir.alwehda.gov.sy
اخبار سوريا على مدار الساعة