"حلبية وزلبية".. من أشهر الأوابد الأثرية على نهر الفرات
klyoum.com
أخر اخبار سوريا:
أربيل تعلن عن فرصة عمل لجمع الكلاب الضالةتزخر محافظة ديرالزور بالمواقع الأثرية التي تعد شاهدا على حضارة سوريا العريقة التي تمتد عبر الزمن .
آثار حلبية وزلبية هي إحدى المدن القديمة التي تسمى بمدن القلاع ، وهما حصنان على نهر الفرات ازدهرا مع ازدهار الحضارة التدمرية فكانت "الزباء" في "حلبية" وأختها "زنوبيا " في "زلبية" كل واحدة منهما تتربع على عرش.
تعود آثار "حلبية وزلبية" إلى الألف التاسع قبل الميلاد زمن الملك الآشوري "آشور نصر بال"الذي بنى الحصنين على نهر الفرات وازدهرا مع ازدهار الحضارة التدمرية، وتقع منطقة "حلبية وزلبية" شمال غربي "دير الزور" ، ويعتبر الموقع عبارة عن مرتفع بارز يحيط به واديان ولكن المرتفع الذي يصل "بزلبية" منخفض، وعلى قمة المرتفع قلعة يتفرع منها سوران من الجص ينحدران باتجاهين متعاكسين إلى الفرات أما الضلع الثالث للمثلث المواجه للنهر فقد ذهبت به مياه الفرات وأعيد بناؤه خلف البناء القديم».وكان لموقعها أهمية استراتيجية وتجارية، وقد سميت باليونانية والرومانية بيرثا، وباللاتينية زنوبيا، نسبة إلى زنوبيا ملكة تدمر التي بنتها وحصنتها.
تقع حلبية وزلبية شمال غرب دير الزور على بعد 58 كم وتتبع لمنطقة التبني على طريق دير الزور-حلب على ضفة الفرات وتبعد 165 كم عن مدينة تدمر .
يقسم نهر الفرات المنطقة إلى قسمين، الأول مدينة حلبية أي مدينة زنوبيا، على الضفة الغربية للفرات في الشمال، والقسم الثاني مدينة زلبا أو زلبية على ضفة الفرات الأخرى.
كان لمضيق حلبية أهمية كبيرة في التاريخ القديم لأنه كان سهل التحصين بالصخور الشاهقة عند سفح الهضبة التي تهيمن على مدخل الممر، وعند مخرجه تشكل الأبواب الضيقة والمضيق النهري مكانًا نادرًا على نهر الفرات، كانت تأخذه مع نمو مملكة تدمر، ذلك النمو الذي جعلها من أكبر المدن، حيث أصبحت مركزًا تجاريا تمر من خلاله القوافل التجارية التي تحمل البضائع بين أسواق العراق والبلدان المتصلة بها من بلاد فارس والهند والخليج وبين أسواق بلاد الشام وحوض البحر الأبيض المتوسط، فقامت زنوبيا ببناء مدينة على الفرات لحماية حدود مملكتها من الشرق، ولجعل المدينة ميناء نهريا يزدحم به ميناء مدينة الكفل "الجيشة" في لواء الحلة بالعراق، وأطلق على المدينة اسم "زنوبيا" وهو اسمها.
موقع مدينة حلبية مرتفع بارز، تحيط به الوديان، لكن الارتفاع الذي يربطه بزلابية منخفضة، وعلى قمة الارتفاع يوجد حصن ينحدر منه جداران من الجص باتجاهين متعاكسين إلى الفرات.
يطل الحصن من ارتفاعه على الأراضي المجاورة والجزيرة، وللجدار من جهة النهر بابان أو ثلاثة أبواب، ولكل جانب من جانبي المثلث الآخرين باب، وعلى كل جانب عدد من الأبراج المربعة المتشابهة ذات الأرضيات والسلالم والمداخل.
أسوار المدينة مبنية بالحجارة الجصية، وهي شائعة في منطقة الفرات.
يقطع المدينة شارع به أعمدة رخامية على جانبيه، يتجه من الجنوب إلى الشمال ويمر عبر أبواب المدينة الجنوبية والشمالية. وقد عثر على مراحيض، وحمام ومطابخ، وأواني خزفية، ونقوش، ومجموعة من الأقمشة، ولوحات جدارية.